أثار قرار نقل البنك المركزي إلى العاصمة المؤقتة عدن وإقالة محافظ البنك محمد عوض بن هُمام، وتعيين منصر صالح محمد القعيطي محافظا جديدا للبنك الذي أصدره الرئيس عبدربه منصور هادي مساء الأحد 18 سبتمبر، تفاعلا إيجابيا، في أوساط السياسيين والمهتمين بالشأن الاقتصادي، على شبكات التواصل الاجتماعي.
وأصدر الرئيس هادي مساء الأحد، قرارات جمهورية قضت بتعيين محافظ جديد للبنك المركزي اليمني، ونقل مقره الرئيسي إلى محافظة عدن.
واعتبر مراقبون أن قرار نقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن لعله أحد مؤشرات تأجيل عملية الحسم العسكري بالنسبة للعاصمة صنعاء.
مع القرار
وفي هذا السياق، أيدت الناشطة اليمنية، الحاصلة على جائزة نوبل للسلام، قرار نقل البنك المركزي اليمني إلى عدن، عاصمة كل اليمنيين المؤقتة، رمز المدنية والحرية.
وأضافت كرمان، في منشور على حسابها الشخصي بموقع "فيسبوك": "من اليوم وبعد قرار نقل البنك المركزي اليمني، عدن مفتوحة امام اليمنيين من يعترضهم لأي سبب كان فهو عفاشي حوثي صميم يخدم مصالح الانقلاب فحسب!!".
وأشارت إلى أن قرار إقالة بن همان كان أمرا طبيعيا، بعد أن سهل مهمة ميليشيا الحوثي والمخلوع في الوصول إلى الاحتياط النقدي للبنك وإنفاقه على مجهودهم الحربي فضلا عن مدخرات البنك الأخرى.
وقالت كرمان إن مهنية بن همام أكبر كذبة مكنت الميليشيا من الاستمرار في تمويل حروبها ضد اليمنيين من قوت اليمنيين، مشيرة إلى أنها لم تكن مقترنة بسلامة الذمة ونزاهة الضمير، فهي مجرد احتيال مزخرف، حسب قولها.
انتصارا لإرادة اليمنيين
من جانبه، قال الناشط صالح الحكمي، إن قرار نقل البنك المركزي إلى عدن، وإقالة بن همام، يمثل انتصارا حقيقيا لإرادة اليمنيين، مشيرا إلى أن ما قبل اليوم ليس كما بعده.
قرار موفق
الكاتب الصحفي عبدالله دوبله أشار إلى أن نقل البنك المركزي قرار موفق، وضربة معلم، مضيفا: "ننتظر وديعة سعودية ونقل الموارد إلى عدن وكل شيء بيصلح ".
وأضاف "دوبلة" في صفحته على "فيسبوك": "بعد أن دمر الانقلاب مالية البلاد، كان من واجب الحكومة إنشاء مالية جديدة وهو أقل خطرا من إنقاذ مالية الحوثي"، مشيرا إلى أن أخطر قرار هو قرار تغيير إدارة البنك المركزي ونقل مقره من صنعاء المحتلة.
وتابع "دوبلة": "قلة عقل.. يشتوا ينقلبوا ويشتوا من الرئيس هادي يوفر لهم المال اللازم لاستمرار الانقلاب".
بدوره اعتبر الكاتب الصحفي عامر الدميني أن قرارات اليوم (الأحد)، هي استشراف مستقبلي أكثر من كونها قرارات ملء فراغ، لافتا إلى أنه ما لم يتم التحرك في مسار تطبيقها فلن يكون لها أي وزن.
ورقة رابحة
الإعلامي عبدالله إسماعيل قال إنه مهما كانت الآراء حول نقل البنك المركزي، إلا أن الرأي الاقتصادي الأرجح أن سلبيات نقله أخف كثيرا من سلبيات بقاءه بيد الانقلابيين.
وأضاف "اسماعيل" في تغريدة بحسابه على "تويتر": "البنك المركزي تحول إلى أداة حرب بيد الانقلابيين وورقة رابحة ونقطة تفوق ومصدرا لتغذية حربهم على اليمنيين ويجب أن لا يستمر".
من جهته قال الصحفي عبدالباسط الشاجع: "إذا كانت الحكومة غير قادرة على التحرك من تبة "المعاشيق" والرئيس لم يستطع العودة إلى "عدن"، فكيف قرر نقل البنك المركزي من صنعاء إليها، رغم وجود محافظات أخرى مستقرة نسبياً كحضرموت ومأرب؟!.
تحدي كبير
الكاتب والمحلل السياسي ياسين التميمي بدوره أشار إلى أن حجم التحدي الذي أقدم عليه الرئيس وحكومته بهذه القرارات، يبدو كبيراً، خصوصاً ما يتعلق منها بإنهاء الهدنة الاقتصادية السيئة التي أبقت جزء مهماً من السيادة على الدولة بيد الانقلابيين من خلال الاستحواذ على المالية العامة.
وقال "التميمي" في صفحته على "فيسبوك": "قد رأينا أن محافظ البنك الحضرمي بن هُمام وهو يتحول إلى منافح عن الانقلابيين وخياراتهم، الأمر الذي وضع حداً للحياد المزعوم للبنك المركزي".
وتابع "التميمي" متسائلا: "هل نجحت الحكومة أخيراً في إقناع الغرب والمؤسسات المالية الدولية بهذا القرار أم أنها أقدمت عليه في سياق المعركة الوجودية التي تخوضها مع الانقلابيين وداعميهم في الداخل والخارج".
وأشار إلى أنه في حال كانت القرارات المتعلقة بالبنك المركزي قد اتخذت استناداً إلى إرادة شجاعة من الرئيس وحكومته، فإن الأمر لا شك يرتبط بإرادة مماثلة من جانب التحالف، وهذا يعني أن الصراع في اليمن دخل مرحلة جديدة وشديدة الحساسية، وسط هذا الكم من التعقيد الذي تتورط فيه الأزمة اليمنية بسبب الأدوار المشبوهة لبعض الرعاة الدوليين والإقليميين، حسب قوله.