تستمر الأجواء العيدية المتواضعة في العاصمة المؤقتة عدن لليوم الرابع على التوالي في صورة تعكس حالة التحدي والإصرار الذي يبديه أبناء المدينة، بالرغم من الواقع المتخم بالأزمات كغيرها من المحافظات اليمنية.
ويقبل الآلاف من المواطنين على شواطئ المدينة والتي تتميز بتعددها, بالإضافة إلى زيارة أماكن الترفيه المتواضعة، والمحدودة، والتي شهدت إقبالا كبيرا من قبل المواطنين.
غلاء الأسعار ومحدودية المتنفسات
وتعاني العاصمة المؤقتة عدن، والتي كانت قبيل اندلاع الحرب، عاصمة اقتصادية للبلاد، من قلة المتنفسات والحدائق المخصصة للعائلات، حيث يوجد في المدينة حديقتي ملاهي " فن سيتي , حديقة الكمسري"، واللتان تعدان أكبر المتنفسات في المدينة، علما بأن حديقة "الكمسري"، أغلقت عقب الحرب، ولم يتبقى حاليا غير حديقة "فن سيتي" في مدينة عدن.
ويشكوا المواطنون من غلاء الأسعار، وكذا الاستغلال الذي يمارسه القائمون على حديقة " فن سيتي" , حيث بلغت أسعار التذاكر أرقاما قياسية لا يقدر المواطن البسيط تحملها, وهذا بدوره ما جعل المواطنين يقبلون على السواحل والشطئان كونها مجانية.
يذكر أن "عدن مول"، وهو أكبر المتنفسات في المدينة، لكنه تعرض للتدمير الجزئي أُثناء اجتياح الميليشيا الانقلابية للمدينة مطلع العام 2015 , وبإغلاقه لم يتبقى للمواطنين سوى السواحل وحديقة فن سيتي إضافة إلى مجموعة من الحدائق الصغيرة والمتواجدة في الأحياء السكنية إلا أنها لا ترقى لأن تكون تحت مسمى " متنفسات".
الأزمة الاقتصادية تعكر الفرحة
ساهمت الأزمة الاقتصادية والمتمثلة بعدم استلام قرابة ثلثي موظفي القطاع الحكومي لمرتباتهم في تعكير فرحة العيد وتقييدها.
وتعليقا على ذلك يقول مصطفى غالب وهو سائق باص أجرة بعدن: "تراجعت تحركات المواطنين في هذا العيد بنسبة تفوق 60% وهذا ما لم نشهده في عيد الأضحى الماضي والذي أعقب انتهاء الحرب بفترة وجيزة".
ويضيف في حديثه لـ(الموقع بوست): "بعد أيام الأعياد موسما دسما ل باصات الأجرة , حيث تستمر تحركات المواطنين إلى ساعات متأخرة من الليل, لكن هذا العام تضاءلت تحركات المواطنين حتى في أوقات العصر والتي يعرف بأنها وقت الذروة لتحركات المواطنين".
غياب زحمة العيد
تتجلى مظاهر العيد في عدن كل عام، من خلال ازدحام الشوارع بالسيارات لدرجة تتوقف فيها الحركة لسويعات , وهذا ما لم تشهده عدن هذا العام.
ويمكن ملاحظة الحركة هذا العيد، ووصفها بالمحدودة، مقارنة بالأعياد السابقة نتيجة الأزمة الاقتصادية الحاصلة إضافة للهاجس الأمني والذي يقلق مضاجع المواطنين.
أزمات بنكهة العيد
ويأتي عيد الأضحى هذا العام في ظل تدهور كبير في الخدمات، وهو ما أثر بشكل سلبي على فرحة المواطنين، حيث تعاني المدينة من انقطاعات متكررة، للكهرباء، تبلغ قرابة 17 ساعة في اليوم.
من جهة أخرى تسببت أزمة انقطاع المياه عن عشرات الأحياء في مضاعفة معاناة المواطنين، والذين ظل همّ توفير المياه الصالحة للشرب يطاردهم حتى خلال أيام العيد، والتي من المفترض أن تكون من أسعد أيامهم.
