[ ارشيفيه ]
في أجواء من التوتر بين الحوثيين وحزب علي عبدالله صالح، شنت، الجمعة، قيادات حوثية وأخرى مقربة من الحوثيين هجوماً لاذعاً ضد الرئيس السابق، على إثر تعزية الأخير بوفاة أحد الضباط العسكريين الكبار الذين شاركوا في ثورة 26 أيلول/سبتمبر 1962 ضد «نظام حكم الأئمة» السابق في اليمن، وهو الهجوم الذي فسره الحوثيون على أنهم معنيون به.
وحمل الرئيس السابق في برقية العزاء لأسرة أحمد الرحومي، أحد أعضاء «تنظيم الضباط الأحرار» الذين ثاروا على النظام الملكي الإمامي في اليمن، على نظام الأئمة. وجاء في برقية العزاء التي نشرها صالح على صفحته في «فيسبوك»، عن هذا النظام بأنه «مارس أبشع أنواع الظلم والاضطهاد والاستبداد بل والطغيان».
ووصف صالح نظام ما قبل الثورة اليمنية بأنه «فتك بالأحرار والعلماء والمثقفين والمشائخ والأعيان ورجال الفكر والأدب والقضاة وكل ذي رأي مستنير».مشيراً إلى أن ذلك النظام الملكي أعدم خيرة رجال اليمن «إرضاءً لشهوة الحكم والتسلط على مقدرات الوطن».
وأشاد «بالأدوار البطولية للقائد الرحومي»، وواصل في الوقت نفسه هجومه اللاذع على حكم الأئمة السابق في اليمن، ووصفه بأنه «أعتى حكم رجعي كهنوتي عرفته البشرية جثم على صدور اليمنيين عقوداً طويلة من الزمن».
وأثار هجوم الرئيس اليمني السابق غضب قيادات ما يعرف بـ«التيار الإمامي» والذي يرفض الاعتراف بثورة 26 سبتمبر/أيلول ويسميها انقلاباً.
وقد حمل حسن زيد أمين عام حزب الحق اليمني الموالي للحوثيين على منشور صالح، وطالب أنصار الرئيس السابق بمنع صالح عن مثل هذه التصريحات.
وقام زيد بنقل الفقرات التي يحمل فيها صالح على نظام الأئمة، على صفحته على الفيسبوك، مبدياً استنكاره لما ورد من توصيفات في حق النظام الملكي السابق في اليمن، الأمر الذي أتاح لعدد كبير من النشطاء الحوثيين مهاجمة الرئيس السابق، واصفين صالح بالفساد، ومحملينه مسؤولية ارتهان اليمن للسعوديين.
وهاجم عدد من نشطاء الحوثيين الرئيس السابق، واتهموه بشن ست حروب، واتهموه بالاغتيالات، واستهداف العلماء والمثقفين ورجال الفكر والأدب والقضاة.
وأكد قياديون حوثيون بأن صالح «سرق الوطن وثرواته وجعله مرتهناً للوصاية السعودية، وأنه فرط في أراضيه واستقلاله وسيادته، ومارس الطغيان والظلم والفساد وتولية الفاسدين لمقاليد المسؤولية».
وقد أيد أمين عام حزب الحق هذه العبارات في حق صالح، مبدياً استحسانه وموافقته على ما جاء فيها، حسبما ذكر في صفحته على الفيسبوك.
وانبرى أتباع صالح لمهاجمة زيد الذي طالب أنصار الرئيس السابق بـ«تكميم فمه»، وقال حسن زيد في صفحته على الفيسبوك» «هل نشر كلام زعيمكم شق للصف؟ إن كان كذلك فكمموا فمه».
وشن أنصار صالح هجوماً على أمين عام حزب الحق الموالي للحوثيين، مؤكدين أن صالح لم يكذب في توصيف نظام حكم الأئمة بما ورد في تعزيته للرحومي. وقال الدكتور مقبل العمري القيادي المقرب من صالح عن نظام حكم الأئمة «هو أعتى نظام كهنوتي عرفه التاريخ»، متسائلاً عن سبب الغضب من هذا التوصيف.
ويرى مراقبون أن هجوم صالح الأخير على نظام الأئمة ذو رسائل متعددة، منها أنه يريد أن يظهر نفسه بمعزل عن الحوثيين، الذين أقصوا آلافاً من كوادر حزب صالح من الجهاز الأمني والعسكري والإداري للدولة بعد سيطرتهم على السلطة في 21 سبتمبر/أيلول 2014.
وتعكس ردود الحوثيين على صالح حالة تململ مما يرونها محاولاته العودة إلى الواجهة عبر ما يسمى بـ«المجلس السياسي» الذي شكل مؤخراً بالمناصفة بين الطرفين.
وسبق أن اتهم الرئيس اليمني السابق جماعة الحوثي بأنها من «مخلفات الأئمة»، وأنها مرتهنة للنظام في إيران إبان الحروب السابقة بين الطرفين.
وخلال الأيام الماضية كتب السكرتير الإعلامي للرئيس السابق نبيل علي الصوفي سلسلة تغريدات عبرت عن الانزعاج من تراجع الحوثيين عن الاتفاق وعودتهم لتفعيل اللجنة الثورية التي يفترض أن مهمتها انتهت حسب الاتفاق بين الطرفين.