أثارت "عمامة" الداعية الصوفي، الحبيب بن علي الجفري، موجة سخرية واسعة في أوساط السياسيين والناشطين والإعلاميين اليمنيين على شبكات التواصل الاجتماعي .
وكان الحبيب الجفري، المقرب من السلطات الإماراتية والمصرية، قد ادعى في آخر ظهر له، أن عمامته التي على رأسه ورثها عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
وتداول ناشطون مقطع الفيديو يظهر الجفري وهو ينسب سند عمامته إلى النبي باستخفاف، مشيرين إلى أن الصوفية هي الوجه الآخر للشيعة الذين يتقنون الكذب وتزييف الدين، وترويج خزعبلات ما انزل الله بها من سلطان .
واتهم ناشطون وسياسيون الحبيب الجفري والتيار الصوفي، بأنهم يعملون وفقا لتوجيهات وكالة المخابرات الأمريكية، ابتداء بـ"علي جمعة" وصوفية مصر، وانتهاء بالحاضرين في مؤتمر الشيشان الأخير الذي نُظم لتمزيق الصف وزرع الفتنة في الوسط الإسلامي.
لا ينطق عن الهوى !
وتعليقا على مزاعم الجفري، قال الكاتب والروائي اليمني مروان الغفوري، إن الجفري استخدم العمامة كرمز فني ليقول عن نفسه إنه لا ينطق عن الهوى، مشيرا إلى أن هنا تكمن خطورة السردية التي قدمها.
وأضاف "الغفوري" في صفحته على "فيسبوك": "من الواضح أن الحبيب الجفري عندما تحدث عن نسب العمامة كان يقصد "العلم اللدني"، لا رقعة الثياب".
وتابع: "أراد الجفري أن يقول أن أسرار علمه وعرفانه ومعرفته أخذها عن النبي عبر تسلسل عائلي وصل ما بين النبي محمد في القرن السادس الميلادي والحبيب الجفري في القرن الواحد والعشرين".
اللعنة على المفاخرين
من جانبه سخر المحامي والمستشار القانوني هائل سلام قائلا: "وعمامتي - أنا الفقير إلى الله - تمتد - بسند صحيح، لا يرقى إليه شك من هذا الرأس، إلى رأس آدم، عليه السلام -وعلى كل بنيهآ الرحمة والسلام".
وقال سلام في صفحته على "فيسبوك": "ليس للذهب، ولا للألماس ولا لليورانيوم، ولا للفضة والزنك، ولأي معدن، أن يفاخر التراب"، مشيرا إلى أن التراب هو الأصل، وكل ما عداه سراب.
وأضاف المحامي والمستشار القانوني سلام: "كلكم لآدم وآدم من تراب "، السلام عليك، أيها التراب"، مختتما حديثه بالقول: "اللعنة على المتجبرين، والمتكبرين، والمفاخرين بالأمشاج والأنساب".
ميراث
من جهته علق الباحث اليمني رئيس مركز الجزيرة للدراسات الإستراتيجية، نجيب غلاب، في تغريدة له عبر حسابه بموقع "تويتر" ساخرا: "جعلوا عظمة الرسالة عمامة كما الجفري وبردة النبي كما الملى محمد عمر، وعرق حاكم كما الحوثي وأسطورة غائب كما ولي الفقيه".
بدوره اكتفى الناشط السياسي محمد المقبلي، معلقا بالقول: "لصوص كنوز حمير وسبأ ومهربي الآثار يتباهوا بميراث عمامة من قريش".
غش
أما الناشط ماجد صالح المضلع فقال: "الدعاة الإسلاميين الذين لمّعهم الإعلام وقدمهم للمسلمين على أنهم القدوات والمرجعيات فضحتهم الأحداث، وتبين لنا أن الأمة كانت تتعرض لغش منظم ومدروس"، في إشارة منه إلى الجفري وآخرين على شاكلته.
أعمال أبو جهل
بدوره اكتفى الدكتور عفيف المبارزي بالقول: "الذي ينسب سند عمامته إلى النبي وأعماله تتطابق مع أعمال أبو جهل وأمية بن خلف، نقول له: شكل سندك ومنهجك أخطأ الطريق من بداية السند".
من جهة أخرى قال الكاتب والسياسي فيصل علي، إن الحبيب الجفري ادعى الحياد وظل يعرض دعوته الصوفية بحسب تعريفه لها مع "معجون كرست"، إلى أن ذهب ليصطف مع الروس ضد المسلمين في الشيشان.
وأضاف "علي" في منشور له على "فيسبوك": "والله لو قام الإمام النقشبندي من قبره لركله هو ومن معه من المخرفين والمنحرفين فكريا إلى خارج حدود القوقاز".
وتساءل الكاتب والسياسي قائلا: "في اليمن هل أيد الجفري الدولة ضد عترته المنحرفة؟ مضيفا: فإن كان الحوثي يدعي وصلا بالنسب النبوي فإن الجفري يدعي النسب، بالإضافة إلى "عذبة العمامة" وهي "السبلة" التي في مؤخرة العمامة".
وتابع "علي" قائلا: "دلوه على قبر الإمام شامل النقشبندي أو على سيرته عله يتعرف على أن التصوف جهاد وحركة وعمل وليس مجرد أحاديث كاذبة يدلي بها في المنتديات"، مشيرا إلى أن التصوف سلوك وليس نسب ولا عذبة ولا "سبلة عمامة".