[ وفد الحوثي مع رئيس الوزراء العراقي العبادي ]
تفاخر محلل إيراني بارز بزيارة جماعة الحوثي المسلحة إلى العراق، الأسبوع الماضي، واعتبرها علامة من علامات ضعف السعودية.
وقال جعفر قنادباشی الذي يحمل صفة خبير في الشؤون اليمنية إن زيارة الوفد الحوثي لـدولة العراق جاء بصفتهم حكومة رسمية لليمن، وهو تغير جديد لم تحظى به الحركة خلال الخمس السنوات الماضية؛ مضيفاً أن هذه الزيارة حملت العديد من الرسائل الأكثر أهمية.
وأضاف قنادباشی في مقال له بصحيفة "الوقت" الناطقة بالفارسية وترجمه "الموقع بوست"، أعطى مسؤولون عراقيون الوفد اليمني استقبال رسمي تماما كما تزور شخصية رسمية البلاد. وهذا يعني أن قادة العراق كجار العربية السعودية قد اعترفت رسميا بعملية بناء الحكومة التي انطلقت بعد تأسيس المجلس السياسي الأعلى لليمن. في الواقع، فهي قبلت بالمجلس السياسي كهيئة شرعية حاكمة لليمن.
وتحلم إيران كما جاء في المقال بأن هذا هو نفس النهج الذي سيعتمد في التعامل مع السياسة اليمنية الحالية من قبل الدول الأخرى التي هي وجهة للزيارات القادمة من الوفد الحوثي. في الواقع، فإن هذا النهج يمهد الطريق للحكومة القادمة في اليمن للحصول على الشرعية الإقليمية، كما ترغب إيران.
وقطع وفد الانقلابيين زيارته للعراق الأسبوع الماضي عائداً إلى العاصمة العُمانية مسقط فيما يبدو لمقابلة المبعوث الاممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ.
وتشير الرسالة الأهم حسب المحلل الإيراني أن هناك نقطة تحول جديدة في عملية تطورات السنوات الخمس الماضية في البلاد. نقطة تحول تدل على ضعف شديد في سياسات التدخل من المملكة العربية السعودية وحلفائها في اليمن. ويعتبر هذا كما يزعم قنادباشي كنتيجة واضحة لمقاومة الحوثيين للسعودية خلال سنة ونصف ماضية.
وأضاف في مقاله الذي ترجمه "الموقع بوست"،: "بعبارة أخرى، يؤكد الوفد اليمني خلال زياراته الإقليمية على حقيقة أن زمن التدخلات من المملكة العربية السعودية بضغوطها الإقليمية فضلا عن مؤيديها الغربيين من أجل تشكيل الحكومة في اليمن قد ولى".
ويزعم الرجل أن هذه الزيارات تعني أنه لا يمكن السماح للأمم المتحدة بتنفيذ الخطط الغربية كجزء في مشروع بناء الحكومة في اليمن.
ويتابع قنادباشي أن اختيار الحوثيين العراق كوجهة أولى لزياراتهم، فإنه يريد ما قال المحلل الإيراني أنه تسليط الضوء على ضعف سابق للرياض وعدم قدرتها على إدارة عملية بناء حكومة ناجحة في العراق.
واختتم بالقول: "وتشير هذه الرسالة غير المباشرة التي تتلقاها الحكومة السعودية إلى فشل تدخلاتها في عملية بناء الحكومة العراقية في السابق، في الوقت الحاضر فإنها فقدت تماما القوة لتدمير عزم الحوثيين لإدخال نظام سياسي وديمقراطي جديد إلى بلدهم. كما ترسل الزيارة رسالة هامة أخرى للعالم: شرعية المجلس السياسي الأعلى لا تقتصر على اليمن بل دول المنطقة التي تجد السلطة الإدارية الجديدة لليمن مشروعة".
ورغم تأكيدات لقاءات الحوثيين بالمسؤولين العراقيين ونشر صورهم معهم إلا أن وكالات الأنباء الرسمية العراقية إضافة إلى الصحافة لم تشر إلى تلك اللقاءات.