[ صورة عامة للسجن المركزي بمحافظة ذمار - إرشيف ]
يعيش مئات السجناء في السجن المركزي بمحافظة ذمار، أوضاعا مأساوية، في ظل سيطرة مليشيا الحوثي والمخلوع الانقلابية عليه، واستمرارها في الزج بمزيد من المظلومين إلى داخله، وأيضا ممارسة أصناف الانتهاكات بحق نزلاءه فضلا عن حرمانهم من الحقوق الأساسية، بعد أن قامت بالإفراج عن عشرات السجناء من أصحاب التهم الجنائية، وأرسالهم إلى جبهات القتال.
(الموقع بوست)، رصد بدوره، معاناة السجناء في السجن المركزي بذمار، الذي يمتلئ بالسجناء والمعتقلين من مختلف الأعمار والأجناس، من أبناء المحافظة، ومن عدد من المحافظات المجاورة.
ازدحام مخيف
تدفع مليشيا الحوثي والمخلوع يوميا، بمزيد من المعتقلين إلى السجن المركزي بذمار، الأمر الذي جعله يتكدس بالسجناء والمختطفين، من أبناء المحافظة، ومن محافظات أخرى، في ظل انعدام شبه تام للخدمات، وتدهور مسألة التغذية والجانب الصحي في المستشفى.
وإلى جانب هذا كله، يعاني المعتقلين في السجن المركزي بذمار، من الانتهاكات المستمرة من قبل المليشيات، من تعذيب، وإهمال، وكذا، إخفاء قسري للعشرات منهم، ممن لا تعلم أسرهم عنهم شيء، منذ أشهر طويلة.
كما يقبع في مركزي ذمار، المئات من السجناء، من مختلف الأعمار، والأجناس، في مكان واحد، وهو ما يعد مخالفة وانتهاك لحقوق السجناء التي يكفلها القانون، والمواثيق الدولية.
مشهد مألوف
أصبح شيء معتاد، رؤية عشرات المواطنين في ذمار، تقتادهم عناصر المليشيا الانقلابية، إلى مركزي ذمار، وذلك ضمن حملات الملاحقة، والاعتقالات المستمرة التي تمارسها المليشيا بحق المناوئين لها، خصوصا من حزب الإصلاح، وقيادته.
وبحسب سجناء سابقين، تحدثوا لـ(الموقع بوست)، فإن المليشيا تقوم باعتقال العشرات يوميا، من أبناء ذمار، ومن محافظات أخرى، وتزج بهم في سجون عديدة في المحافظة قبل أن تنقلهم إلى السجن المركزي، بعد التحقيق معهم، ونقلهم تارة إلى سجن جماعي، وأخرى إلى سجن انفرادي وهكذا، قبل أن تعود بهم إلى ذات السجن الأول، خصوصا قيادات الإصلاح الذين لم تتوقف المليشيا عن اعتقال المزيد منهم منذ بداية الانقلاب.
يقول أحد قيادات حزب الإصلاح بمحافظة ذمار، الذي سبق واعتقلته المليشيا لـ(الموقع بوست)، إن عشرات المواطنين تجلبهم المليشيا بشكل يومي إلى مركزي ذمار، دون أن يعرف أهاليهم شيء عنهم، أو عن مكان اعتقالهم، لافتا إلى أن المليشيا تمنع أولئك المعتقلين من التواصل مع ذويهم بدون أي أسباب أو مبررات.
وأشار إلى أن هناك العشرات من المعتقلين تم جلبهم إلى السجن المركزي بذمار، من محافظات أخرى مجاورة لها.
كما أكد السجين السابق، الذي طلب من (الموقع بوست)، عدم الكشف عن اسمه، أن المليشيا قامت في وقت سابق بإطلاق سراح عشرات السجناء من المحكومين بالإعدام وغيرها من الأحكام، في قضايا قتل وسرق وتقطعات وغيرها من القضايا الجنائية، وقامت بإرسالهم إلى جبهات القتال، في الوقت الذي ملأت السجون بالمعتقلين المظلومين.
تعليم "الأحداث" مناهج الشيعة
يوجد داخل سجن الأحداث بمركزي ذمار، عدد ليس بالقليل من السجناء، ممن هم تحت السن القانونية، وهؤلاء، يمتلكون مدرسة لإعادة تأهيلهم.
مليشيا الحوثي قامت فور سيطرتها على ذمار، كغيرها من المحافظات، قامت بطرد كادر التدريس الخاص بمدرسة سجن الأحداث، وعيّنت كوادر من عناصرها، كما استبدلت المناهج المعتمدة، بأخرى تتعلق بمنهج جماعة الحوثي، أي تدريس منهج التشيع للأحداث بالسجن المركزي بذمار.
وتقوم مليشيا الحوثي بتعبئة الأحداث في سجن ذمار، بمبادئ القتل والتدمير والعنف، بدلا من تعليمهم قيم السلم والتسامح، والتعاون، وغيرها من قيم الخير، وحب المجتمع، حيث تشير المصادر، إلى أن المليشيا تقوم بغسل أدمغة الأحداث بذمار، بمنهج مليء بالعنف والكراهية.
وتشير المصادر، إلى أن العديد من الأحداث لا يزالون في السجن المركزي، بالرغم من مرور المدة القانونية لاحتجازهم، حيث تستغلهم المليشيا لتعبئتهم بفكرها المتطرف، فضلا عن ممارستها التعذيب عليهم، بالرغم من أن القضايا التي اتهموا فيها ليست جنائية.
وبحسب المصادر، فإنه يقبع داخل الغرفة الواحدة بسجن الأحداث بذمار، أكثر من 60 حدثا، في الوقت الذي يوجد العشرات منهم لديهم أحكام بالإفراج عنهم، إلا أن المليشيا لم تنفذ تلك الأحكام، لأسباب مجهولة.
انعدام الخدمات
وكما ذكرنا أعلاه، يعاني مئات السجناء في السجن المركزي بذمار، من تدهور حاد في أوضاعهم الصحية والنفسية، والمعيشية، حيث تمارس المليشيا عليهم صنوف التعذيب، فضلا عن اعتقالهم في أماكن لا تصلح لاحتجاز البشر، كونها غير مجهزة لا بالتهوية المناسبة، ولا بالإضاءة، فضلا عن كونها غير نظيفة، ومليئة بالقمامة، وتفتقر للمرافق الصحية اللازمة.
الاعتداء والتحرش الجنسي
تشير المصادر، إلى تعرض السجينات في سجن النساء بمركزي ذمار، للاعتداء الجنسي من قبل القائمين على السجن، بحسب ما ذكرته صحيفة محلية في وقت سابق.
وتحدثت مصادر خاصة لـ(الموقع بوست)، عن وجود اختلاط بين السجناء في مركزي ذمار، حيث يوجد داخل السجن، عدد من الأحداث، ممن يقبعون في نفس الأماكن والغرف، مع سجناء أكبر منهم سنا، ما يجعلهم عرضة للتحرش والاعتداء الجنسي.
نداء استغاثة
ونتيجة لهذه الأوضاع المأساوية التي يعيشها السجناء بالسجن المركزي بذمار، وجهت أسر عدد من المعتقلين في السجن، نداء استغاثة، للمطالبة بوقف هذه الانتهاكات، ووضع حد لمعاناة أبنائهم، والمئات من السجناء داخل السجن، الواقع تحت سيطرة مليشيا الحوثي والمخلوع.