[ الطفل الشهيد محمد عقلان ]
ساعة فصلت بين خروج الطفل محمد عبده عقلان (14 عاما) من بيته الكائن بقرية الضعة بمديرية الصلو جنوب شرق تعز، وبين تطاير أشلائه في الشعاب والوديان بسوق العقبة بقرية الصيار، إثر انفجار لغم أرضي زرعته مليشيا الحوثي والمخلوع الانقلابية في المنطقة لاصطياد براءة وحياة الأطفال والمواطنين عموما.
ففي تمام الساعة التاسعة والنصف (صباح اليوم الثلاثاء 30 أغسطس)، خرج الطفل محمد بحماره لشراء حاجيات أسرته من سوق العقبة، وما هي إلا ساعة حتى فارق الحياة بانفجار لغم زرعته المليشيا، وأدى إلى تطاير جسده إلى أشلاء.
وسرعان ما هرع المواطنون إلى موقع الانفجار، لإنقاذ الطفل محمد، لكنهم لم يعثروا سوى على بعض أشلاءه، بينما تطايرت البقية في الجوار، في مشهد مؤلم، يكشف عن وحشية المليشيا الإجرامية.
أم الطفل محمد، أصيبت بالذهول، وهي تنظر إلى أشلاء ولدها، الذي ذهب لشراء حاجيات العائلة، تحدثت لـ(الموقع بوست)، وكلماتها تتعثر بالدموع، قائلة: "قتلته مليشيا الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية وهي من تزرع الموت بألغامها اللعينة"، مشيرة إلى أن محمد كان طريقه لشراء حاجيات المنزل.
وأضافت والدموع تخنقها: "كان طفلاً طائعاً وذكياً متفوقاً، وهو من يقوم بتفقد إخوانه الصغار، ويعمل بالأرض لتربية إخوانه بعد أن مات أبوه، قتلوه بدم بارد قطفت المليشيا الانقلابية زهرة طفولته البريئة".
وأضافت أم محمد: "المليشيا الانقلابية زرعت الموت بالغام الموت المحرمة دولياً، إنها لا تفرق بين طفل ومسن، امرأة أو كهل، الجميع مستهدف، والكراهية لمليشيا الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية تزداد يوماً بعد يوم"، مشيرة إلى أن أبناء مديرية الصلو، سيقامون المليشيا حتى آخر نفس، من أجل الحرية والسلام لهم ولأبنائهم.
بدورها، افترشت عمة الطفل الشهيد محمد الأرض، بعد أن شاهدت أشلاء ولد أخوها متناثرة، كانت تبكي بحرقة، عاجزة عن الحديث لـ(الموقع بوست).
وهناك في زاوية أخرى من قرية الطفل الشهيد محمد، كان هناك فتىً يبكي بحرقة، وحينما سألت مندوبة (الموقع بوست)، عن هويته، قيل إنه من أقارب الطفل محمد، الذي قضى باللغم الأرضي صباح اليوم.
تحدث الفتى لـ(الموقع بوست)، عن قريبه محمد وهو يبكي: "خرج من البيت في تمام الساعة التاسعة والنصف صباحا، وغادرنا بلا رجعة، كان ذكياً، محبوباً، قريباً إلى قلوب الجميع، كان متفوقاً، في دراسته وهو من يكافح في الأرض لتربية ‘خوانه الصغار قتلته مليشيا الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية الله ينتقم منها".
وأضاف: "كان محمد يلعب ويلهو، كم تمنى أن يأتي عيد الأضحى ليفرح مع الأطفال بالعيد، ولكن المليشيا الانقلابية قطفت زهرة حياته وطفولته البريئة".