[ أطفال قتلوا بقصف للحوثيين على تعز في وقتٍ سابق - إرشيف ]
تواصل مليشيا الحوثي والمخلوع الإنقلابية، قصفها وحصارها وحربها الظالمة على مدينة تعز، منذ أكثر من عام ونصف، متسببة في تفاقم معاناة سكانها، الذين لا يكاد يمر يوم دون أن تسجل المليشيا جريمة جديدة بحقهم.
ومنذ بداية الحرب الهمجية، سقط آلاف القتلى بينهم أطفال ونساء، وأكثر من 14 ألف جريح، من أبناء تعز، بينما دمرت آلة القتل والدمار الحوثية، آلاف المنازل، وقتلت الأرواح، حتى لا تكاد رائحة البارود والدم تفارق أحياء المدينة الحالمة، التي تتعرض للعقاب من قبل مليشيا الانقلاب، لقيادتها مشروع التغيير نحو الدولة المدنية الحديثة.
قصف لا يتوقف
يؤكد محمد المجيدي، مالك محل تلفونات في شارع التحرير بمدينة تعز لـ(الموقع بوست)، أن قصف مليشيا الحوثي والمخلوع لانقلابية، لا يستثني شيء في مدينة تعز، مشيرا إلى أنها تقصف وتدمر المنازل والمرافق العامة والخاصة مختلف أحياء تعز، وقبل هذا وذاك، تقتل الأطفال والنساء والشيوخ، مستغربا من مزاعم إعلام المليشيا ودعاويها أنها لا تستهدف المدنيين.
وقال "المجيدي": "منزلي يبعد حوالي 500 متر عن حي الدعوة الذي تقصفه مليشيا الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية بشكل يومي، كل نوافذ منزلي تكسرت بالكامل وتطاير الزجاج فوق رؤوس أطفالي وزوجتي المرعوبين".
ويشير إلى أن أطفاله لا يتوقفون عن البكاء خوفا من أصوات قذائف وصواريخ المليشيا، التي أصبحت لا تفارق مدينة تعز، وسكانها، ليلاً ولا نهاراً.
المليشيا تقتل الجميع
أما المواطنة "أم علي" فترى أن عمليات القتل الذي تنفذها مليشيا الحوثي والمخلوع على مدينة تعز لا تقتصر على رجال المقاومة الشعبية، مشيرة إلى أن المدنيين لم يسلموا من القتل والاستهداف.
وأشارت إلى أن كثير من المدنيين، وخصوصا من الأطفال والنساء، سقطوا بنيران وصواريخ مليشيا الحوثي والمخلوع، مؤكدة أن أغلب ضحايا عدوان وقصف المليشيا هم من المدنيين.
وتساءلت "أم علي" خلال حديثها لـ(الموقع بوست): "ما ذنب جيرانها بعائلة القدسي العام الماضي التي قتلت منها 8 نساء، جميعهن شقيقات، عندما قصفت مليشيا الحوثي والمخلوع منزل هذه الأسرة بصاروخ كاتيوشا في شارع جمال، والذي تعرف المليشيا جيدا أنه مكتظ بالمدنيين.
وقالت "أم علي": "كنت سابقاً ضد المقاومة الشعبية، ولكن عندما رأيت بعيوني أن القتل أصبح يستهدف كل أبناء مدينة تعز، فهذا يعني أننا جميعاً مستهدفون"، مشيرة إلى أنه لم يعد هناك مجال لمعارضة المقاومة، أو الحياد، مشددة على ضرورة دعمها والوقوف بجانبها، بكل ما يملك أبناء المدينة، متمنية للمقاومة والجيش الوطني النصر والتثبيت، وأن يحمي الله جميع أطفال وشيوخ ونساء تعز.
عبدالرحمن الحذيفي الذي يدرس في جامعة السعيد يقول لـ(الموقع بوست) إن مليشيا الحوثي والمخلوع صالح، تقتل النساء والاطفال في مدينة تعز بشكل يومي، متسائلا عن الذنب الذي اقترفوه، حتى تقتلهم المليشيات، مضيفا: " لم تعد المليشيا الانقلابية تفرق بين أحد وباتت تستهدف الجميع".
وأبدى "الحذيفي" تأثره وألمه الشديد من استهداف مليشيا الحوثي والمخلوع، لجامعته (جامعة السعيد)، وتوقف الدراسة فيها، لافتا إلى أنه فقد أصدقاء وأخوة وأيضا، مستقبله التعليمي والدراسي.
وأضاف: "يبدو أن المليشيا تسعى من خلال خطة ممنهجة، لتجهيل الشعب اليمني"، مشيرا إلى أن الجامعات، صرح علمي لجميع اليمنين دون استثناء ولا مبرر لاستهدافها.
تفجير المنازل
بدوره استغرب المواطن عبدالله الزريقي، من سكان حي ثعبات، من قيام مليشيا الحوثي والمخلوع، بتفجير المنازل، مبينا لـ(الموقع بوست)، أن تفجير عدد من المنازل في حي ثعبات، يشير إلى أنه ليس أمام المليشيا أي خطوط حمراء، معربا عن خوفه مما هو قادم.
اسرة منكوبة
عائلة "القدسي" المنكوبة، يقع منزلها في شارع جمال وسط مدينة تعز، استهدفته مليشيا الحوثي والمخلوع بصاروخ كاتيوشا العام الماضي، ما أدى إلى انهياره على رؤوس العائلة، ما أدى إلى استشهاد 8 نساء جميعهن شقيقات.
"الأخت" الوحيدة الناجية، هي طفلة لا يتجاوز عمرها العشرة أعوام، تم انتشالها من تحت أنقاض المنزل، روت لـ(الموقع بوست)، تفاصيل الجريمة الوحشية، مشيرة إلى أنها كانت نائمة، هي وجميع أفراد أسرتها، عندما بدأت صواريخ مليشيا الحوثي والمخلوع، بالتساقط على منازل المواطنين في أرجاء شارع جمال، وسط مدينة تعز.
وقالت الناجية الوحيدة من أسرة "القدسي": "بعد ذلك لم أرى إلا غبار كثيف، وألسنة لهب تتصاعد، ودم وتراب، وحجارة تتساقط على جسدي، ليأتي بعد ذلك المواطنين لانتشالي من تحت الأنقاض"، وتضيف باكية: "لم أرى شيئا أمامي وكل ما أذكره أنني ناديت على أمي وأخواتي، ولم أتلق إجابة، لم يرد علي أحد حتى الآن".
وقود من الملابس القديمة
مأساة سكان تعز، لا تقتصر على القصف والدمار والقتل، الذي تمارسه المليشيا الانقلابية، بل ثمة وجه آخر للمعاناة، يتمثل في تدهور الوضع المعيشي والصحي، جراء استمرار الحصار الخانق على المدينة.
ووصل الأمر، إلى قيام بعض العائلات في مدينة تعز بحرق ملابسها القديمة، للحصول على وقود عوضا عن الغاز المنزلي، والحطب، الذي بات منعدما في تعز، وإن وجد فبأسعار مرتفعة لا يملكون القدرة على توفيرها، جراء الحصار الجائر.
"اروى" ربة منزل وأم لخمسة أطفال قالت لـ(الموقع بوست): "مليشيا الحوثي والمخلوع، عادت بنا إلى العصر الحجري وإلى طريقة الطبخ التقليدية على نار الحطب، ولكن لا استطيع أن أوفر الحطب لأنه غير متوفر وإن وجد فقد ارتفع ثمنه ولا نستطيع شرائه في ظل الظروف الصعبة".
وأضافت "أروى": "لذلك قمت بإحراق ملابس أطفالي القديمة، واوقدت النار حتى أتمكن من الطبخ، لم يكن أمامي طريقة أخرى حتى أتمكن من إطعام أطفالي، كيف لي أن أطعمهم وأنا لا أملك ثمن الغاز ولا حتى حطب لأشعل به النار؟".