كشف مصدر حكومي لـ(الموقع بوست) أن خطة تحرير محافظة تعز وسط البلاد، جاهزة لدى التحالف العربي، وبانتظار ساعة الصفر لبدء التنفيذ.
وبيّن المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن التحرك الأخير الذي قامت به قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، بإعلانهم للتعبئة العامة، عجّل من تحرك التحالف لتحرير محافظة تعز، والمضي في طريق استعادة الدولة من مليشيا الانقلاب.
كما لفت إلى أن الضغوطات على التحالف تزايدت مؤخرا بعد التقدم الكبير على تخوم صنعاء الشرقية، مؤكدا أن المملكة العربية السعودية التي تقود التحالف، عازمة على دعم القوات الشرعية لتحرير مدينة تعز من الانقلابيين، مشيرا إلى أن الحسم العسكري هو خيارها، سواء حدث اليوم أو غدا.
من جهته أكد المتحدث الرسمي باسم المجلس العسكري بتعز العقيد الركن منصور الحساني، لـ(الموقع بوست)، أن التحالف العربي، وقوات الشرعية، أطلقوا المرحلة الأولى من خطة التحرير، والمتمثلة في فك الحصار جزئيا عن مدينة تعز، وتوفير ممر آمن إلى المدينة، لتوفير المتطلبات الإنسانية والضرورية للسكان.
وأضاف الحساني، أن التحالف قدم الدعم اللازم لهذه المرحلة، وأن هناك تنسيق عالٍ مع قياداته، مشيرا إلى أن التحالف يشرف بشكل مباشر على سير المعارك، في المرحلة الأولى من خطة التحرير.
الحساني، أكد لـ(الموقع بوست)، أن التحالف العربي، يضغط من أجل ضم المقاومة الشعبية إلى الجيش الوطني، وكذا ترتيب أوضاع الوحدات العسكرية، تمهيدا للعملية الكبرى، المتمثلة في تحرير المدينة بالكامل من المليشيا الإنقلابية.
وقال المتحدث باسم المجلس العسكري بتعز: ""نحن أصحاب قضية عادلة وتحرير تعز قضيتنا، وسنسعى إلى تحقيقها بكل ما أوتينا من قوة، وسنعمل المستحيل من أجل ذلك".
ومضى بالقول: "لن ندع مدينتنا محاصرة، ويعتدي عليها من قبل عصابة إجرامية احترفت القتل والتدمير" واختتم بالقول"نحن واثقون بالله، وبأنفسنا أننا سنحرر تعز طال الزمان أو قصر".
فك الحصار
وفي سياق متصل تمكنت المقاومة الشعبية والجيش الوطني، اليوم الأحد 21 أغسطس/آب، من السيطرة على جبل "هان" الاستراتيجي والسيطرة على طريق الضباب، وبذلك تم تأمين المدخل الغربي لمحافظة تعز، وكسر الحصار بشكل جزئي، المفروض على المدينة من قِبل مليشيا الحوثي وصالح منذ أكثر من عام ونصف.
تحوّل مفصلي
في الإطار نفسه، يرى الكاتب والباحث السياسي نبيل البكيري أن ما يحدث في تعز، هو تحول حقيقي ومفصلي في مرحلة لها ما بعدها من تحولات كبيرة، خصوصا أنها قاتلت حتى النهاية، ودون الإمكانيات الواجب توفرها، وحققت الانتصارات على الرغم من وجود أكثر من 13 لواء تابع للانقلابيين يحيطون بالمحافظة.
وأضاف لـ(الموقع بوست) أن المقدمات التي قادت تعز إلى انتصار سيكون لها تداعيات على المشهد السياسي والعسكري في اليمن بأكمله.
وهناك أكثر من مؤشر تؤكد أن المرحلة القادمة في المعادلة السياسية في اليمن ستتغير حتما، ولن تعود تلك المعادلة القديمة التي كانت تحكم موازين القوى لدى مختلِف الأطراف، حسب قول البكيري، مشيرا إلى أن تعز باتت تعز رقما صعبا لا يمكن تجاوزه.
ويعتقد الكاتب والباحث اليمني أن التحرير الذي يجري حاليا في تعز لن تتوقف عجلته، وسيمتد إلى محافظات أخرى كإب، والحديدة، كمرحلة ثانية، لافتا إلى أن ما يجري في صنعاء يمضي في نفس السياق، لكن مع وجود فارق جوهري، فلدى الأخيرة إمكانيات كبيرة لم تتوفر في تعز.
سبب تأخير التحرير
كثر الحديث والتأويلات حول سبب تأخر تحرير تعز، وبرزت عدد من التساؤلات حول الأمر، عن ذلك قال المحلل السياسي فيصل علي إن"هناك من يرى أن هذا التأخير مقصود والغرض منه استنزاف الانقلاب، وإن صح هذا الرأي فهو كارثة إنسانية بكل المقاييس، كيف استنزاف والسكان يقتلون بقذائف الانقلابيين كل يوم، والحصار يخنقهم"، مستطردا" ربما يكون الأمر متعلق بتهيئة وتدريب الجيش الوطني والمقاومة في تعز وإعدادهم قد استغرق كل هذا الوقت".
وبيّن لـ(الموقع بوست) أن الحسابات الدولية والمحلية عملت على تأخير النصر في تعز، باعتبار تعز تقع في قلب اليمن، وكونها تمثل العمق الاستراتيجي للدولة ديموغرافيا وجغرافيا.
وأكد "علي" أن من ينتصر في تعز، تتبعه اليمن بأكملها دون قيد أو شرط، كونها تشكل ثِقلا سكانيا وثقافيا واقتصاديا على اعتبار أن الإنسان هو الثروة، في اليمن الذي يعد مترامي الأطراف جغرافيا، وسكانه متناثرين على الخارطة.
ولفت المحلل السياسي اليمن في ختام حديثه، إلى قدرة تعز على استعادة الدولة وإعادة السلطة للشعب، كونها مركز المدنية في الدولة القديمة، وعمقها في الدولة التي على وشك القيام بعد انتهاء الانقلاب.
حضور الجيش
الناشط الحقوقي والإعلامي عبدالهادي العزعزي، أوضح أنه وخلال الأسابيع القادمة لن تكون هناك قوة تحتكر العنف إلا الدولة في تعز.
ولفت في تصريح خاص لـ(الموقع بوست) إلى أنه خلال الأسابيع القادمة سيختفي الجميع، وسيهيمن الجيش الوطني المسنود من المقاومة الشعبية، باعتبار تعز مشروع دولة وحياة وتعايش وديمقراطية.
وتابع "العزعزي" بالقول: "حين حضر الجيش الوطني بالمحور العسكري، والأولوية ومحافظ المحافظة، حضرت الدولة الفريضة الأساسية، واختفت كافة سنن التعويض عنها، فاختُزل الحضور للجيش الوطني والمقاومة الشعبية".