تصاعدت حدة الاغتيالات التي استهدفت قيادات بارزة في حزب "التجمع اليمني للإصلاح"، في شمال البلاد وجنوبها، منذ سقوط العاصمة صنعاء بيد مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية في سبتمبر/أيلول 2014.
اليوم راح ضحية سلسة الاغتيالات التي طالت قيادات في "الإصلاح"، عضو شورى الحزب بمحافظة ذمار شمال البلاد صالح العنهمي، والقيادي في الحزب صالح بن حليس بالعاصمة المؤقتة عدن جنوب البلاد.
تعددت الاتهامات ضد المتورطين بتلك الاغتيالات، أبرزهم المخلوع صالح، الذي يرى مراقبون أنه يصفي حساباته مع القوى الفاعلة التي أطاحت به في ثورة فبراير/شباط 2011، وكذا مليشيا الحوثي التي أسقطت الدولة أواخر 2014، وحاربت الحزب المناوئ لها.
استهداف مشروع الاعتدال
وفي هذا السياق قال رئيس الدائرة الإعلامية للتجمع اليمني للإصلاح علي الجرادي، إن اغتيال قيادات الحزب واختطافهم وتشريدهم وتفجير منازلهم، هي ضريبة انتمائهم للمشروع الوطني، الذي يشاركهم فيه كل القوى الوطنية والسياسية والاجتماعية، التي تدافع عن حلم الدولة وسيادة القانون.
وأكد في تصريح لـ(الموقع بوست) مطابق لما نشره في صفحته على الفيسبوك أن "ما يحدث هو ضريبة قاسية وجسيمة، لكنها تليق بحجم الوطن الذي نبحث عنه جميعا، وبقدر حجمنا وانتمائنا لوطننا سندفع هذا الثمن الباهظ".
وبيّن "الجرادي" أن الاستعداد للتضحية، لا تعفيهم مطلقا من رؤية المشروع المضاد الذي يستهدف مشروع الاعتدال والوسطية بطابعه الوطني، كما لا يعفي السلطة الشرعية من مسئوليتها الدستورية والأمنية في المحافظات المحررة.
واستطرد رئيس الدائرة الإعلامية للتجمع اليمني للإصلاح، بالقول" أن تتم الاغتيالات منذ فترة في المحافظات المحررة وخصوصا عدن، وتستهدف قيادات المقاومة، والقيادات العلمية والفكرية، التي مثلت قوة دفع وحاضنة للمقاومة وشبابها، واستهداف البقية بتوزيع التهم والملاحقة ضمن حملات إعلاميه وسياسيه منسقة، كل ذلك يكشف عن مخطط تُنفذ أجندته بأريحية واطمئنان".
إبعاد الحزب عن المشهد
بدوره قال عضو الدائرة الإعلامية بالأمانة العامة للإصلاح رشاد الشرعبي، إن الإصلاح بات مستهدفا من قبل كل أعداء الدولة والحرية بمختلف أشكالهم وألوانهم، فهو الحزب الوطني الذي يتصدر المشهد اليمني دفاعا عن الشرعية، التي تم الانقلاب عليها من قبل مليشيا الحوثي وصالح.
لافتا في حديثه لـ(الموقع بوست) إلى أن الانقلابيين والفوضويين يريدون إبعاده عن المشهد وإضعاف تأثيره،" الذي يقف حجر عثرة أمام مشاريعهم المختلفة ظاهريا، والمتفقة ضد الشرعية والدولة والحقوق والحريات، ووجود يمن قوي".
وأكد "الشرعبي" في ختام تصريحه أن "الإصلاح لن يتراجع عما بدأه، وسيستمر في مشروعه الوطني مهما كانت التضحيات".
تصفية للأحزاب السُّنية وضغط
من جانبه يرى عضو المنتدى السياسي للتنمية الديمقراطية فهد سلطان، أن مليشيا الحوثي وإيران ترعى خطوة تصفية قيادات في حزب "التجمع اليمني للإصلاح"، كما يجري في عدد من الدول، كالعراق وسوريا للأحزاب السنية المناوئة لمشروعها.
وأوضح لـ(الموقع بوست) أن ذلك محاولة من قِبلهم لإضعاف الإصلاح، وتكرار تجربة الحزب الاشتراكي بعد حرب صيف 94 من قِبل علي عبدالله صالح الجناح المنتصر في الحرب.
كما أشار "سلطان" إلى أن الاغتيالات يقوم بها علي عبدالله صالح، تهدف إلى زيادة الضغط على الإصلاح وإجباره للعودة إليه للتصالح أو التحالف من جديد، أو على الأقل انتزاع منه بعض التنازلات والمواقف وخاصة مع التقدم الذي أحرزته القوات الشرعية في هذه اللحظة نحو العاصمة صنعاء.