توالت ردود افعال السياسيين والناشطين والاعلاميين اليمنيين في مواقع التواصل الاجتماعي، حول عقد نواب حزب المخلوع صالح، جلسة في البرلمان، يوم أمس السبت، 13 أغسطس، بدعوة من الانقلابيين، من أجل منح الثقة، لما يسمى بـ"المجلس السياسي الأعلى" المشكل من قبل جماعة الحوثي وحزب المخلوع، في العاصمة صنعاء، الأسبوع قبل الماضي.
وفشلت ميلشيا الحوثي والمخلوع صالح في تأمين النصاب القانوني، لجلسة البرلمان التي دعوا إلى انعقادها، حيث انعقدت الجلسة، وسط غياب معظم نواب البرلمان، بالرغم من التهديدات التي تلقاها أعضاء المجلس من قبل المخلوع صالح، والتي بلغت حد التهديد بالتصفية الجسدية، في حال لم يحضر النواب القادرين على الحضور.
واضطر النواب الموالين للمخلوع وحلفاءه الحوثيين، إلى رفع الجلسة بعد ساعة من انطلاقها، حيث لم يحضرها سوى 120 عضواً من أصل 301، بينما النصاب المطلوب هو 151 عضواً.
وكان الرئيس هادي، قد حذر أمس الجمعة، رئيس البرلمان والنواب من نتائج أي اجتماع «غير قانوني» يشاركون فيه، وتوعد كل من يشارك في اجتماع البرلمان بأنه سيعرض نفسه للمسؤولية الجنائية، مؤكدًا أن الاجتماع باطل.
ورقة مهترئة
وفي السياق قال رئيس الدائرة الإعلامية في حزب الاصلاح، علي الجرادي: "كان صالح يحتفظ بورقة مهترئة ليس لها قيمة قانونية".
وأضاف "الجرادي" في صفحته على موقع "فيسبوك": "اليوم سلمها لمليشيات الحوثي وعمد بها المجلس الإنقلابي كما سلم الحزب ومؤسسات البلد".
بدوره قال الكتب الصحفي، علي الفقيه: "حاول المخلوع اليوم تجميع ما تبقى في جعبته من أوراق التواليت لمسح قذاراته وشريكه الحوثي، لكن تلك الأوراق لم تكن كافية"، مضيفا: "سيحتاج إلى وقت لتجميع المزيد".
مهزلة
من جهته سخر المحامي والمستشار القانوني، هائل سلام، قائلا: "مجلس الراعي هذا نفسه كان في الحرب السادسة قد أوصى الحكومة بسرعة الحسم العسكري للحرب الذي كانت قائمة ضد جماعة الحوثي حينها، في سابقة تاريخية مشهودة من برلمان يؤيد قتل أبناء شعبه الذين انتخبوه".
وأضاف "سلام"، في صفحته على موقع "فيسبوك": "لامعنى لتأييد ومباركة مجلس النواب اليوم لمجلس سياسي انقلابي إلا في كونه - بطريقة أو بأخرى - تأييدا للحسم العسكري للأزمة القائمة حاليا". مشيرا إلى أنها مهزلة برلمانية ممأسسة!.
ميتة
من جانبه أوضح الكاتب والحلل السياسي، يحيى الثلايا، أن جلسة البرلمان فشلت، لافتا إلى أنهم "لم يستطيعوا إعلان موقع رئيس الجمهورية حيث ضل شاغرا، لافتا إلى أنهم لم يستطيعوا الحديث عن اجراءات دستورية تجاهه".
وأضاف "الثلايا"، في منشور له على صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك"، أن مجموعة من الأعضاء دون نصاب حضروا ليتحدثوا عن المبادرة الخليجية والتوافق ويصفقوا حتى استنكرهم الراعي ذاته.
وتابع "الثلايا": "كانت الجلسة جلسة عادية تماما رغم ان اجراءات انعقادها والزفة التي حظيت بها صورتها كما لو أنها جلسة استثنائية. مضيفا: لكنها من حين مداولاتها ومدلولاتها ونتائجها.. ميتة تماما".
جبهة البرلمان
بدوره علق مدير مكتب الجزيرة في اليمن، سعيد ثابت قائلا: "شكرا لكل برلماني حر ساهم في إفشال جلسة مباركة الانقلاب والتمرد على شرعية الدولة".
وأرجع مدير مكتب الجزيرة في اليمن، فشل الحوثي والمخلوع في جبهة البرلمان للأسباب التالية: "عدم اكتمال النصاب، وعدم وجود جدول عمل وإقراره، وعدم اجراء تصويت وفق اللائحة".
رصاصة طائشة
من جانب آخر قال الكاتب والمحلل السياسي ياسين التميمي: "أشهر المخلوع صالح والحوثيون اليوم أخطر سلاح في وجه السلطة الشرعية"، مشيرا إلى أنهم لم يطلقوا سوى رصاصة طائشة.
وأضاف "التميمي": "كانت رصاصة طائشة وكانت رسالة يائسة من مخلوع يحاول الامساك بتلابيب السلطة بأي ثمن"، مشيرا إلى أن المخلوع تصرف بعقلية انقلابية تجاه مؤسسة دستورية لا تزال حتى الان أحد الأعمدة الاساسية للنظام الانتقالي.
ولفت إلى أن جلسة مجلس النواب غير مكتملة النصاب، كشفت الوجوه البرلمانية الضالعة في الانقلاب.
وقال التميمي: "نحن أمام خيارين اما تجميد هذه المؤسسة الدستورية وتعطيل دورها، دون حلها نهائيا، أو أن يجري الترتيب لعقد جلسة مكتملة النصاب لمجلس النواب في احدى المدن المحررة بما يضمن استكمال العملية السياسية بعد استعادة صنعاء دون عراقيل او تعقيدات".
قطيع
الصحفية سامية الأغبري بدورها علقت ساخرة: "أيام ما كان في دولة هؤلاء المعتوهين من القطيع في مجلس النواب ما كانوا يحضروا اجتماعات المجلس"، مشيرةً إلى أنهم فقط كانوا يحضروا وقت استلام الفلوس.
وقالت "الأغبري" في صفحتها على موقع "فيسبوك": "اليوم حضروا من أجل منح عصابات صالح والحوثي شرعية اصلا هم يفتقدونها لافتة إلى أن فاقد الشرعية لا يعطها ولا ينتزعها".