[ اثناء زيارة وفد حزب صالح لنجله أحمد في الامارات ]
أثارت زيارة وفد حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي شارك في مفاوضات الكويت، لدولة الإمارات العربية المتحدة، وقيامه بزيارة نجل الرئيس المخلوع، السفير السابق، لدى أبو ظبي، أحمد علي عبد الله صالح، الكثير من التكهنات وعلامات الاستفهام، حول هدف الزيارة.
وتزامنت زيارة وفد حزب المؤتمر (جناح المخلوع صالح) للإمارات، مع زيارة أخرى قام بها المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ لذات البلد، كما أنها تأتي بعد أيام من زيارة مماثلة، قام بها رئيس الوزراء اليمني أحمد بن دغر إلى العاصمة أبوظبي.
مراقبون، تحدثوا عن دور جديد لدولة الإمارات، يتمثل في تبني محادثات بين السلطة الشرعية في اليمن، وبين حزب المؤتمر الشعبي العام (جناح صالح)، بشكل منفرد، أي بعيدا عن حلفائه الحوثيين، ومحاولة للخروج بحل للأزمة اليمنية.
وظهر المشمول بالقرار الأممي 2216، نجل المخلوع صالح "أحمد علي"، الذي يقول حزب المخلوع، إنه موضوع قيد الإقامة الجبرية، من قبل السلطات الإماراتية، برفقة أعضاء وفد حزب المؤتمر، وكذا ممثلي الحزب، في لجنة المعتقلين والأسرى، والموضوعين تحت الإقامة الجبرية، يوم أمس الأربعاء، في أبو ظبي، خلال زيارة، وصفها الأمين العام المساعد للمؤتمر، ياسر العواضي، بأنها إنسانية بحتة.
زيارة مواساة
وتعليقا على تلك الزيارة، اعتبر الكاتب والناشط السياسي عبدالكريم هايل سلام، "أن زيارة وفد حزب المؤتمر الشعبي العام لنجل المخلوع صالح، تشير إلى أنه عاجز عن التنقل، بمقتضى حظر السفر علية"، مشيرا إلى أنها زيارة "مواساة"، لن تغير في واقع الأمر شيء، كونه ممنوع من السفر بمقتضى القرار الأممي 2216.
وأوضح في تصريح خاص لـ(الموقع بوست) أن الإمارات العربية المتحدة هي أحد المعنيين بتنفيذ القرار الأممي 2216، وقد قامت بحظر تنقلات نجل المخلوع، بناء على القرار الأممي، لأنها إحدى الدول الفاعلة في التحالف العربي الذي شرعن له القرار الأممي، لافتا إلى أن "أي تراخي في إنفاذ مقتضياته سيكون بمثابة مساومة على المرجعية التي يحتج بها المجتمع الدولي ضد الانقلابيين".
وأكد "سلام" أنه لا يمكن الجزم بوجود دور ثانوي تقوم به دولة الإمارات بعيدا عن التحالف العربي، مضيفا أنها دولة فاعلة ومؤثرة في التحالف.
دور "الوسيط الإقليمي"
بدوره، يرى الصحافي والباحث عدنان هاشم، أن الإمارات تحاول لعب دور وسيط إقليمي في اليمن، أو ملتقى جديد للتشاور.
وأوضح لـ(الموقع بوست) أن المشكلة ليست في أن تخوض دوراً في اليمن، بل حول ماهية الدور الذي تلعبه، بصفتها طرفاً فاعلاً في التحالف، واستطرد: "إن كانت عودة الرئيس السابق إلى السلطة هو الخيار الأول لـ"أبوظبي"، فالسعودية لن توافق على دور يُلعب كهذا الدور".
وأضاف الباحث اليمني، أن لقاء نجل "صالح" بوفد حزب المؤتمر، أظهر أن الرجل يعيش بشكل طبيعي ولا حديث عن أسر أو إقامة جبرية، على الأقل وفقاً للقرار 2216، كون الإمارات لم تجمد أرصدة "صالح" وأبناءه، بل أصبحت أبوظبي ملتقى للزيارات العائلية ولقاءات الحميمية، حد قوله.
وشدد "هاشم" على ضرورة أن تحدد الإمارات خياراتها بدقة في اليمن، ودفاعها عن" صالح" وعائلته، لا يخدم عملية الاستقرار في اليمن، لافتا إلى أن المعركة لا تخص اليمنيين وحدهم، بل يقاتلون عن شبه الجزيرة العربية تجاه المدّ الإيراني الصفوي، مبينا أن طهران حين تنجح في اليمن فالتتابعية ستكون على دول الخليج في المقام الأول، بما فيها أبوظبي.
الدور المشبوه
بينما ينظر الإعلامي عبدالله الرازحي للدور الإماراتي بعين الريبة، مشيرا إلى أن الحاكم الفعلي لها محمد بن زايد، انصاع قهريا للإرادة السعودية التي لم تقبل النقاش، فحاول الإماراتيون إرضاء المملكة، واثبات ولائهم الذي كان على المحك، وكذا التأثير من داخل التحالف العربي لحرف مسار الأمور، وتخفيف تبعات عاصفة الحزم ثم إعادة الأمل على أعضاء نادي الثورات المضادة لليمنيين، المتمثلين بصالح ونجله ومؤيديهم، حسب قوله.
وأكد في حديثه لـ(الموقع بوست) أن الإمارات تسابق الزمن لاحتكار التوكيل الأميركي في المنطقة، وإن كان على حساب محيطها العربي والإسلامي،" ظنا أنها الحامي الأوحد لإنجازاتها الزجاجية"، حد وصفه.
ونوّه "الرازحي" إلى أن "أبوظبي" بدعمها للانقلابيين، ربما قد تسعى لفرض نجل المخلوع صالح، في أي حلول مرتقبة، ستتوافق مع الرغبة الأميركية.
ويعتقد الإعلامي اليمني أن الإمارات التي أعلنت في وقت سابق، انتهاء مشاركتها العسكرية في اليمن ضمن قوات التحالف العربي، وأن الحرب انتهت بالنسبة لقواتها، لها أجندة خاصة ومختلفة في جنوب اليمن، كورقة ضغط سياسية لمنع استعادة صنعاء عسكريا.