توالت ردود الأفعال من السياسيين والإعلاميين والناشطين الحقوقيين، حول إعلان تشكيلة المجلس السياسي الأعلى الذي شكله الانقلابيون (الحوثي والمخلوع صالح)، يوم أمس السبت في العاصمة صنعاء.
وأثارت التشكيلة المعلنة، موجة ردود واسعة، في الأوساط السياسية والإعلامية، وكذا في أوساط الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، الذي شنوا هجوما لاذعا على المجلس، ومن ورائه سلطات الانقلاب.
وأُعلن أمس السبت، في العاصمة صنعاء، عن تشكيلة المجلس السياسي، حيث تضمنت تشكيلة المجلس، 10 أسماء، من جماعة الحوثي، وحلفائها بحزب المؤتمر الشعبي العام (جناح المخلوع صالح).
وضمت تشكيلة المجلس، عشر شخصيات من حزب المؤتمر والحوثيين وحلفائهم، وهم "صالح الصماد، والذي انتخب رئيسا للمجلس، وقاسم لبوزة، الذي أخير من قبل أعضاء المجلس نائبا للرئيس، بالإضافة إلى عضوية صادق امين ابوراس، يوسف الفيشي، خالد الديني، مبارك المشن، سلطان السامعي، ناصر النصيري، محمد صالح النعيمي، قاسم لبوزة، جابر الوهباني".
سخريات الأقدار
وتعليقا على ذلك، أشار الكاتب والمحلل السياسي سامي غالب إلى أن الحوثيين رفعوا مستوي تمثيلهم في المجلس السياسي بالقياس إلى تمثيليتهم في اللجنة الثورية العليا الخرافية، وفق تعبيره.
وقال "غالب" في صفحته على موقع "فيسبوك": "واضح من أسماء ممثليهم في المجلس الإنقلابي الجديد، أنهم أكثر جدية وانضباطا في بلاط الرئيس المخلوع، الذي لم يرض يوما عن إعلانهم الدستوري المنفرد".
وأضاف: "المجلس رغم عبثيته، تشكيلا وتوقيتا، يفصح عما فعلته الحرب بالحوثيين خلال عام ونصف فقد بدأوا انقضاضهم على السلطة بروحية استحواذية وبمنطق المباريات الصفرية".
وتابع "غالب": "لكنهم الآن، وقد انهكتهم الحرب وقوضت يقينياتهم وعلمتهم شيئا من التواضع، يدفعون بقياداتهم العليا الى الواجهة التي اختارها صالح بديلا عن لجنتهم الشكلية، مضيفا: مساخر التاريخ وسخريات الأقدار".
عقلية طائفية
من جانبه قال مدير مكتب قناة الجزيرة في اليمن سعيد ثابت سعيد، إن تشكيلة مجلسهم (الحوثي وصالح)، تنطق أنه مجرد غطاء للعقلية (الطائفية) و (المناطقية) الحاكمة في صنعاء التي يمثلها صالح والحوثي.
وأشار "سعيد" في منشور على صفحته بموقع "فيسبوك" إلى أن أعضاء المجلس مجرد سكرتارية لصالح والحوثي.
ميلاد هزيل
بدوره قال الكاتب الصحفي، يحي الثلايا: "تزامنا مع انتهاء مشاورات الكويت بالفشل، ميلاد هزيل ومتعثر لمجلس تحالف الحوثي وصالح".
وأضاف "الثلايا"، في صفحته على "فيسبوك": "خرج مجلس التحالف المشكل بين صالح والحوثي ميتا من خلال التشكيلة"، مشيرا إلى أن كل شخصيات الطرفين التي ورد اسمها هي هشة وليست صاحبة قرار، ويعد أبرز شخصين مقربين من صناع القرار هما الفيشي المقرب من عبدالملك وصادق ابو راس المقرب من صالح.
وأشار إلى أنه لو كان مجلسا يعبر عن تحالف حقيقي وجاد لكان أورد على رأس شخصياته علي عبدالله صالح وعبدالملك الحوثي، بدلا من اختبائهما خلف الكواليس.
وقال الكاتب الصحفي "الثلايا": "نتيجة فشل الحوثي في اللجنة الثورية قرر الهروب نحو إعلان تحالف سياسي مع صالح في حين ان التحالف العسكري والميداني قائم بينهما فعليا منذ الانقلاب وقبل الانقلاب".
وأضاف: "كشف الأسماء المختارة للتحالف ابتدأ باسم صالح الصماد، في حين أن القيادي المؤتمري المقرب من صالح حسين حازب نشر كشفا لنفس الاشخاص يبتدأ باسم صادق أبو راس وهي تفاصيل تخفي ما خلفها وان كانت شكلية".
وتساءل "الثلايا" قائلا: "هل المؤتمر الشعبي العام وصالح انضموا الى الملتقى العام للقوى الثورية "شباب الصمود" الذي شكله الحوثي في 2011م ؟، أم أن عبدالملك الحوثي والمسيرة القرآنية والصرخة انضموا لأحزاب التحالف الوطني التي تضم حزب عبده الجندي والنصيري حلفاء المؤتمر الشعبي العام؟ ".
مجلس قات
من جهتها سخرت الناشطة والمدربة اليمنية جميلة العثماني، من المجلس السياسي، وتساءلت قائلة: "فين الأسماء النسائية في المجلس الذي كله ذكور؟ ".
وقالت بصفحتها على موقع "فيسبوك": "أقل شيء كان يفترض يكون فيه 30 % نساء"، مضيفة: "شكله مجلس قات".
مجلس ميليشيات
من جانب أخر قال عبدالسلام محمد، رئيس مركز ابعاد للدراسات الاستراتيجية: "تمخض الجبل فولد فأرا"، مشيرا إلى أسماء أعضاء مجلس الانقلابيين لا تدل على أنه مجلس حكم، بل مجلس ميليشيات لتبرير الجرائم.
وأضاف "محمد" في منشور على صفحته بموقع "فيسبوك": "كان مجرد حلم لصالح العودة إلى الواجهة ولكن في النهاية كان مجرد خطوة حوثية لتنفيس احتقان صالح واستكمال ابتلاع مؤسسات حزبه ومعرفة بقايا قوته".