[ احتفائية في تعز بالذكرى الـ 42 على تأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام ]
أثارت عملية احياء الذكرى الـ 42 لتأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام في محافظتي تعز ومارب رفع فيهما صور الرئيس السابق علي عبدالله صالح، الذي قتل على يد حلفائه الحوثيون في 4 ديسمبر 2017 جدلا واسعا بين أوساط اليمنيين.
ونظم فرعي المؤتمر في تعز ومأرب حفلا خطابيا وفنيا بمناسبة الذكرى الـ 42 لتأسيس الحزب الذي يصادف 24 أغسطس، في ظل انقسامات يشهده الحزب تتوزع على أجنحة مختلفة في الداخل والخارج، إلى جانب ضعف حضوره الكبير بعد رحيل مؤسسه صالح، الذي ظل رئيسا للحزب 35 عاما حتى رحيله في 4 ديسمبر/كانون الأول 2017، عقب مواجهات عسكرية في صنعاء مع حلفائه الحوثيين.
الجدير بالذكر أن المؤتمر الشعبي العام، تأسس كتنظيم عريض للقوى السياسية اليمنية بمختلف مكوناتها، قبل أن يتحول إلى حزب سياسي مع إقرار التعددية الحزبية ضمن اتفاق الوحدة بين شطري البلاد، وميلاد الجمهورية اليمنية في 22 مايو 1990م.
ويتزامن احتفاء الحزب في تعز ومأرب بذكرى التأسيس مع تجديد حزب المؤتمر في صنعاء (فرع الحوثيين) التأكيد أن قيادته التنظيمية والسياسية الشرعية هي المتواجدة في العاصمة صنعاء، برئاسة صادق أمين أبوراس، وذلك في أول موقف للحزب بالذكرى الثانية والأربعين على تأسيسه.
وقال بيان صادر عن الحزب الذي يعمل من داخل اليمن إن لجنته العامة في صنعاء هي القيادة المخولة بتحديد وإعلان مواقف المؤتمر الرسمية من مختلف القضايا.
وأضاف أن أي مواقف تصدر من أي أشخاص سواءً داخل أو خارج اليمن لا تمثل المؤتمر، ولا علاقة له بها، داعيا وسائل الإعلام المختلفة داخل اليمن وخارجه إلى التعامل مع مواقف المؤتمر الشعبي العام من خلال ما يصدر عنه من مواقف رسمية من صنعاء، وتنشر عبر وسائل إعلامه الرسمية.
وأشاد حزب التجمع اليمني للإصلاح، بالأدوار الوطنية لحزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يحتفي اليوم بالذكرى الـ 42 لتأسيسه، مشدداً على ضرورة توحيد الجهود ونبذ الخلافات لإنهاء الانقلاب الحوثي واستعادة الدولة.
وقال الأمين العام للتجمع اليمني للإصلاح عبدالوهاب الآنسي -في برقية تهنئة لقيادة وأعضاء حزب المؤتمر الشعبي العام بمناسبة الذكرى السنوية لتأسيس الحزب- إن "حزب المؤتمر يعد أحد روافع العمل السياسي في الساحة اليمنية، وله أدوار وطنية مشهودة مع القوى السياسية في ترسيخ مداميك العمل الديمقراطي والتعددية السياسية".
ولاقت احتفائية الحزب في تعز ورفع صور صالح، جدلا واسعا، منهم من يرى أنها عمل مشين بحق تعز الذي حرض عليها صالح ذاته في تحالفه مع الحوثيين ومشاركته وألوية الحرس الجمهوري في قتل وقصف المدنيين، بل وظهر بأكثر من خطاب وهو يقول "دقوهم بالقناصات".
ويرى هؤلاء أن أزمة "المؤتمر الشعبي" الحقيقية "ناتجة من تحالفه مع الحوثيين ومساعدتهم في السيطرة على الدولة، وتسهيل اجتياحهم صنعاء والمدن اليمنية بدواعي الانتقام من القوى التي شاركت في ثورة فبراير، ويعتبرون هذه الخطوة كانت بمثابة ردة على النظام الجمهوري وعلى ثورة 26 سبتمبر.
لكن البعض الآخر يرى أن المرحلة تقتضي انهاء الانقسام والتصالح والتسامح من أجل توحيد كل الجهود واستعادة الدولة، وإنهاء حالة التشظي والحكم المليشاوي جنوبا وشمالا.
ويأتي احتفال المؤتمريين هذا العام بذكرى تأسيس الحزب في محاولة منهم لأن يصبح رفع العقوبات الأممية عن نجل صالح نقطة تحول في إنعاش الحزب.
وفي السياق انتقدت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، احتفائية الحزب ورفعه صور صالح وعائلته.
وقال كرمان "المؤتمر ليس ملكا لعائلة عفاش، تهانينا للمؤتمريين غير المملوكين لتلك العائلة في الذكرى ال 42 لتأسيس حزبهم الكبير".
من جانبه قال الكاتب الصحفي، عامر الدميني، "على أكتاف حزب التجمع اليمني للإصلاح وقيادته وقواعده يعود المؤتمر الشعبي العام إلى الواجهة مرة أخرى، ويحضر علي عبدالله صالح، ونجله أحمد من جديد، خاصة في أهم محافظتين: تعز ومأرب".
وأضاف "حقائق مغلوطة عن حزب المؤتمر، حزب الوسطية والاعتدال، حزب الديمقراطية والتعددية السياسية، حزب التنمية والاستقرار، والشرح يشتي تفاصيل لتفنيد هذه الحقائق التي تروج كمميزات لهذا الحزب"، مستدركا بالقول "للأسف ذاكرة الناس صارت كذاكرة الذبابة، بل وأضعف".
وتابع "بالمناسبة أصدق نسخة من حزب المؤتمر اليوم هي نسخة صنعاء، وهي من تتحمل الضغوط وتكابد للبقاء، ولم تتلطخ بالمال الخارجي الفاسد"، حد قوله.
من جهته سخر الأكاديمي يحيى الأحمدي، من تهنئة حزب الإصلاح وقال "أنا عندي الحل، يتحول الإصلاحيون إلى مؤتمريين، ويتحول الناصريون والاشتراكيون إلى حزب الرشاد، ويتحول المؤتمريون إلى إصلاحيين، وحزب الرشاد يتحول إلى حزب البعث".
وأضاف "وعصدنا الدنيا كلها، ورجعنا بعدها نخوض عملية الغربلة، ويتولى المستقلون عملية الفرز.. ربما نتخارج".
بدوره الناشط أسامة المحويتي انتقد احتفاء حزب الإصلاح وبعض أعضاءه بتأسيس حزب المؤتمر وقال: هل تعفشش الإصلاح، أم تأصلح المؤتمر؟
وتساءل: ماذا يجري؟ وهل عفاش راضي في قبره أن يتصدر شباب الإصلاح احتفالات حزبه بذكرى التأسيس؟
في حين قال الكاتب الصحفي أنيس منصور، إن "الاصلاحيين في تعز اشغلونا أن المخلوع يحاصر تعز وسلم الدولة للحوثي وان كتائب القناصة قتلت المئات من شهداء تعز، واليوم يرفعون صور المخلوع وابنه كمان في وسط تعز".
وتسائل منصور بالقول: ماذا ستقولون !؟
يوسف المقدم العمودي، كتب "لو امطرت السماء حرية لوجدت بعض العبيد يحملون مظلات".
وقال: ماذا سيصنعون؟ الصورة من تعز اليوم هذا المدينة التي عاملها عفاش والأحمر بعنجهية وعنصريه "دقوهم بالبنادق وهادي قال هؤلاء حق ملاطيم لكن الدرهم والدينار والدولار لا تغسل العار والاحتقار يا خضعي كما ينادي الصنعاني؟
أما محفوظ الحكيمي فقال "البدائل، افشلها حزب المؤتمر الذي كان حاكما ثم بعد اطاحة شعبنا به وبزعيمه، يريد بدعم الخارج أن يعود".
ويرى الحكيمي أن "البديل الواحد الوحيد هو إقامة جمهورية الشعب الاتحادية الموحدة ذات نظام الحكم المدني الديموقراطي العلماني، وحل جميع الأحزاب السياسية وجماعات الإسلام السياسي بشقيه السني والشيعي، وابدالهم بحركتين سياسيتين وطنيتين أحدهما يمينية والأخرى يسارية ليشارك من خلالهما في إدارة البلاد كل راغب مؤهل يمني من الجنسين".
وتساءل: من الذي قضى على ذلك المشروع الوطني الطموح؟ ليجيب "من قضى عليه وأعدم البديل هو حزب المؤتمر وخلوفته الحوثي والإصلاح والانتقالي ومن يسمون أنفسهم بالشرعية والمقاومة والذين كلهم اتباع لحزب المؤتمر".
من وجهة نظر أخرى قال وزير الأوقاف والإرشاد محمد عيضة شبيبة، "مهما قيل ويقال فسيظل المؤتمر الشعبي العام باكورة التعددية السياسية في البلاد وصاحب التجربة الممتدة والثرية في الحكم والسياسة، يضم في صفوفه قيادات وطنية من الوزن الثقيل وكفاءات في كل التخصصات".
وأضاف "اختلفنا مع حزب المؤتمر ومارسنا حقنا في انتقاده كحزب حاكم، تحمّلنا أخطاءه التي لا يخلو منها جهد بشري وتحمّل هو معارضتنا التي لا تخلو من الشطط والمعارضة لأجل المعارضة، لكنه بقيَ جزءًا من النسيج الوطني، حريصًا على اليمن الكبير وكان ولا يزال منّا وفينا ومعجون من تربتنا بأخطائه وإنجازاته ونجاحاته وإخفاقاته".
وتابع الوزير اليمني "نحتفي بالذكرى الثانية والأربعين لتأسيس المؤتمر، وهي مناسبة مواتية للمصالحة مع حزب الجميع والعمل على لملمة شتاته والاستفادة من تجاربه".
الكاتب الصحفي فتحي بن لزرق يوافق على ما طرحه الوزير شبيبة، ويرى أن اعادة رفع صورة علي عبدالله صالح في تعز اليوم عقب اكثر من 13سنة على إنزالها في تعز بأنه موقف ايجابي.
وقال "لن تعود اليمن لعهدها السابق إلا بعودة حزب المؤتمر الشعبي العام ورجاله إلى سدة الحكم".