أثار منشور الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح الذي أعرب فيه عن حزنه، بحلول الذكرى الرابعة والأربعين لميلاد نجله الأكبر "العميد أحمد علي عبد الله صالح"، كونه حلّ بغياب نجله المتواجد حاليا في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وقال المخلوع صالح في منشور له على صفحته بـ"الفيسبوك"، إن "ميلاد نجله مثّل له يوما خالدا كان بمثابة الحافز والدافع الشخصي لمواصلة ما اسماه النضال على طريق الوحدة".
وأبدى صالح أسفه "لعدم احتفاله هذا العام بجوار ولده أحمد وسط زملائه ومحبيه بسبب ما اسماه الظروف التي يمرّ بها السفير أحمد علي في بلد اغترابه، وقال بأن تلك الظروف لن تطول وستزول قريبا".
وفي حديثه عن نجله لأول مرة قال صالح "إنه أولى جزء من الاهتمام لنجله في التربية والتعليم كبقية اخوانه ليشق طريقه في معترك الحياة ويقوم بدوره المعروف في خدمة وطنه وشعبه وفق تعبيره!".
وبدت اللغة التي استخدمها صالح في منشوره، عاطفية ويغلب عليها الأبوة والفقدان، كما أنها خلت بشكل واضح من الصفة الرسمية التي يطلقها صالح على نفسه كرئيس سابق.
وساق صالح التوصيف لنجله باعتباره لا زال سفيرا رغم صدور قرار جمهوري بإقالته وتعيين بديلا عنه العام الماضي.
وهذه هي المرة الأولى التي يعلن صالح فيها الاحتفال رسميا بعيد ميلاد نجله أحمد علي، الذي سبق أن أعلن صالح أنه تعرض للاحتجاز في الإمارات، وهي المزاعم التي تم تأكيدها من قبل وفدي الانقلاب في مشاورات الكويت.
ورفض الوفد الإنقلابي في السابق الإفراج عن العديد من السياسيين والضباط، مطالبا بالإفراج عن نجل المخلوع صالح الذي يعتبره محتجزا.
ويعد أحمد النجل الاكبر للمخلوع صالح، وسبق أن فاز في الدائرة الانتخابية التي يسكن فيها والده بصنعاء خلال انتخابات العام 1997م البرلمانية، ثم تدرج في المؤسسة العسكرية بسرعة فائقة حتى اصبح قائدا للحرس الجمهوري.
واتهم المخلوع صالح بإعداد نجله لتولي رئاسة اليمن عن طريق توريث الحكم من خلال الدور المتصاعد الذي برز لأحمد في الاوساط العسكرية والأمنية والمدنية مع باقي اشقاءه وأولاد عمه.
مسرحية
وفي هذا السياق قال الكاتب والصحفي "عبدالله دوبلة": "وأخيرا يعلن المخلوع أن نجله أحمد يخضع لظروف قاهرة في الامارات، مضيفا: السؤال لماذا الآن؟!،
وأضاف الكاتب الصحفي في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" متسائلا: "هل للأمر علاقة بحضور اسم احمد علي للتفاوض بشأن المعتقلين في الكويت؟!، أم أن المخلوع قد قطع حبال رجاءه في الإمارات التي ظل يحرص على ودها على الرغم من مشاركتها في التحالف العربي؟!".
وتابع "دوبلة": "أم أن الأمر برمته مسرحية من الرجل لإثبات سوء العلاقة مع الامارات للتغطية على حسن العلاقة معها كما يفترض كثيرون؟!".
وأردف قائلا: "يبدو الأمر وكأنه شأنا خاصا بين الامارات والمخلوع ونجله، فالأسباب التي جعلت منها مكانا آمنا لأمواله وأسرته وهو يخطط مع الحوثيين للانقلاب، كان سرا بينهما، وكذلك فإن حقيقة العلاقة بينهما الآن، ومن بينها وضع أحمد علي، لا يمكن الجزم بشأنها أيضا".
وأشار دوبله إلى أن من يعرف الامارات وطريقة عملها مؤخرا، يعرف أن رجلا كأحمد علي من النوع الذي تفضله وتفضل العمل معه.
من جانبه اعتبر الكاتب والباحث اليمني "نبيل البكيري" اعتقال أحمد نجل المخلوع صالح مسرحية، واكتفى بالقول: "مسرحية اعتقال الجنرال السفير".
لسنا وحدنا في المنفى
بدوره سخر الكاتب والمحلل السياسي "يحيى الثلايا" عن الحملة التضامنية لنجل المخلوع صالح، وقال دعاك للإعجاب بصفحته الجديدة "معا لفك الاقامة عن العميد أحمد علي عبدالله صالح".
وأضاف الثلايا في صفحته على "الفيسبوك": "لسنا وحدنا في المنفى وأصبح بجوارنا من علية القوم نشطاء فيسبوكيين مثلنا".
وتابع: "من كان يتوقع ان قائد الحرس الجمهوري والقوات الخاصة الرئيس المنتظر يحتفل مع أبيه بعيد ميلاده بمناشدات كسر الاقامة الجبرية عنه ومنشورات حنين وشوق".
وأشار الثلايا إلى أن هذا يحدث، في حين أن يحيى الحوثي يجول العالم ويعبر الحدود وأقاربه بجوازات دبلوماسية غصبا عن المخلوع صالح، فيما المخلوع وأقاربه ممنوعون من السفر.
واستطرد الثلايا قائلا: "يتفاوض العالم مع عصابة وميلشيا مراهقة سلم لها صالح سلاح ومؤسسات دولة فيما هو تحول الى رهينة لدى الميلشيا بإمكانها دعسه والتخلص منه في لحظة نزق للمشرف الأمني في شارع صخر !!".
حملة تضامنية لنجل المخلوع
وأطلق ناشطون من مؤيدي المخلوع ونجله حملة تضامنية مع العميد أحمد نجل المخلوع، على مواقع التواصل الاجتماعي تطالب سلطة الامارات العربية بالإفراج عنه، عقب منشور للمخلوع بصفحته على موقع "فيسبوك".
تضايق وغِيره
بدوره اعتبر الناشط السياسي "محمد المقبلي" كلام المخلوع صالح، دليل على أنه تضايق من حضور الرئيس هادي في القمة العربية.
وأضاف المقبلي في صفحته على "الفيسبوك": "خرج المخلوع يصيح ولدي ضائع، كتعبير عن غيرته من أضواء غيره متغافلا عن نداء الذين أخفاهم عقود وعن الأمهات والضفائر المحروقة" - حسب تعبيره.