[ هجوم حوثي على تل أبيب ]
قالت صحيفة "كالكاليست" العبرية إن استهداف جماعة الحوثي اليوم الجمعة وسط "تل أبيب" بطائرة بدون طيار مفخخة يمثل فشل مدوٍ لنظام الدفاع الجوي.
وأضافت الصحيفة في تقرير ترجم أبرز مضمونه إلى العربية "الموقع بوست" أن نجاح الحوثيين في إطلاق الطائرة بدون طيار المتفجرة إلى وسط تل أبيب هو فشل مدوي لنظام الدفاع الجوي قد يمثل نهاية عصر "السماء الصافية" من التفوق الجوي المطلق في إسرائيل، وهو مزيج من عدة ظروف ويمكن أن تفسر حالات الفشل اختراق الطائرة بدون طيار المجال الجوي الإسرائيلي، دون أي محاولة مسبقة لاعتراضها.
وتابعت إن الطائرة بدون طيار التي أطلقها الحوثيون طارت أكثر من 2000 كيلومتر قبل أن تنفجر وسط تل أبيب؛ وهذا فشل ذريع لمنظومة الدفاع الجوي التي، رغم نجاحاتها العديدة، تجد صعوبة في التعامل مع الطائرات بدون طيار".
ونقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري كبير في الجيش الإسرائيلي قوله "لا توجد حماية محكمة لسماء البلاد ومن يقول غير ذلك فهو مخطئ ومضلل".
وأضاف "7 أكتوبر للدفاع الجوي الإسرائيلي، وليس أقل من ذلك".
وبحسب المصدر ذاته فإن الحادث غير المعتاد يشير إلى فجوة خطيرة في المعلومات الاستخبارية الملموسة حول هذه الطائرة بدون طيار التي كانت في طريقها إلى إسرائيل، على مسافة حوالي 2000 كيلومتر، وكان من المفترض أن تزود النظام بمؤشر مبكر من شأنه أن يسمح بذلك. تفعيل كافة الأنظمة الدفاعية، البرية والجوية، لمحاولة اكتشاف الهدف المشتبه به وتحديده ومن ثم تدميره باستخدام الصواريخ الدفاعية أو المروحيات أو الطائرات.
وتابع "صرف النظر عن عدم وجود مثل هذه المعلومات الملموسة، فإن نظام الدفاع الجوي التابع للقوات الجوية لديه تدابير إضافية كان من المفترض أن تساعده على اكتشاف التهديد المقترب، مثل الكشف عبر الأقمار الصناعية، والكشف بالوسائل البصرية والرادارات.
وأكد أنه سيتعين على القوات الجوية أيضًا التحقق مما إذا كانت القوات الأمريكية المنتشرة في البحر الأحمر والخليج العربي قد اكتشفت حركة مرور مشبوهة في المنطقة، وماذا اكتشفوا، وماذا فعلوا، وهل هناك أي ثغرات في التنسيق ستتطلب الآن الإغلاق.
وأشار إلى أن القوات الجوية تمتلك وسائل بصرية مختلفة، كثير منها مصنف، والتي من المفترض أن تدعمها في حالة لا توفر فيها وسائل الكشف الأخرى البيانات التي تسمح بتصنيف الهدف على أنه معاد.
وقال "قد تكون صعوبة الحصول على صورة موثوقة للسماء بالاعتماد على الوسائل البصرية مرتبطة بحقيقة أن الهجوم تم تنفيذه ليلاً، مما يجعل الأمر صعبًا على مثل هذه الأنظمة.
وأردف المسؤول العسكري الكبير لموقع Calcalist إنه "عندما لا تعمل جميع الدوائر وتتصل جميع الثقوب الموجودة في الجبن، فلا يوجد سبب لمواجهة الصاروخ لطائرة بدون طيار قادمة على ارتفاع منخفض".
وأكد أن مسار رحلة الطائرة بدون طيار من اليمن، وهي رحلة طويلة تستغرق عدة ساعات، سوف يخدع الأنظمة الإسرائيلية بشكل متكرر، وقد غيرت الطائرة بدون طيار ارتفاع طيرانها ومسارها، ووصلت في النهاية إلى تل أبيب من اتجاه البحر.
وبحسب الصحيفة إن جيش الدفاع الإسرائيلي يدعي أن اختراق الطائرات بدون طيار كان بسبب "خطأ بشري". وبحسبهم، ورغم رصد الطائرة في عدة مراحل خلال تحليقها، إلا أنها لم تصنف كهدف هجومي يعرض إسرائيل للخطر.
ونفى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، العميد دانييل هاغاري، الشائعات التي انتشرت في وقت سابق اليوم بأن هذه طائرة بدون طيار ذات خصائص خفية، إذا جاز التعبير.
والمركبة التجريبية التي أرسلها الحوثيون إلى تل أبيب هي "صماد 3"، وهي معروفة لدى جهاز المخابرات الإسرائيلي، وقد استخدمها الحوثيون، وكذلك حزب الله، منذ اندلاع الحرب. وهي موجودة في ترسانة الحوثيين منذ عام 2018 على الأقل، وتم تطويره وتصنيعه في إيران، وبحسب العميد هاجاري، فقد خضعت لسلسلة من التعديلات والتحديثات التي وسعت نطاقه
وفي وقت مبكر من صباح اليوم، أصابت طائرة بدون طيار متفجرة أطلقها الحوثيون من اليمن شقة في وسط تل أبيب، بالقرب من السفارة الأمريكية وقُتل في الحادث المواطن يفغيني بيردر، وأصيب ثمانية مدنيين آخرين بشظايا.