[ مقتل صحفي بقذيفة حوثية بمحافظة البيضاء ـ ارشيف ]
في الوقت الذي يحتفل فيه العالم بيوم حرية الصحافة، يعيش الصحافيون اليمنيون أوضاعا سيئة وعدائية بالتزامن مع استمرار الإنتهاكات والجرائم بحق الصحفيين من قبل كافة الأطراف، إذ تحوّل اليمن إلى مقابر وسجون كبيرة لصحافيين وناشطين وإعلاميين.
وللعام العاشر على التوالي يحل اليوم العالمي للصحافة، والذي يصادف الـ 3 من مايو/ آيار، والعمل الصحفي في اليمن يعيش أسوأ أيامه على الإطلاق، حيث تحول الصحافيون إلى أعداء من قبل كافة الأطراف التي تتحكم بالمشهد اليمني.
خلال سنوات الصراع، تصاعدت حدة الإنتهاكات التي استهدفت الحريات الإعلامية، نتيجة غياب المحاسبة والمساءلة، ما جعل الصحفيين عرضة لمزيد من الإنتهاكات والإستهداف المباشر، وجعلهم يعيشون مرحلة من الشتات والمطاردة والتخفي، فيما يقبع العديد منهم خلف القضبان منذ سنوات.
نقابة الصحفيين اليمنيين، في آخر إحصائية لها أشارت إلى الآثار السلبية التي أفرزتها الحرب في الوسط الصحافي والإعلامي بعد تعرض حرية الصحافة لأكثر من 1700 حالة انتهاك واعتداء منذ بدء الحرب، وتوقف 165 وسيلة إعلام وحجب قرابة 200 موقع الكتروني محلي وعربي ودولي واستشهاد 45 صحافيا.
وتصدر اليمن ذيل القائمة في مؤشر حرية الصحافة عربيًا وعالميا لعام 2024، وفق تقرير صدر، الجمعة، عن منظمة "مراسلون بلا حدود" الدولية.
ووفق التقرير فقد احتل اليمن المرتبة 154، وجاءت الصومال في المرتبة 145عالميا، ثم تلتها السودان في المرتبة 149 وفلسطين 157 والإمارات 160 وجيبوتي 161 والسعودية 166 والعراق 169 ومصر 170 والبحرين 173.
مطالبات بإطلاق سراح الصحفيين المختطفين
بعثة الاتحاد الأوروبي في اليمن، دعت إلى إطلاق سراح الصحفيين المختطفين، مؤكدة التزامها بدعم إعلام حر وحيوي في اليمن.
وقالت البعثة -في بيان لها على منصة إكس، بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يصادف الـ 3 من مايو من كل عام- "في اليوم العالمي لحرية الصحافة، يدعو الاتحاد الأوروبي إلى احترام حرية الإعلام في اليمن في جميع الأوقات".
وأكدت التزامها "بدعم إعلام حر وحيوي في اليمن"، مضيفة بأنه "ينبغي إطلاق سراح الصحفيين المحتجزين دون تأخير".
بيئة عدائية
ويوم أمس، أكدت نقابة الصحفيين اليمنيين، أن بيئة العمل الصحفية في اليمن صارت "عدائية" جراء تعامل أطراف الحرب مع الصحفيين باعتبارهم أعداء خاصة في المناطق الخاضعة لسلطات الأمر الواقع في صنعاء وعدن.
وقالت النقابة في بيانها، بأن اليوم العالمي للصحافة يحل في ظل ظروف خطيرة ومعقدة يعيشها الصحفيون اليمنيون وهم يدخلون عامهم العاشر من الحرب التي طالتهم نيرانها.
وعبرت نقابة الصحفيين عن أسفها واستيائها من أوضاع الصحافة وما تتعرض له حرية التعبير في اليمن من تدهور مستمر ومعاناة قاسية جدا يكتوي بلهيبها الصحفيون في ظل انقطاع الرواتب عن الصحفيين في المؤسسات الحكومية منذ العام 2016، وانعدام فرص العمل بسبب اغلاق عدد من وسائل الإعلام المطبوعة والمرئية والمسموعة.
وأشارت النقابة إلى الآثار السلبية التي أفرزتها الحرب في الوسط الصحافي والإعلامي بعد تعرض حرية الصحافة لأكثر من 1700 حالة انتهاك واعتداء منذ بدء الحرب، وتوقف 165 وسيلة إعلام وحجب قرابة 200 موقع الكتروني محلي وعربي ودولي واستشهاد 45 صحافيا.
ولفتت إلى الملاحقات والمضايقات والتهديدات التي يتلقاها الصحفيون يوميًا في اليمن، وأرغمت المئات منهم مغادرة المدن إلى الأرياف أو إلى مدن أخرى، وأجبرت آخرين على مغادرة البلد، وتركت هذه الهجرات حالة شتات مرهقة وندوبًا غائرة في أرواح ووجدان الصحفيين ناهيك عن المئات الذين يقطنون مقهورين تحت سلطة الحوثيين بلا عمل وفي ظل قيود قمعية لا تطاق.
صحافيون خلف القضبان
وذكّر بيان النقابة بمناسبة اليوم العالمي للصحافة، بقضايا الزملاء المعتقلين والمختطفين إذ لايزال هناك 6 صحفيين في المعتقلات منهم ثلاثة لدى جماعة الحوثي بصنعاء (وحيد الصوفي، ونبيل السداوي، وعبدالله النبهاني)، وصحفيين اثنين لدى المجلس الانتقالي بعدن (أحمد ماهر، وناصح شاكر) والسادس مختطف لدى تنظيم القاعدة بحضرموت منذ العام 2015 في ظروف غامضة (محمد قائد المقري).
وجددت نقابة الصحفيين مطالبتها بالإفراج الفوري عن جميع المختطفين، محملة جماعة الحوثيين والمجلس الانتقالي الجنوبي مسئولية التعنت وعدم الاستجابة للمطالب الحقوقية والنقابية المحلية والعربية والدولية بالإفراج عن الصحفيين والكف عن التعامل مع الصحفيين بالقسوة والعدوانية.
ودعا البيان، لتوفير ضمانات سلامة مهنية للعاملين في وسائل الإعلام، مطالبا الحكومة الشرعية المعترف بها لدعم مقترح المعاهدة الدولية لسلامة الصحفيين التي أعدها الاتحاد الدولي للصحفيين.
كما دعت النقابة، كافة المنظمات المعنية بحرية التعبير وفي مقدمتها اتحاد الصحفيين العرب والاتحاد الدولي للصحفيين إلى مواصلة جهودهم في الضغط من أجل الإفراج عن جميع الصحفيين وإنهاء كل الأساليب القمعية والإجراءات السالبة لحرية التعبير والصحافة، وتهيب بالحكومة إلى سرعة تسليم مرتبات الإعلاميين المنقطعة منذ العام 2016م.
وطالبت نقابة الصحفيين، الحكومة بدفع رواتب العاملين في وسائل الإعلام الرسمية في كل مناطق اليمن، باعتبار ذلك التزامًا أخلاقيًا وقانونيًا، محملة مجلس القيادة الرئاسي والحكومة عواقب هذا التنصل عن مهامهم الدستورية في حماية الصحافة والدفاع عن حريتها، ورعاية الصحفيين وتلبية مطالبهم المشروعة.
وأكدت نقابة الصحفيين اليمنيين أن كل الجرائم المرتكبة من كل الأطراف بحق الصحافة والصحفيين لن تسقط بالتقادم، مشددة على أن أعداء الصحافة ستطالهم العدالة في يوم قريب، ولن يفلتوا من العقاب.
وأطلقت نقابة الصحفيين دعوة لكافة الأطراف إلى إيقاف الحرب على الصحافة، وإنهاء حالة الطوارئ غير المعلنة تجاه الحريات، والسماح بعودة التعددية الصحفية كخطوة أولى منها لإثبات حسن النية لاستعدادها للسلام وإنهاء الصراع المستعر.
تضامن مع صحفيي فلسطين
وهنأت النقابة، باليوم العالمي للصحفيين، جميع الزملاء الصحفيين في اليمن وفي كل دول العالم بهذه المناسبة، متمنية أن تتحقق السلامة وتعم الحرية كل الصحفيين في العالم وخصوصا في بلادنا وللزملاء في فلسطين المقاومة وخاصة في قطاع غزة التي يتعرض فيها الصحفيون إلى حرب عدوانية همجية ظالمة وممنهجة من العدو الصهيوني أدت إلى استشهاد 135 زميلا صحفيا منذ أكتوبر الماضي وحتى اللحظة، إضافة الى مئات الجرحى والمصابين من العاملين في الحقل الإعلامي فضلا عن 100 حالة اعتقال.
وجددت نقابة الصحفيين اليمنيين تضامنها الكامل مع الصحفيين في فلسطين المحتلة، مستنكرة جرائم الإبادة وتواطؤ المجتمع الدولي بصمته وعدم تحركه الجاد لإيقاف المجازر التي يرتكبها العدو الإسرائيلي.
الحريات ركيزة العمل الصحفي
الصحفية هبة التبعي، فتحدثت عن النساء ومهنة الصحافة، حيث قالت في منشور لها على منصة فيسبوك: "على الرغم من أنها مهنة المتاعب والموت، لكننا أخترنا ذلك بمحض إرادتنا، وقاتلنا من أجله نحن النساء في مجتمع ذكوري متحفظ".
وأضافت: "حرية الصحافة والصحفيين هي ركيزة العمل الصحفي، وبدونها تلجم الافواه وتخرس الألسنة وانتصر الباطل وانتشر الفساد وصُدقت الإشاعة والمخالفات، وحكم الفاسدين وتعاظم التافهين. الحرية الكاملة للسلطة الرابعة، حرية الصحفي حق حقيقي".
الصحفي رشاد الشرعبي فغرد قائلا: "في اليوم العالمي للصحافة.. لحظة تفكير في ماضي (كان) في صحافة وصحافيين يمنيين وهامش حرية صحافة.. وداعة الله يا مهنة المتاعب والسلطة الرابعة وصاحبة الجلالة..".
أما الصحفي أحمد شيح فذهب لنقطة أخرى تتعلق بالعمل الصحفي والمهني، حيث استغل اليوم العالمي للصحافة للقول: "هناك للأسف من لا يفرق بين الصحفي والإعلامي المهني والناشط الذي لا يخضع لقانون عمل ولا شرف مهنة. اختلط الحابل بالنابل، للأسف، وتحصل قيادات يتكلم عن أي ناشط فيسبوكي أنه اعلامي.. وبلغة التعميم!".مضيفا: "مثل ذلك، سيأتي يوم والناس تحكي ان المومري والشويع كانوا فنانين، وان جعموم وعضيمان كانوا شعراء".
إختطاف مملؤة بكل أشكال التعذيب
وعلق الصحفي المحرر من سجون الحوثيين يونس عبدالسلام على اليوم العالمي للصحافة بالقول: "حرية التعبير مطلقة، لا حدود لها ولا ضوابط. حرية التعبير هي أساس تقدم البشرية. تحية لكل صحفي لا يتملق ولا يأكل خبزا من جهة ما، يقول ما يرى، يعيش من عرق جبينه. تحية لكل صحفي لم تبقِ له المهنة صاحب".
وأضاف الصحفي "عبدالسلام" في مداخلة له على قناة الحدث الفضائية بالقول: "عشت تجربة مؤلمة بكل أشكال التعذيب على مدار عام ونصف.. وهناك العشرات من الصحافيين تعرضوا للإخفاء القسري والاختطاف والاعتقال".
مطالبة بالإفراج عن نجل صحفي
وبمناسبة اليوم العالمي للصحافة، طالب الصحفي محمد القادري ـ صحفي محرر من سجون الحوثيين بمحافظة إب ـ جماعة الحوثي بتسليم نجله عبدالله البالغ من العمر سبع سنوات والمختطف منذ عشرة أشهر لدى أحد قيادات الجماعة بمحافظة إب.
وأوضح الصحفي القادري، في تغريدة على منصة إكس، بأن جماعة الحوثي خطفت نجله لتسخدمه كوسيلة ضغط كي تجبره للعودة من عدن إلى إب بعد أن اختطفته لمرتين سابقتين، تعرض حينها لعمليات تعذيب مروعة في سجون الحوثيين.
لا حريات ومن يكتب يدفع الثمن
الأكاديمية في جامعة عدن بسمة عبدالفتاح كتبت في اليوم العالمي للصحافة قائلة: الحق يقال إنه لا توجد حرية صحافة بالذات في زمن الحرب، انت حر ولكن حريتك يجب ألا تخالف توجهات القناة أو الموقع أو الصحيفة التي تعمل بها.
وأضافت: "أنت حر فيم تكتب لكن لابد أن تدفع ثمن ما تكتب. أنت حر بس إذا انتقدت أي جهة متنفذة ستجد نفسك في مكان لا تعرفه، مخطوفا أو مسجونا أو...إلخ".
وخلصت إلى أن "حرية الصحافة في اليمن تترجم المثل الشعبي القائل:( طير ياطير وخيطك بيدي)".
مؤسسات مليئة بالنفاق
الصحفي لطف الصراري أشار إلى عزمه بمناسبة اليوم العالمي للصحافة، إلغاء تثبيت منشور البيان التضامني للاتحاد الدولي للصحفيين مع قضيته المشهودة ـ عمله وضياع حقوقه لدى مؤسسة "خيوط" التابعة لمنظمة مواطنه ـ ، وإعلانه الكفر بالمنظمات الدولية، بما فيها الاتحاد الدولي نفسه، وإيمانه واعتزازه بـ "التضامن الفردي الصادق الذي له تأثير الترياق على الجرح المفتوح".
وقال الصراري، بأن "المؤسسات الدولية مليئة بالنفاق وبالمعايير المزدوجة في أحسن الأحوال، أما المؤسسات المحلية فيكاد المرء لا يرى أياً منها خارج الدرك الأسفل من الانحطاط".
وأضاف: "ما زالت قضيتي المشهودة تكشف لي جوانب من انحطاط المؤسسات التي تتعامل بارتياب مع أي شخص يتحدث إلى الرأي العام عن ظلم وقع عليه في الجهة التي يعمل أو عمل فيها، مهما كان حجم ذلك الظلم ونوعه. ارتياب يصل إلى درجة الحكم على صاحب المظلمة المعلنة بأنه لم يعد محلّ ثقة كفرد عامل في مؤسسة".
ولفت إلى أن "الارتياب الأعمى" بناء على تقديره المبني على التجربة، يشي بـ "فساد غير مكتشف بعد أو بمظالم مسكوت عنها في المؤسسات المرتابة. بعبارة أخرى، ارتياب يشي بسلوكيات إدارية مريبة. لأن المؤسسات القائمة على قدر عالٍ من الشفافية والنزاهة، لن تحكم على شخص تعرض لظلم قصم ظهره وغيّر حياته إلى الأسوأ، لمجرد أنه تحدث عن ذلك علناً ولجأ إلى كيانه النقابي ليلتمس الإنصاف".
وأردف: "بالرغم من إدانتي ونفوري الحاد من كل أشكال الانتهازية، لا أجد تعبيرا بديلا للقول إني أنتهز أو أغتنم هذه المناسبة للاعتذار من أصدقائي وأعزائي هنا، وتلك القلة من المتابعين لصفحتي، عن انقطاعاتي الطويلة لدواعي صحية في المقام الأول، وأسباب متعلقة بفقدان الثقة بكثيرين في المحيط، ناهيكم عن احتباسات الكتابة من جانب آخر".
إشادة أمريكية
الولايات المتحدة الأمريكية، أكدت أن الصحفيين في اليمن يواجهون تهديدات بمجرد قيامهم بأعمالهم الصحفية التي تسلط الضوء على الواقع القاسي للصراع في اليمن.
وقال سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى اليمن ستيفن فاجن في بيان له على منصة إكس في اليوم العالمي للصحافة: "بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، نود أن نشيد بالدور الحيوي الذي يقوم به الصحفيون اليمنيون ممن يكتبون عن الواقع القاسي للصراع الدائر في اليمن، بما في ذلك الاعتقالات غير القانونية والتحديات البيئية والاقتصادية والتهديدات التي تتعرض لها حياة وحقوق الإنسان في اليمن".
وأضاف بأن "تفاني الصحفيين الشجعان في الكشف عن الحقيقة يسلط الضوء على المخاطر المباشرة في اليمن، وسيساعد على المدى الطويل في تعزيز مساءلة المسؤولين الحكوميين وقادة المجتمع المحلي، وبناء مجتمع مطلع، ومكافحة المعلومات المضللة من الجهات الخبيثة".
وأردف: "يواجه الصحفيون تهديدات لمجرد قياهم بعملهم. إن تقاريرهم ضرورية، حيث إنها تقدم معلومات للمجتمع الدولي وتدعم الجهود الرامية إلى تحقيق السلام والاستقرار والتنمية المستدامة في المنطقة. يرى العالم من خلال أعينهم العواقب الحقيقية للصراع في اليمن، وكذلك عدد الأشخاص الذين يعملون على بناء الأمل والسلام في البلاد".
وأكد السفير فاجن، دعم بلاده الثابت لحرية الصحافة في اليمن مشيرا إلى أنها "ركيزة أساسية للديمقراطية".
مطالبات بوقف الانتهاكات ضد الصحفيين
40 منظمة إقليمية ومحلية معنية بحريات الرأي والتعبير وحقوق الإنسان، طالبت جميع أطراف الصراع في اليمن باحترام حرية الصحافة والإفراج الفوري وغير المشروط عن الصحفيين المعتقلين على خلفية نشاطهم الإعلامي سواء في سجون جماعة الحوثي أو سجون الحكومة اليمنية أو سجون تنظيم القاعدة.
وأكد البيان الذي جاء بالتزامن مع اليوم العالمي لحرية الصحافة بأن الانتهاكات التي تمارس ضد الصحفيين والإعلاميين جعلتهم يدفعون ثمنًا باهظًا كي يمارسوا مهنتهم، وينقلوا الأحداث في ظل إفلات المجرمين من العقاب، وتوسعت دائرة استهداف الصحفيين لتصل إلى أهاليهم كوسيلة للضغط عليهم، ومحاولة لإسكات أصواتهم، والتضييق على مساحة حرية الرأي والتعبير.
وجددت المنظمات، دعوتها للمجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية الدولية بضرورة تكثيف جهودها في اليمن لمحاسبة مرتكبي الانتهاكات ضد الصحفيين وعدم إفلاتهم من العقاب، وترسيخ أسس المساءلة القانونية لضمان تمكين الصحفيين من ممارسة عملهم بكل حرية.
وقال البيان، بأنه و"خلال العشر السنوات الماضية تزايدت الانتهاكات والممارسات التعسفية ضد الصحفيين بشكل كبير وأغلب هذه الانتهاكات لا يلقى مرتكبوها العقاب حتى وصل إجمالي هذه الانتهاكات وتحديدًا منذ بداية العام 2015 وحتى أبريل 2024 إلى 2,536 انتهاكًا من بينها 54 حالة قتل لصحفيين وصحفيات".
وأرجع البيان، أسباب إفلات المجرمين من العقاب إلى الدور المحدود للمجتمع الدولي الذي يغلب تعامله السياسي في الملف اليمني على بقية الجوانب الأخرى؛ لإرضاء أطراف الصراع، مشيرا إلى أن ذلك ساهم في زيادة عدد الانتهاكات دون الخوف من العقاب، إلى جانب غياب الإرادة السياسية المحلية وضعف السلطة القضائية في اليمن، وغياب الإجراءات الفاعلة تجاه مرتكبي الجرائم وانتهاكات حقوق الإنسان ومعاقبتهم على أفعالهم.
ودعا البيان المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية لزيارة السجون في اليمن ومقابلة الصحفيين للاطلاع عن قرب على وضعهم فيها، كما أكد على أهمية تفعيل كل أدوات الحماية، وتعزيز الأطر القانونية لمواجهة هذا الوضع وحماية الصحفيين وحرية التعبير وإنصاف الضحايا من مرتكبي الانتهاكات لتوفير مناخ آمن لحريات الرأي والتعبير بما يتناسب مع القوانين والمعايير الدولية والوطنية لحقوق الإنسان.
وطالب البيان، بالضغط على جماعة الحوثي لوقف الانتهاكات المستمرة بحق الصحفيين والمؤسسات الإعلامية العاملة في نطاق سيطرتها، كما طالب بالضغط على المجلس الانتقالي الجنوبي لوقف كل الممارسات غير القانونية لتقييد حركة الصحفيين وإعادة المؤسسات الصحفية التي سيطر عليها لاسيما وأن هناك وزارة للإعلام هي الجهة القانونية المخولة بالإجراءات الإعلامية المختلفة والمجلس الانتقالي الجنوبي بات جزءًا من الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا حد قوله.