[ الشيخ عبد المجيد الزنداني ـ ارشيف ]
يعد الشيخ عبد المجيد الزنداني رئيس هيئة علماء اليمن، أحد أبرز الدعاة والمشائخ وعلماء الدين المؤثرين في اليمن، منذ عقود مضت، وله شعبية جارفة في مختلف المحافظات اليمنية.
ولد الشيخ عبدالمجيد بن عزيز الزنداني، سنة 1942، في قرية الظهبي بمديرية الشعر بمحافظة إب، وتعود أصوله لمنطقة "زندان" في مديرية أرحب بمحافظة صنعاء.
تلقى تعليمه الأول كشأن الكثير من اليمنيين في أربعينيّات وخمسينيّات القرن الماضي بمسقط رأسه في الكتاتيب، والتحق بالدراسة النظامية في مدينة عدن جنوب البلاد.
انقل الزنداني عقب إتمام دراسته النظامية في عدن، إلى مصر للدراسة الجامعية، ملتحقا بكلية الصيدلة ليدرس فيها سنتين، ويغادرها بسبب اهتمامه بالعلم الشرعي، وأخذ يقرأ في علوم الشريعة، وتسنى له الالتقاء بأكابر العلماء في الأزهر الشريف.
انتقل بعد دراسته للعلوم الشرعية بمصر إلى السعودية وهناك التقى كبار علماء المملكة كالشيخ عبدالعزيز بن باز وابن عثيمين، وحصل على شهادة الدكتوراة من جامعة أم درمان الإسلامية في السودان.
عين رئيسا لمكتب الإرشاد في 1975م، قبل أن يعين في وزارة المعارف، وقبلها أيضا تولى إدارة الشؤون العلمية بوزارة التربية والتعليم في عهد الرئيس عبدالرحمن الإرياني.
وظلت فكرة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية أحد القضايا التي انشغل بها واشتغل عليها الشيخ الزنداني، واعتبر على نطاق واسع أحد أبرز العلماء المعاصرين الذين حاولوا البرهنة على سبق القرآن في مجال الحديث عن الاكتشافات العلمية في مجالات كثيرة كالطب، وخلق الإنسان، والجيولوجيا.
وساهم في تأسيس الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة في المملكة العربية السعودية وترأسها بعد ذلك، وأسس جامعة الإيمان للعلوم الشرعية، وتخرج على يديه آلاف الطلبة في اليمن ومن مختلف بلدان العالم حيث كانوا يدرسون في الجامعة التي توقف نشاطها عقب سيطرة جماعة الحوثي على صنعاء في سبتمبر 2014م.
وأثرى الشيخ عبد المجيد الزنداني، المكتبة العربية والإسلامية بالعديد من المؤلفات من أهمها "تأصيل الإعجاز العلمي"، و"علم الإيمان"، و"طريق الإيمان"، و"نحو الإيمان"، و"التوحيد"، و"البينة العلمية في القرآن الكريم".
أدوار سياسية
لعب الشيخ عبدالمجيد الزنداني، أدوارا سياسية عديدة خلال العقود الماضية، ونجح مع الشيخ عبد الله الأحمر في إضافة بند إلى الدستور اليمني ينص على أن الشريعة الإسلامية مصدر كل التشريعات.
وساهم الشيخ الزنداني في جهود حماية الثورة اليمنية التي قضت على الحكم الإمامي سنة 1962، وخلال عمله في وزارة التربية عمل على إحداث تفاعلات فكرية واسعة عبر استقدام عدد من كبار المفكرين العرب والمسلمين إلى اليمن، كما ساند الأفغان ضد القوات الروسية في ثمانينيات القرن العشرين.
وكان للشيخ الزنداني أدوارا بارزة في تأسيس حزب الإصلاح، ولعب مع الشيخ الأحمر أدوارا فاعلة في مسار الحزب منذ التأسيس ووصل لرئاسة مجلس شورى الحزب، غير أنه تراجع عن أدواره الفاعلة لإنشغاله بالعمل في جامعة الإيمان التي تأسست في عام 1993م بصنعاء، وهي عضو في اتحاد الجامعات العربية، ولها عدد من الفروع في عدد من المحافظات وأقسامها متنوعة في اللغة والشريعة والاقتصاد والإعجاز العلمي والإعلام تخرج منها آلاف من الطلاب.
في العام 2004م، صنفت الولايات المتحدة الشيخ الزنداني، في لائحة المطلوبين لأجهزتها الأمنية، بتهمة تمويل "الإرهاب"، وطلبت عام 2011 من الحكومة اليمنية اعتقاله، فيما قرر مجلس الأمن تجميد أرصدته، لكن الزنداني نفى تلك التهم وطالب الإدارة الأميركية بتقديم أدلتها للقضاء اليمني.
في العام 2006م، ساند علي عبد الله صالح في الانتخابات الرئاسية ضد مرشح تكتل أحزاب اللقاء المشترك فيصل بن شملان عام 2006، غير أنه في ذروة ثورة فبراير الشعبية عام 2011، ساند الشباب الثائرين ضد "صالح"، وأعلن تأييده من على منصة ساحة التغيير، حيث قال إن الاعتصامات صورة من صور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وطالب الأجهزة الأمنية بحماية المعتصمين داعيا إياهم للحفاظ على سلمية الاحتجاجات.
*الموقع بوست ، موسوعة الجزيرة نت