[ وائل الدحدوح يوجه رسالة إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن ]
طالب مدير مكتب الجزيرة في غزة، الزميل وائل دحدوح، الرئيس الأمريكي جون بايدن، بالنظر إلى ما يحدث، والاستماع إلى الناس العاديين، الذين يدفعون كلفة هذه الحرب الدامية.
وفي رسالة وجهها الدحدوح بمقابلة متلفزة مع شبكة "إم إس إن بي سي" الأمريكية، بُثت مدبلجة للغة الإنجليزية مساء السبت إلى بايدن قال "أطلب من الرئيس الأمريكي وأنصحه أن ينظر إلى ما يحدث وأن يستمع إلى الناس، الناس العاديين، الذين يدفعون كلفة هذه الحرب الدامية، يجب أن يستمع إلى طرفي السرد، وليس طرفًا واحدًا فقط".
في مقابلة حصرية واسعة النطاق مع محيي الدين – الأولى والوحيدة له مع وسائل الإعلام الغربية – تحدث الدحدوح عن التغطية الصحفية على الخطوط الأمامية للحرب التاريخية بين إسرائيل وحماس ووصف الخسائر العاطفية المؤلمة لمأساة شخصية لا توصف.
وقال "يجب على بايدن كـ "رئيس أقوى دولة في العالم" أن يستمع إلى كلا الجانبين من الرواية، وليس فقط إلى جانب واحد، إنه حق الشعب الفلسطيني، ومن حقي كأب يتألم، ودفع بدماء عائلته أن يتحدث عن الكيفية التي أعيش بها".
وأضاف: "لقد دفعت ثمناً باهظاً للأسلحة التي استهدفت مكان تواجد عائلتي ودمرتها وسوتها بالأرض دون سابق إنذار". وتجاوزت إدارة بايدن الكونجرس مرتين الشهر الماضي لتقديم صفقة بيع أسلحة طارئة لإسرائيل.
وبلغة تعكس مدى الألم لرجل فقد زوجته وثلاثة من أبنائه وحفيده الرضيع بقصف للكيان الصهيوني يضيف الدحدوح أن "أهل غزة الذين يعانون الآن، لهم كل الحق في تأمين حقوقهم كبشر، كشركاء في الإنسانية".
وتابع "لقد دفعت ثمنًا باهظًا للأسلحة التي استهدفت المكان الذي كانت فيه عائلتي ودمرته، وسوته بالأرض دون سابق إنذار. عائلتي والعديد من العائلات الأخرى، يتعرضون لظلم كبير".
وأردف الدحدوح "التكلفة مرتفعة للغاية، ولكن في نهاية المطاف نسأل أنفسنا، ما هو الخيار الآخر؟" قال لأيمن محيي الدين من شبكة إن بي سي نيوز.
واستدرك "نجلس في بيوتنا ننتظر سقوط الصواريخ، نترك هذه الوظيفة، نتخلى عن هذه الرسالة الإنسانية التي أوصلناها؟ وهذا بالتأكيد ليس خيارا".
وقال: "لم أستخدم هذه المنصة المحترمة، كمنصة للانتقام”. "كان الألم أكبر مما أستطيع تحمله. لكن في نهاية اليوم عدت، أمارس مهامي ووظيفتي".
يشير الدحدوح إلى أنه يثابر بسبب التضحيات الكثيرة التي قدمتها عائلته من أجل القيام بهذا العمل الصعب والخطير، بما في ذلك واجباته الأبوية.
وزاد: "بالكاد رأوني"، لقد اعتادوا على ذلك، وعانوا. هذه تضحية كبيرة جدًا قدموها، وقد قدموا هذه التضحية لتمكيني من مواصلة وظيفتي، فإذا جاء الوقت وسفكت دماءهم وأرواحهم، فهل أتركهم وأتخلى عن هذا العمل؟ مستدركا أبداً.
واستطرد "يشعر العديد من الصحفيين الفلسطينيين أننا خذلنا، وتركنا وحدنا لنواجه هذه المذبحة وهذه المذبحة، ولم ينظر العالم إلى الصورة الأكبر، ولم يقف إلى جانبنا كما كنا نود، نشعر أننا نُقتل مرتين: مرة بسبب القنابل، ومرة بسبب هذا الصمت، وهذه الطريقة الخجولة للتعبير عن الدعم".
وقتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي زوجة الدحدوح وابنه البالغ من العمر (15 عامًا) وابنته البالغة من العمر (7 سنوات) وحفيده الرضيع، بغارة جوية جنوب غزة في 25 أكتوبر/تشرين الأول على الرغم من إعلان إسرائيل أن المنطقة آمنة قبل الهجوم، ثم قتل جيش الاحتلال حمزة، الابن الأكبر للدحدوح، في 7 يناير/كانون الثاني الجاري عندما استهدفت سيارته في غزة رفقة زميله مصطفى ثريا.
وأصبح الدحدوح رمزا معترفا به عالميا لحصيلة غير مسبوقة: 82 صحفيا قتلوا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، وفقا للجنة حماية الصحفيين.
وعلى الرغم من خسائره الشخصية الفادحة، عاد الدحدوح باستمرار إلى موجات الأثير وظل ثابتًا في التزامه بتغطية القصف الإسرائيلي على غزة.
واليوم الثلاثاء أعلنت وزارة الصحة في غزة، في بيان أن ما لا يقل عن 24,285 فلسطينيا قتلوا وأصيب 61,154 آخرون، جراء قصف مدفعي وغارات لطائرات الجيش الإسرائيلي طال عدة مناطق في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر.