[ سفينة شحن تعرضت لهجوم حوثي في البحر الأحمر ]
يسعى كبار المصدرين جاهدين لإيجاد طرق جوية وبرية وبحرية بديلة لإيصال الألعاب والملابس والشاي وقطع غيار السيارات وغيرها من السلع إلى تجار التجزئة، وذلك مع الاضطرابات التي حلت على سلاسل توريد الشحن حول العالم، بسبب تهديد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، لحركة الملاحة في البحر الأحمر.
وكثف المسلحون الحوثيون في اليمن هجماتهم على السفن في البحر الأحمر، منذ 19 نوفمبر، تحت ذريعة إظهار الدعم لحركة حماس المسيطرة على قطاع غزة، والتي تخوض حربا مع إسرائيل، منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وعطلت هجمات الحوثيين طريقا تجاريا رئيسيا يربط أوروبا وأميركا الشمالية بآسيا عبر قناة السويس، حيث ارتفعت تكاليف شحن الحاويات، إلى أكثر من 3 أضعاف في بعض الحالات.
وأوضحت شركة الخدمات المالية، "ستاندرد آند بورز غلوبال"، في تقرير، إن الاضطرابات في خط الملاحة ستؤثر على قطاع المواد الاستهلاكية، الذي يزود كبار تجار التجزئة في العالم، مثل "وول مارت" و"إيكيا".
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة "OL USA"، آلان باير، أن شركته لديها في الوقت الحالي فرقا تقدم المشورة لعملاء الشحن والخدمات اللوجستية لمدة 90 يومًا على الأقل، وذلك بعد اندلاع الاضطرابات الأخيرة في البحر الأحمر.
واعتبر أنه مع حلول عطلة عيد الميلاد بنهاية الأسبوع، "ستكون لدينا فترة هدوء من الآن وحتى الثاني من يناير، وبعد ذلك سيصيب التوتر الجميع".
رجال مسلحون يقفون على الشاطئ بينما ترسو السفينة التجارية غالاكسي ليدر، التي استولى عليها الحوثيون في اليمن الشهر الماضي، قبالة سواحل الصليف.
البحر الأحمر.. مبادرة أميركية جديدة في مواجهة الحوثيين
نقل مراسل قناة "الحرة" عن مصادر متعددة، قولهم، الأحد، إن وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، يستعد لإطلاق مبادرة جديدة لتأمين وحماية الملاحة الدولية من الهجمات المتزايدة التي يشنها الحوثيون.
وكشف جان كلاين لاستويس، كبير مسؤولي التشغيل للشحن الجوي في شركة الشحن الألمانية الرائدة "هيلمان وورلد وايد لوجيستيكس"، أن بعض الشركات سريعة الحركة تحاول بالفعل التحول إلى ما يسمى بـ"النقل متعدد الوسائط"، والذي يمكن أن يشمل طريقتين أو أكثر من وسائل النقل.
وقال إن هيلمان: "زاد الطلب على الطرق الجوية والبحرية المشتركة للسلع الاستهلاكية، مثل الملابس والإلكترونيات والمواد التقنية. على سبيل المثال، قد يعني ذلك نقل البضائع أولاً عن طريق البحر إلى ميناء في دبي، حيث يتم بعد ذلك تحميلها على الطائرات".
وأضاف كلاين لاستويس لرويترز: "هذا الطريق البديل يسمح للعملاء بتجنب منطقة الخطر في البحر الأحمر، والرحلة الطويلة حول الطرف الجنوبي لأفريقيا (عبر رأس الرجاء الصالح)".
وأكد بول براشير، وهو نائب رئيس قطاع بمجموعة سلسلة التوريد "آي.تي.إس لوجيستيكس"، أن بعض الشركات "قد تختار استخدام الشحن الجوي للسلع العاجلة أو الحرجة بشكل خاص، لكن التكلفة تعني أنها ليست حلا شاملا".
وفي نفس السياق، قال بريان بورك، كبير المسؤولين التجاريين العالميين في شركة "سيكو للوجستيات"، إن نقل البضائع عن طريق الجو "تزيد تكلفته ما بين 5 إلى 15 أمثال مقارنة مع النقل البحري، الذي لا تزال أسعار شحن الحاويات فيه منخفضة وفقا للمعايير السابقة".
وأضاف بورك، الذي تلقى بالفعل استفسارات من العملاء، أنه "إذا تضاعف الوقت الذي يستغرقه توصيل البضائع إلى المستهلكين، فإن المزيد من شركات الشحن ستتحول إلى النقل الجوي، خاصة بالنسبة للسلع ذات القيمة العالية، مثل الملابس الفاخرة والإلكترونيات باهظة الثمن".
مسار رئيسي
وأعلن، كوري رانسلم، الرئيس التنفيذي لشركة "درياد غلوبال" البريطانية لاستشارات المخاطر البحرية والأمن، أن نحو 35 ألف سفينة تبحر عبر منطقة البحر الأحمر سنويًا، وتنقل البضائع بين أوروبا والشرق الأوسط وآسيا، مما يمثل حوالي 10 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
ويعتمد تجار التجزئة في الولايات المتحدة، بما في ذلك متاجر Walmart وTarget وMacy's وNike، على ذلك المسار الملاحي للحصول على سلع تشمل الأغطية القطنية وفرش الأسنان الكهربائية من الهند، والأحذية من الصين وسريلانكا.
وقال رانسلم: "في ظل تهديد ممتد، ستشهد أسعار الوقود والبضائع المتجهة إلى أوروبا زيادة كبيرة بسبب زيادة تكاليف التحويل حول أفريقيا، والتي يمكن أن تضيف ما يقرب من 30 يومًا إلى العبور اعتمادًا على ميناء الوصول".
تداعيات كارثية.. شظايا عمليات الحوثيين بالبحر الأحمر تصيب لبنان
طالت شظايا استهداف الحوثيين للسفن التجارية في البحر الأحمر، لبنان، مع تغيير شركات شحن عالمية مسار رحلاتها، وما استتبع ذلك من زيادة مسافة ومدة وكلفة الشحن، فتكدّست البضائع اللبنانية برسم التصدير في مرفأ بيروت، وعلت الصرخات المطالبة بتدخل رسمي سريع لحل العقبات التي تقف بوجه عمليات التصدير والاستيراد.
وذكرت شركة Tailwind Shipping Lines، وهي شركة تابعة لسلسلة متاجر "ليدل" الألمانية ذات الأسعار المخفضة، والتي تنقل السلع غير الغذائية لشركة "ليدل"، وكذلك البضائع لعملاء الطرف الثالث، أنها تقوم بشحن البضائع حول رأس الرجاء الصالح في الوقت الحالي.
وأوضحت: "هدفنا هو البقاء قريبًا من جدولنا الزمني قدر الإمكان".
ولا تزال شركات الشحن في حالة جهل بشأن التحالف البحري الدولي الجديد الذي تقوم الولايات المتحدة بتجهيزه، بهدف تحقيق الاستقرار في المنطقة.
وقال مصدر في صناعة الأزياء الإسبانية لرويترز، إنه "من المهم أن تتمكن الشركات الأوروبية من استخدام قناة السويس مرة أخرى لضمان إمدادات الملابس من آسيا".
وقال جيب كلولو، الشريك في مجموعة صناعة النقل التابعة لشركة المحاماة "ريد سميث"، إن توقيت القضايا الأمنية في البحر الأحمر "يزيد من الصعوبات التي تواجه شركات الشحن".
وتعاني قناة بنما من الجفاف الشديد، مما أدى إلى خفض عدد ممرات السفن التي تسمح بها، وبالإضافة إلى ذلك، فإن هناك سباقا لنقل البضائع قبل إغلاق المصانع في العام الصيني الجديد، في الفترة بين 10 و17 فبراير، مما يمكن أن يعطل الإمدادات لمدة شهر أو أكثر".
وفي الوقت نفسه، بدأ أصحاب سفن حاويات كبيرة، في إضافة رسوم، على البضائع المتضررة من اضطرابات البحر الأحمر.
وفي إشعار للعملاء، الأربعاء، أعلنت مجموعة الشحن الفرنسية "سي إم ايه - سي جي أم" عن رسوم قدرها 1575 دولارًا لكل حاوية بحجم 20 قدمًا، و2700 دولارًا لكل حاوية 40 قدمًا، و3000 دولار للحاويات المبردة والمعدات الخاصة للبضائع الراحلة من وإلى موانئ البحر الأحمر.