[ الأسير إبراهيم أبو مخ اعتقل عام 1986 وحكم عليه بالسجن المؤبد (الصحافة الفلسطينية) ]
عضو في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وواحد من 26 أسيرا بقوا في سجون الاحتلال الإسرائيلي رغم توقيع اتفاقية أوسلو، ويعد ثالث أقدم أسير في العالم.
المولد والنشأة
ولد إبراهيم نايف أبو مخ يوم 26 فبراير/شباط 1961 في مدينة باقة الغربية، إحدى مدن حيفا حاليا، بعدما كانت تابعة لطولكرم قبل عام 1948، وله شقيقة واحدة واجه معها ألم اليتم مبكرا، إذ فارق والدهما الحياة وهما في سن الطفولة، حين كان إبراهيم في الرابعة من عمره وأخته في الخامسة.
وبسبب عدم وجود أقارب لهما، وضع إبراهيم في ملجأ بعكا، وأرسلت أخته إلى مركز خاص لرعاية الأيتام في بيت لحم، فلم يلتق بها إلا بعد 16 عاما، وبعدها بعامين تزوجت في مدينة القدس، وعاش إبراهيم في بيت قريب له في باقة الغربية.
الدراسة والتكوين العلمي
بعد نشأة الملجأ، واجه الفتى إبراهيم صعوبات الحياة وحده، وبإرادة التحدي للظروف الصعبة عمل في النجارة ليكمل دراسته الثانوية ويلتحق بالجامعة، وقد طور عمله حتى امتلك منجرة صغيرة.
ومع بدء حياته في السجن عام 1986، فسخ خطوبته، وقال إنه لا يستطيع أن يظلم فتاة مع ظروف حبسه، ثم توجه إلى الدراسة، فالتحق بالجامعة المفتوحة قسم العلوم السياسية وعلم الاجتماع، كما نشط في خدمة رفاقه الأسرى من خلال عمله بالمغسلة لسنوات ومرافق عمل أخرى، وأبدى استعداده لتعليم الأسرى اللغة الإنجليزية والعبرية اللتين يتقنهما.
في الجبهة الشعبية
في ظروف نشأته الصعبة، عُرف إبراهيم بحب المطالعة وملازمة الكتاب، فانفتح على الشأن العام، وتكون لديه توجه يساري قاده إلى الانضمام إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، فكان أحد أفراد مجموعة شاركت في تنفيذ عدد من العمليات ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وأوائل عام 1985، خُطف الجندي الإسرائيلي موشيه تمام، ثم قتل في عملية بمدينة نتانيا بقيت غامضة لا يُعرف منفذها، حتى استطاعت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية الوصول إلى طرف خيط يقودها إلى الفاعل، وتبين لها أن إبراهيم أبو مخ -إلى جانب العديد من الفدائيين الآخرين- على رأس المدبرين والمنفذين لتلك العملية.
الاعتقال
اعتقلت قوات الاحتلال إبراهيم أبو مخ مع ابن عمه رشدي أبو مخ يوم 23 مارس/آذار 1986، وتعرض إبراهيم في أثناء التحقيق لأنواع من التعذيب بهدف إجباره على الاعتراف بالتهم المنسوبة إليه، ثم قضت المحكمة العسكرية في مدينة اللد بالسجن المؤبد المحدد بـ40 سنة، وتنقل إبراهيم بين كل من سجن الجلمة والرملة وبئر السبع وعسقلان والجلبوع ومجدو.
وبقي في نفس إبراهيم حلم ببناء بيت، فطلب من شقيقته التي تعيش مع أولادها وزوجها في مدينة بيت لحم الإشراف على تصميم بناء يحلم بالعودة إليه بعد الخروج من السجن.
وفي عام 2013، وافقت سلطات الاحتلال على إطلاق سراح إبراهيم، ووضع اسمه في الدفعة الرابعة بقائمة الأسرى المحررين بالاتفاق مع السلطة الفلسطينية، ولكن الاحتلال امتنع في الأخير عن تنفيذ الاتفاق.
معاناة المرض في السجن
أوائل فبراير/شباط 2019، عرف الأسير إبراهيم أبو مخ أنه مصاب بسرطان الدم، وأبلغته طبيبة في مستشفى سروكا الإسرائيلي بضرورة عدم التعرض لأي نوع من العدوى لعدم قدرة الجسم على المقاومة بسبب ضعف الجهاز المناعي، كما نصحت طبيب عيادة سجن النقب الصحراوي بإعطاء إبراهيم مجموعة من التطعيمات الخاصة بالرشح والإنفلونزا.
ولكن ظروف الأسر القاسية لم تساعد في علاجه، كما أن انتشار أجهزة التشويش وأجهزة الفحص التي يمر بها أبو مخ كل مرة تعد خطيرة للغاية عليه، فقد أخبرته طبيبة المستشفى أن التلوث الإشعاعي والغذائي خطير جدا عليه.
ومع ذلك يعاني الأسير إبراهيم من القسوة في نقله للعلاج، إذ توضع 4 كلبشات (قيود) في يديه ورجليه، وينقل بالبوسطة (عربة من عربات السجن يقيد داخلها)، إلى ما يسمى المحطة "معبر" ليبيت ليلته فيها، ثم يقيد تحت حراسه مشددة في طريقه للمستشفى، مع الحرص على ألا يراه أحد وعلى أن يبقى رهن القيود في أثناء الفحص، ولا تحرر منه إلا يد واحدة في أثناء الفحص.