قال المحامي والناشط الحقوقي فيصل المجيدي إن إحالة العشرة الصحفيين إلى النيابة الجزائية المتخصصة من الناحية الإدارية هو بمثابة البدء بالتحقيق معهم في قضايا خطيرة متعلقة بأمن الدولة، باعتبار أن مهمة النيابة المتخصصة في الأساس هي التحقيق في الجرائم التي تخص المساس بالأمن القومي للدولة.
ووصف المجيدي في تصريح خاص لـ(الموقع بوست)، هذا الأمر بأنه جريمة خطيرة بكل معنى الكلمة، مشيرا إلى أن استمرار مليشيات الحوثي في حبس هؤلاء الصحفيين لمدة تزيد على سنة يعد مخالفة للقانون، والذي ينص حسب قوله، على وجوب تقديم أي شخص للمحاكمة بعد القاء القبض عليه خلال 24 ساعة، بينما مضى عليهم أكثر من عام في اماكن اختطافهم.
وأضاف المحامي والناشط الحقوقي: "يبدو لي أن المليشيات تحاول التخلص من ضغط المنظمات الحقوقية، ويفترض أن تكون الأمم المتحدة ضاغطة بهذا الشأن، وبالتالي تريد المليشيات القول إن الصحفيين المدنيين المسالمين المحتجزين بالرأي والذين لا يمارسون أعمالا عسكريةK إنهم متهمين بالتخابر مع من يسمونه العدوان".
وأشار إلى أن التهمة الموجهة للصحفيين، مضحكة للغاية، باعتبار أن الحوثيين أنفسهم يذهبون الآن إلى المملكة العربية السعودية، والتي كان آخرها العديد من الاتفاقيات مع المملكة، وبالتالي إن أرادوا أن تكون هذه التهمة، فينبغي أن يتهم محمد عبدالسلام الناطق باسم جماعة الحوثي ورئيس وفد الجماعة في مفاوضات الكويت وفقا لهذا المنظور، حسب قوله.
وتابع المجيدي متحدثا لـ(الموقع بوست): "هي ليست إلا لعبة سياسية لا اكثر، وبعيدة تمام عن القانون والدستور ولا تترتب أي اجراءات قانونية باعتبار أن عملية الاختطاف في الاساس غير مشروعة مطلقا مؤكدا انه لا توجد سلطة قائمة وفقا للقانون والدستور".
وأردف قائلا: "صحيح أن هناك سلطة أمر واقع تنفذ مسئولية جنائية لا تسقط بالتقادم باعتبار أن اختطاف الصحفيين في الأساس جريمة من جرائم الحرب المنصوص عليها في اتفاقيته الرابعة".
وقال المجيدي: "يبدو أن هناك رغبة من المليشيا للتخفيف من الضغوط ومن ثمَ سيحاولون تلفيق اي تهمة لهؤلاء الصحفيين حتى يتخلصوا من المطالبات الدولية لإطلاقهم باعتبارهم مخفيين قسريا حيث سبق أن أخفوا قسريا ثم الآن أصبحوا مختطفين".
وأشار إلى أن الأمر لا يتعدى لتقديمهم لمحاكمات شكلية يتخففون من الضغوط باعتبارهم مدنيين ولا علاقة لهم بما يدور في أرض المعركة.
وأحالت مليشيا الحوثي والمخلوع صالح عشرة صحفيين إلى النيابة الجزائية المتخصصة بالعاصمة صنعاء، بعد احتجازهم لأكثر من عام في سجونها. وذكر مصدر في عائلة أحد الصحفيين العشرة أنه من المقرر أن تبدأ الخميس جلسات التحقيق مع الصحفيين العشرة المحتجزين لدى المليشيا".