قال الدكتور والأكاديمي وديع العزعزي أستاذ قسم التلفزيون بكلية الإعلام، جامعة صنعاء أن السمعة الأكاديمية للجامعة باتت في خطر.
وأوضح العزعزي في منشور له على صفحته الشخصية بموقع "فيسبوك"، "أن ما تعرضت له جامعة صنعاء وما تزال من ممارسات وانتهاكات خطيرة من قبل المليشيات الحوثية يثير مخاوف الكثير من الأكاديميين والمهتمين بالتعليم العالي في اليمن.
ولفت إلى أنه بسبب تلك الممارسات التي ستؤثر على سمعة الجامعة العلمية، قد تتسبب في سحب الاعتراف بشهاداتها ووثائقها، من قبل المؤسسات الدولية وفي المقدمة اليونسكو، في ظل سيطرة تلك المليشيات على رئاسة الجامعة وإدارتها للجامعة والعملية الاكاديمية خارج إطار القانون.
وذكر العزعزي أن من أبرز الانتهاكات التي مارستها المليشيات المسلحة بحق الجامعة، اقتحامها للحرم الجامعي بشكل مستمر، والاعتداء على أعضاء هيئة التدريس الرافضين لتدخل المليشيات، واختطافهم وتهديدهم.
وأضاف العزعزي أن من بين الانتهاكات أيضا تعيين رئيس للجامعة ونواب له بالقوة، وبما يخالف القانون، وكذا ممارسة صلاحية المجالس العلمية، وإصدار قرارات مخالفة للقانون في الجوانب الأكاديمية والإدارية والمالية، وتعيين عمداء كليات ونواب لهم بالقوة وبطريقة مخالفة للقانون، والتدخلات السافرة في رصد الدرجات والعبث بالكنترولات وإضافة درجات للطلاب المنتميين للمليشيات بذريعة أنهم "مجاهدين".
ومن تلك الانتهاكات، حسب العزعزي، العبث بشروط ومعايير القبول للطلاب والسماح بدخول الطلاب التابعين لهم بدون امتحانات قبول سيما في الكليات العلمية الطب وطب الاسنان والصيدلة والحاسوب والهندسة، وتقييد حرية العمل النقابي، وتعرض رئيس النقابة للاعتداء والخطف، والتهديد المستمر لأعضاء الهيئة الادارية للنقابة أعضاء هيئة التدريس بجامعة صنعاء.
وقال الدكتور العزعزي "من المعروف أن سمعة أي مؤسسة وقدرتها على المنافسة تعتمد على جودة برامجها وخدماتها، وهو الأمر الذي يعتمد بدوره على وجود قاعدة من معايير الجودة، ويتطلب تحقيقه وجود إدارة عالية الكفاءة تعتمد على التخطيط الاستراتيجي لكي تحدد مستويات الجودة التي تهدف إلى تحقيقها".
وأشار إلى أن التصنيفات الدولية تعتمد على مؤشرات معينة يركز معظمها على البحث العلمي والنشر والسمعة الأكاديمية، مؤكدا أن ما حققته بعض الجامعات الدولية من سمعة عالية لم يتحقق في يوم أو ليلة، بل عبر عشرات السنين من الصدارة في البحث العلمي والتعليم الجامعي – حسب قوله.
ولفت إلى أن الجامعات في دول العالم تحرص على رفع مستوى خدماتها التعليمية وجودتها، وتطبيق المعايير الأكاديمية في كل برامجها، والالتزام بتنفيذ القانون في عملها الأكاديمي والإداري، من أجل الحصول على شهادة الاعتماد الأكاديمي من مؤسسات الاعتماد الاكاديمية الدولية أو من أجل المنافسة في التصنيفات العالمية للجامعات - حسب قوله، ومن أجل ضمان سمعة إيجابية للجامعة واستمرار الاعتراف بالشهادات التي تمنحها لخريجيها من قبل المؤسسات التعليمية الدولية وفي مقدمتها منظمة ( اليونسكو ).
وأكد أن سمعة أي جامعة تعتمد على سمعة الدراسة فيها من حيث جودتها وشهرتها من ناحية التميز التعليمي من كافة جوانبه، وبما تتمتع به الجامعة من قدر كبير من الاستقلالية الأكاديمية، ومدى التزامها بالقوانين المحلية والاتفاقات الدولية ذات الصلة بالتعليم العالي، فيما يتعلق بمختلف جوانب العملية التعليمية، بدءً من احترام الحرم الجامعي واستقلالية الجامعة، وسلامة تعيين رئاسة الجامعة وقيادتها(نواب رئيس الجامعة وعمداء الكليات وغيرهم)، ودقة ونزاهة اجراءات قبول الطلاب في الكليات، ودقة ونزاهة اجراءات تعيين أعضاء هيئة التدريس وفق المعايير المحددة بالقانون.