لا يخلو منزل في العاصمة صنعاء والمدن التي تسيطر عليها الميليشيات الانقلابية من أنين المعاناة وآهات الخوف في ظل انتشار الجرائم الجنائية بشكل ملحوظ واستمرار انهيار العملة اليمنية وارتفاع الأسعار وسط تعسر الكثير من المؤسسات الحكومية والخاصة بالوفاء بالتزامها تجاه موظفيها.
وتشهد العاصمة صنعاء انتشارا وترويجا للبضائع المنتهية الصلاحية بأسعار مرتفعة، واتساع رقعة السوق السوداء التي تحظى بدعم ومباركة من الميليشيات الانقلابية مما يزيد من تفاقم الأوضاع الاقتصادية وتدهورها بشكل غير مقبول لدى غالبية قاطني محافظات صنعاء، ذمار، وعمران والحديدة، وإب وحجة.
ووصف المواطن محمد الدبعي الوضع في صنعاء ومدن السيطرة الحوثية بأنه إجرام وحصار من نوع آخر، ففي حين تشهد تعز الموت بالقتل فإن الانقلابيين يفرضون علينا الموت البطيء من خلال التجويع وإغراق الأسواق بالبضائع السامة والمنتهية الصلاحية.
وأفاد سعر غاز الطهو وصل إلى قرابة 7 آلالف ريال يمني، للأسطوانة، وسعر الدبة البترول في السوق السوداء يتجاوز الـ12ألف ريال يمني ولا نجده، كما أن سعر الصرف الدولار ارتفع إلى 310ريالات، والريال السعودي 85ريالا يمنيا وهذا بحد ذاته جريمة تضاف إلى الجرائم، ومحاولة لإنهاك الشعب اليمني ونقل مزيد منهم إلى رصيف التسول.
وقال «الدبعي» هناك آلاف الأسر تتقطع حزنا حينما تشاهدها ليس لديها ما يسد رمقها وهم في العاصمة صنعاء فما بالك ببقية المحافظات التي تعاني من الإمعان في الإجرام الحوثي، مبينا بأن الحوثيين لم يكتفوا بالتجويع بل إنهم يداهمون بين حين وآخر بعض الأحياء بناء على بلاغات كيدية وينهبون مدخرات بعض الأسر التي يمكن لديها ما يسد رمقها لبعض الأيام.
وقال تاجر الجملة (س .ع) غلاء البترول وارتفاع سعر الدولار وانعدام المواد الأساسية لا يشكل أي تحد للتاجر ولكن التحدي الأكبر حينما تداهمك مجموعة مسلحة لدفع كذا مليون لدعم ما يسمى بالمجهود الحربي ما لم فإنك ستعيش وأنت خلف القضبان وتدفع أكثر مما طلب منك، موضحا بأن سلطة الأمر الواقع هي من فرضت المعاناة على الشعب اليمني بكامله وليس بأيدينا إلا أن نتعامل معه حتى لا نتعرض للإفلاس مع أن الكثير من سرح عماله وآخرين، باع بعض من وسيارات التوزيع لتغطية النفقة فالواقع كل يوم يتغير إلى الأسوء لا إلى الأفضل وللأسف الشعب لا يفهم إلى أين ذهب أشبه المخدر من الجوع والخوف.