أكد المحافظ نبيل شمسان، الأربعاء، أن تعز أوقفت تمدد مشروع الحوثيين وقوضت أحلامهم في السيطرة على اليمن الأمر الذي جعلها عرضة لأطول حصار في التاريخ.
جاء ذلك خلال ندوة نظمها الحزب الإشتراكي اليمني بتعز، بعنوان "حصار تعز.. قراءة اقتصادية وسياسية".
وقال المحافظ شمسان، إن جماعة الحوثي تدرك أن تعز هي التي أوقفت تمدد مشروعها الطائفي العنصري البغيض وقوضت أحلامها في السيطرة على اليمن بأكمله والانفراد بحكمه وكانت حجرة عثرة في طريق هذا المشروع التدميري.
وأضاف بأن الحوثيين يدركون أن حصارهم لتعز ليس للطرق والمنافذ فقط بل هو حصارا للثقافة والعلم والحرية والديمقراطية والجمهورية والانسانية والحقوق وتقرير المصير للشعب اليمني كونها حاملة المشروع الوطني وموطن الثورات والتحرر.
واعتبر المحافظ شمسان، أن مرور 3000 يوم من الحصار لتعز، يعد جريمة بحق الانسانية بأكملها وأن أنظار العالم والجهود الدولية يجب أن تتوجه صوب هذه الجريمة لإنهاء الحصار وآثاره الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية.
وأشار إلى أن المطالبة بإنهاء أطول حصار في التاريخ ليس تسولا كما يظن البعض بل هو حق واجب على المجتمع الدولي للوفاء بالتزاماته المتكررة في إنهاء الحصار بالطرق السلمية للحيلولة دون الدفع بأبناء تعز جبرا لفك الحصار بمزيد من إسالة الدماء والمزيد من الحرب والدمار والخراب".
ولفت إلى أن "من فك حصار السبعين يوما عن صنعاء ليس عاجزا عن فك حصار تعز وأن تعز أكبر من مشاريع السلالة والحوثيون يدركون ذلك".
وأكد المحافظ أن التقارير والملفات امتلأت بأرقام المعاناة الناجمة عن الحصار منوها بتنفيذ عدد من المشاريع لتخفيف حدة المعاناة وخصوصا شبكة الطرق وتشغيل ميناء ومطار المخا والعمل على انجاز مشاريع لتوفير الطاقة الكهربائية والتنسيق وتسهيل عمل المنظمات الدولية للإسهام في تخفيف المعاناة بمشاريع مستدامة.
من جهته أكد سكرتير أول منظمة الحزب الاشتراكي اليمني بمحافظة تعز الرفيق باسم الحاج على أهمية إنهاء الحصار المفروض على المدينة بشكل عاجل لإنهاء المعاناة الانسانية المستمرة منذ 3000 يوم حصار.
واشار الحاج إلى أن تصريحات قيادات عسكرية وسياسية حوثية متعلقة بالطرق في تعز وأنها غير مغلقة مؤكدا أن هذا خطاب مضلل وغير مسؤول، وبـ "خصوص أنهم على تواصل معنا.. نحن طلبنا في غير مناسبة تفاوض سياسي جدي لحلحلة هذا الملف ولكن لم يتم الانتقال لخطوات عملية وهذا أمر يعتمد على جدية الحوثيين في فتح الطرق وحلحلة الملف الإنساني برمته".
وأضاف: "لا يوجد لدينا في تعز أي مشكلة لفتح الحصار، لا سلطة محلية ولا عسكرية ولا حزبية، نحن منفتحين لأي وساطات محلية أو دولية او مفاوضات سياسية يمنية يمنية مادامت تخدم عملية السلام وتخدم فتح الحصار عن تعز".
واضاف الحاج: "تعز لا زالت بكل قواها غير ممانعة لحلحلة ملف الحصار، وأي حوار يؤدي إلى فتح الحصار وتحييد المنشآت الحيوية سنرحب به ومستعدين لأي نقاشات بهذا الشأن وليس لدينا أي تحفظات".
وأردف الحاج: "إذا كان الحوثيون جادين في ملف إنهاء الحصار فعليهم تقديم مخاوفهم ونحن مستعدون للتجاوب معها". مؤكدًا: "نختلف سياسيًا، لكن هذا الملف الإنساني والطرق والمنشآت العامة والخدمية ومصالح المواطنين يجب أن تبقى محيدة".
وأشار إلى أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية استمرار التعامل مع ملف الحصار كملف سياسي فيما هو ملف انساني بحت لا يمكن القفز عليه نهائيًا، حيث تعاطى المجتمع الدولي مع الملف الإنساني بانتقاء ولم يتعامل معه كحزمة متكاملة.
ولفت الحاج الى أهمية تحييد المنشآت الاقتصادية والحيوية كالمياه والكهرباء والموانئ عن التوظيف السياسي، أو الاستهداف العسكري سواء بالصواريخ أو الطيران المسير، لما يترتب على استهدافها من اضرار على مصالح المواطنين وأمنهم المعيشي.
وأضاف: "نتج عن تجزئة وتقسيم تعز وخنقها اقتصاديًا، سحب شبابها من مواقع العمل والإنتاج والتعليم وتحويلهم إلى خزان بشري لرفد وتغذية المكونات المليشاوية، بالإضافة إلى أنه أعاق أبنائها من القيام بدورهم في الانتصار للمشروع الوطني ومواجهة مشاريع التفكيك".
واستعرض أستاذ الاقتصاد بجامعة تعز الدكتور محمد قحطان احصائيات عن اضرار الحرب والحصار على القطاعات الاقتصادية في محافظة تعز.
وأكد قحطان أن حجم الاضرار التي لحقت بالوحدات الإدارية والاقتصادية في محافظة تعز بسبب الحرب والحصار تجاوزت 2.6 مليار دولار حتى نهاية عام 2020 فقط.
بدورها استعرضت رئيسة فرع اللجنة الوطنية للمرأة بمحافظة تعز الأستاذة صباح الشرعبي جوانب من معاناة المرأة التعزية بسبب الحصار المستمر على المدينة للعام التاسع على التوالي.
وطالب المشاركون في الندوة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالضغط على الحوثيين لإجبارهم على إنهاء الحصار المستمر على تعز وإيقاف معاناة المدنيين.