[ وفدا السعودية وعمان مع جماعة الحوثي بصنعاء ]
كشف مصدر ديبلوماسي عربي في مسقط، وفق ما تُظهره وثائق سرّية أن هناك مخارج يجري التداول بشأنها للوضع في اليمن.
ونقلت صحيفة الأخبار اللبنانية المقربة من حزب الله عن المصدر قوله، إن من بين المخارجا تشكيل مجلس رئاسي تشارك فيه جماعة الحوثي إلى جانب بقيّة الفرقاء، وتقسيم الدولة إلى خمسة أقاليم إدارية، وإبداء مرونة في شأن مطلب نزع سلاح الحركة.
وبحسب المصدر فإن "المجلس الرئاسي" اليمني الذي شكّلته السعودية والإمارات برئاسة رشاد العليمي، لا يمتلك حظوظاً حقيقية للنجاح بسبب عدم التجانس بين أعضائه.
وقال إن التطوّرات في اليمن باتت تستدعي العمل على إصدار قرار أممي جديد بديل من القرار 2216، يواكب المتغيّرات ويلبّي مصالح جميع الأطراف.
وبحسب الوثائق نفسها، انتقد سفير الحكومة اليمنية في الرباط، عز الدين الأصبحي، أمام ديبلوماسيين، المفاوضات بين السعودية والحوثيين. وقال في اللقاء الذي عقد مطلع هذا العام، إن حكومته مغيّبة عن المفاوضات والمعلومات المتصلة بها. واعتبر أن هناك تقديراً خاطئاً لدى السعودية في التعامل مع الوضع اليمني، ولا سيما في ما يتعلّق بالتفاهم حول ترتيبات أمنية تمنح «أنصار الله» اعترافاً بالسيطرة على الحدود بين المملكة وشمالي اليمن.
ووصف السفير اليمني في واشنطن، محمد الحضرمي بدوره، السعودية بـ"مهندسة الهدنة" في اليمن. وقال لديبلوماسيين عرب وأجانب إن المملكة ضغطت لتمرير الهدنة في نيسان 2022، وإن الجانب اليمني الرسمي لم يكن موافقاً على بعض ما جاء في بنودها.
وبحسب الصحيفة فإن سفير السعودية في اليمن، محمد آل جابر، أبلغ سفراء دول "التحالف العربي" في الرياض في نيسان 2022، أن الحرب في اليمن طالت أكثر من اللازم، ولم يتمكّن أيّ طرف من حسم الموقف فيها لمصلحته. كما اعتبر أن الحكومة التي كان يقودها عبد ربه منصور هادي لم تنجح في إدارة الأزمة. وتطرّق آل جابر إلى نتائج «المشاورات» التي نظّمتها الرياض بين أطراف يمنية عدّة وتغيّبت عنها «أنصار الله»، وطلبت تقديم تأييد علني لها من دول «التحالف»، وفق مصدر ديبلوماسي اطّلع على فحوى اللقاء.
وفي روايته لظروف إعلان الهدنة في اليمن بين الحوثيين والقوات الموالية للتحالف الذي تقوده السعودية، قال وزير خارجية اليمن الأسبق، عبد الملك المخلافي، في حديث مع ديبلوماسيين أجانب في الأردن، إن وزير الدفاع السعودي، خالد بن سلمان، مارس ضغوطاً على الرئيس اليمني الموالي للرياض، عبد ربه منصور هادي (قبل عزله)، وطلب منه تقديم مقترحات يمكن أن تسهم في تغيير الوضع على الأرض.
وأكد له أن السعودية قد تضطرّ في حال عدم تغيّر المعطيات خلال فترة قصيرة، إلى سحب قواتها من اليمن والتسليم بنصف خسارة بدلاً من خسارة كاملة.