[ حيدر أبو بكر العطاس ]
خصص رئيس الوزراء الأسبق ومستشار رئيس الجمهورية اليمنية حيدر أبو بكر العطاس، مساحة واسعة في حديثة الأول من داخل البلاد مع قناة حضرموت، عن الحراك السياسي الذي قاد إلى الذهاب نحو وحدة إندماجية رفضها أغلب الجنوبيين وسعى لها الرئيس الأسبق علي عبدلله صالح بضغط وتدخل من دولة العراق.
وقال "العطاس" في زيارته الأولى لليمن منذ اندلاع حرب صيف 94، إن مشروع الوحدة اليمنية جاء انطلاقا من الشعارات القومية التي نشأت بعد نكسة فلسطين 48 لتوحيد الأمة العربية ومواجهة اسرائيل، حيث تم التعاطي مع هذه الدعوات بصورة عاطفية والدخول بوحدة اندماجية.
وأضاف أن رئيس جمهورية اليمن الشعبية عبدالفتاح اسماعيل وقع في الكويت مع نظيره رئيس الجمهورية العربية اليمنية علي عبدالله صالح على وحدة اندماجية، الأمر الذي دفع لعزل ونفي عبدالفتاح اسماعيل إلى خارج البلاد، بسبب عدم رغبة الجنوبيين لوحدة اندماجية بالاضافة إلى ضغوط دولية رافضة لهذا التوقيع.
وأشار إلى أن سلطة صنعاء استغلت أحداث عام86 وهروب عدد من الجنوبيين إلى صنعاء للضغط نحو الوحدة، حيث قطع علي صالح علاقته بالجنوب، فرفض الجنوبيون هذا الاسلوب وتدخلت ليبيا، مضيفا أنه ذهب إلى ليبيا كرئيس لوفد الجنوب بيما كان صالح رئيسا لوفد الشمال للمطالبة بوضع آلية لعودة الجنوبيين من صنعاء بعد العفو عنهم، لكن الأخير تحجج أن الحل للمشاكل هي الوحدة.
وتابع: "أمين عام الحزب الاشتراكي علي سالم البيض وقع مع علي صالح على وحدة اندماجية بضغط وتدخل من الرئيس العراقي حينها صدام حسين الذي كان يستعد لاجتياح الكويت وإنهاء صوت الجنوب الرافض للحروب"، مشيرا إلى أن الحزب ذهب نحو عزل البيض نتيجة الذهاب نحو وحدة إندماجية لكن الجنوبيين كانوا حينها منقسمين.
وأضاف بأنه تم توقيع على الاتفاقية في نوفمبر 1989، على أن تكون الوحدة بعدها بعام، متهما علي صالح والعراق بالتأمر وتقديم موعد الوحدة إلى 22 مايو 1990، خوفا من حدوث أي تغيير في أوساط الجنوبيين.
وأكد "العطاس" أن فشل استمرار الوحدة، بسبب عدم التوافق بين النظامين، لوجود نظام وقانون في الجنوب، وفي الشمال قال بأنه لا يوجد شيء، لافتا إلى أن "علي صالح رفض مشروع قدم من قبله لإنهاء المركزية والعودة لحكم محلي بعد اقراره من قبل مجلس النواب وعندما فشل ذهب صالح إلى اغتيال المعارضين".
كما تحدث رئيس مجلس الوزراء الأسبق عند قيام الوحدة بشكل واسع عن تفاصيل وثيقة العهد والاتفاق وصولا إلى إلغاء رحلته إلى الصين ومنعه من الوصول للعاصمة صنعاء للقاء السفير الأمريكي، وتفجير صالح للوضع العسكري بمحافظة ذمار.