[ المبعوث الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ ]
وصف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، الوضع في اليمن بـ "المعقد"، داعيا الأطراف اليمنية لتقديم تنازلات للوصول إلى إتفاق سياسي شامل لإنهاء الأزمة التي تشهدها البلاد منذ ثماني سنوات.
جاء ذلك خلال مقابلة تلفزيونية أجراها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ مع شبكة تلفزيون الصين الدولية.
وقال غروندبرغ بإن "الأوضاع في اليمن من منظور إنساني واقتصادي ما زالت متردية والوضع صعب، ولا شك في أنَّ اليمن سيحتاج إلى الدعم من المجتمع الدولي في الفترة القادمة".
وأضاف بأنه وخلال السنة الماضية "رأينا تطورًا إيجابيًا على المسارين السياسي والعسكري، فقد أُبرِمَت هدنة قبل أكثر من سنة من خلال عملي أنا ومكتبي، وما زالت بنود الهدنة قائمة إلى حد كبير حتى هذا اليوم. والفرصة متاحة الآن أمامنا إذا ما أحسنت الأطراف التدبير وشارك الجميع مشاركةً بنَّاءة. فيمكننا أن نخطو الخطوة القادمة للسعي إلى اتفاق يجمع الأطراف لتنفيذ هدنة أكثر تضافرًا وانتهاج خطوات نحو عملية سياسية ووقف لإطلاق النار في جميع أنحاء اليمن. وأرى في ذلك فرصة يجب أن يغتنمها اليمنيون والمجتمع الدولي للمضي قدمًا".
وأوضح المبعوث الأممي، أن اليمنيين أثبتوا قادرون على تحقيق نتائج إذا اتفقوا، مشيرا إلى الهدنة كمثال مهم في هذا الصدد، وإلى إطلاق سراح المحتجزين قبل العيد مباشرة، واصفا ما جرى بأنه: "كان إنجازًا مهمًا بحد ذاته، وهو إنجاز مهم من الأطراف حيث أثبتوا للشعب اليمني أن بإمكانهم الاتفاق وأن الدبلوماسية ممكنة".
وأفاد بأن الأمم المتحدة ستواصل عملها لإيجاد حل مستدام للنِّزاع، والعثور على حلول ملموسة، غير أنه أكد أن الوصول إلى حل شامل ليس أمرا سهل المنال، وأنه يتطلب تقديم الطرفين للتنازلات للوصول إلى اتفاقية بذلك المستوى.
وأشار إلى أن الوضع الحالي تجري فيه مناقشات مستمرة على مستويات مختلفة لدعم جهود الوساطة التي تبذلها الأمم المتحدة لتقديم مقترحا إلى الأطراف يمكنهم الاتفاق عليه ويسمح بإجراء مفاوضات من أجل وقف دائم لإطلاق النار.
ونفى المبعوث الأممي أن تكون الحكومة اليمنية في اليمن، وأنها تعمل من عدن، مشيرا إلى أنه يسعى إلى ضمان الوصول إلى وضع تتفق فيها الأطراف على الدخول في عملية سياسية والاتفاق على نهج منظم لحل الخلافات عن طريق التفاوض.
وعن التقارب الإيراني السعودي قال غروندبرغ بأنه رحب به وأنه يعتقد أنَّ اليمن له مصلحة في تعزيز قنوات الاتصال المفيدة والصحية وتمتينها بين جميع جيران اليمن إذا أرد المجتمع الدولي دعم اليمن للخروج من التحديات الحالية، مؤكدا أن الاتفاق بين إيران والسعودية لا شك في أنه سينعكس على دعم التقدم في المسار اليمني.
وأشار إلى أن الوضع في اليمن في غاية التعقيد ولا ينحصر على العلاقة العامة بين إيران والسعودية، لافتا إلى أن الاتفاق السعودي الإيراني يمكن أن يساعد، لكنه لن يحل الوضع بالكامل، مؤكدا أن "حل النِّزاع هو أمر في يد اليمنيين في النهاية".
وحول الدور الصيني قال غروندبرغ، إن الصين واحدة من القوى العظمى في العالم وعضو دائم في مجلس الأمن ويمكنها ممارسة الضغط أيضًا للتأكد من اتخاذ جميع الخطوات الضرورية ودعم الجهود المستمرة التي تبذلها الأمم المتحدة.
وتحدث المبعوث الأممي عن الوضع في اليمن وأثر الحرب فيها وما تسببت به من معاناة إنسانية كارثية، مشددا على أن الحاجة قائمة لتقديم المجتمع الدولي الدعم إلى اليمن في المستقبل المنظور، مشيرا إلى أن العمل المتواصل الذي يبذله غروندبرغ على المسار السياسي سيساهم في تيسير الانتقال من الدعم الإنساني الصرف إلى التنمية بعيدة الأمد، مستدركا أنَّ حدوث ذلك مرهون باتخاذ الخطوات الجادة لوصول كافة الأطراف نحو وقف إطلاق شامل للنار في عموم اليمن والدخول في عملية سياسية للحصول على ثقة المانحين في أنَّ التنمية ستكون ممكنة.