[ طلاب يمنيون عالقون في السودان بسبب الحرب ]
اتهم مركز دراسات، الحكومة اليمنية بتجاهل قضية إجلاء اليمنيين العالقين في السودان الذي تشهد حربا منذ قرابة شهر بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع.
وقال المركز في تقرير حديث له إن اليمنيين العالقين هناك وقعوا بين فكَّي كمَّاشة، في اقتتال دموي عنيف بين الأطراف السودانية المتنازعة، وبين بلدهم الموبوءة بالحرب منذ أكثر مِن ثمان سنوات، والعاجزة عن استقبالهم.
وأضاف "في الوقت الذي قامت فيه المملكة العربية السعودية بإجلاء أكثر مِن (5) آلاف عالق في السودان، وفقا لمصادر رسمية، مِن مواطني نحو (97) جنسية، بحرًا وجوًّا، مِن مدينة بورت سودان الساحلية، على الضفة الغربية للبحر الأحمر، إلى مدينة جدَّة على الضِّفة الشرقية للبحر الأحمر بالسعودية، بينهم أكثر مِن (450) عالق يمني، منذ بداية الحرب السودانية وحتى نهاية أبريل الماضي، بينما لا يزال غياب الحكومة اليمنية عن إجلاء بقية العالقين اليمنيين في السودان هو الطَّاغي حتَّى الآن، والذين يقدَّرون بالآلاف".
وأشار المركز إلى انعدام التنسيق الحكومي مع الجانب السعودي في عملية الإجلاء.
ونقل المركز عن عالقين يمنيين في السودان قصصًا مروعة لما تعرَّضوا له خلال فترة الاقتتال بين الفرقاء السودانيين، وقالوا: هربنا مِن ويلات الحرب في بلادنا اليمن بحثًا عن الأمان لنتفاجأ باندلاع الاقتتال الداخلي في السودان، والذي وضعنا في موقف حرج جدًّا، وزاد مِن معاناتنا انعدام جهود الحكومة اليمنية التي غابت عن تقديم كافة الخدمات عنَّا في الخارج.
وأفاد عالقون بتعرضهم للجحيم خلال موجات الاقتتال الداخلي في السودان، مشيرين إلى أنه بعد وصولهم إلى مدينة بورت سودان، مِن أجل إجلائهم إلى اليمن تفاجأوا برفض فرق الإجلاء السعودية إجلاؤهم أسوة بزملائهم اليمنيين الذين تمَّ إجلاءهم في السَّابق، في دفعتين عبر البحر إلى مدينة جدَّة، بمبرِّر عدم وجود تواصل وتنسيق مِن قبل السلطات اليمنية معها، في ظلِّ الغياب الكامل لتحرُّكات الحكومة اليمنية في هذا الصدد.
وقالوا: "مضى عليهم أكثر مِن أسبوعين في مدينة بورت سودان في وضع مأساوي، حيث تمَّ إجلاء حوالي 400 يمني فقط مِن السودان، عبر المندوب السعودي هناك، بدون تنسيق أو تدخُّل مِن السفارة اليمنية في الخرطوم، وتفاجأوا بعدها بإيقاف إجلاء اليمنيين بشكل كامل".
وأضافوا أنَّ المندوبين السعوديين في بورت سودان قاموا بإجلاء مواطنين مِن كافة الدول العربية والأجنبية، بما في ذلك مواطنين إيرانيين، بينما يرفضون حاليًّا إجلاء المواطنين اليمنيين العالقين في السودان.
وبحسب المركز فإن عدد اليمنيين العالقين في بورت سودان يتجاوز (2,500) يمني، حاليًّا، والعدد في تزايد مستمر مع وصول أعداد جديدة إليها بشكل يومي.
ولفت إلى أن أغلب المجلون إلى بورت سودان يفترشون الشوارع لانعدام المأوى، بينما المحظوظين مِنهم مَن وجدوا مكانًا يأويهم في ميناء بورت سودان، أو في صالة مناسبات، قسمت نصفين جزء مِنها خُصِّص للنساء والنصف الآخر للرجال، يفصل بينهما ستار قماشي فقط.
ووفقا للتقرير فإن دور السفارة اليمنية في الخرطوم كان غائبا وأنَّ دور وزارة الخارجية وحضور الحكومة اليمنية عمومًا كان ضعيفًا للغاية، ولم يرق لمستوى حجم الكارثة، حيث لم يكن بالمستوى المطلوب، وكانت التصريحات الرسمية متخبِّطة والالتزامات الحكومية المالية قليلة، ووصل جزء مِنها فقط.
وطالب العالقون اليمنيون في السودان الحكومة اليمنية بالتحرُّك العاجل لإنقاذهم مِن الوضع المأساوي الذي يعانونه هناك منذ اندلاع المواجهات المسلَّحة في السودان الشهر الماضي، كما ناشدوا المجتمع الدولي لإنقاذهم جرَّاء تقصير حكومة بلادهم، وغياب جهودها الميدانية لإجلائهم مِن السودان، إثر الغياب شبه الكلي للدولة اليمنية، جرَّاء الحرب الدائر في اليمن، منذ ما يزيد عن ثمان سنوات.