[ الاشتباكات مستمرة في الخرطوم منذ 15 أبريل/نيسان الماضي (الأناضول) ]
قالت الخارجية السعودية إن ممثلين عن القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع بدؤوا السبت محادثات تمهيدية في مدينة جدة لوقف إطلاق النار، وتسهيل وصول مساعدات إنسانية طارئة إلى السودان.
وأوضحت الخارجية السعودية في بيان أن المحادثات استمرت أمس الأحد، و"ستستمر الأيام التالية على أمل الوصول إلى وقف فعال ومؤقت لإطلاق النار".
ووفقا للبيان الصادر مساء أمس الأحد، فقد "حثت السعودية والولايات المتحدة الطرفين على الانخراط في المحادثات بهدف تحقيق وقف فعال قصير المدى لإطلاق النار، والعمل على تسهيل وصول المساعدات الإنسانية الطارئة".
وأضافت الخارجية السعودية أن هذه المحادثات تهدف أيضا لوضع جدول زمني لمفاوضات موسعة للوصول إلى وقف دائم للأعمال العدائية.
وحثت الرياض طرفي النزاع على "احترام وقف إطلاق النار القائم حاليا، والامتناع عن أي أعمال استفزازية على الأرض للحفاظ على مناخ إيجابي للمحادثات التمهيدية الحالية".
وكان المتحدث باسم الجيش السوداني العميد نبيل عبد الله قال للجزيرة إن التفاوض يبحث آليات تمديد الهدنة ولا يشمل أي اتفاق نهائي لوقف إطلاق النار أو قضايا سياسية.
الوضع الميداني
ميدانيا، استمرت الاشتباكات وسط العاصمة أمس الأحد، وفقا لما أفاد به مدير مكتب الجزيرة المسلمي الكباشي، فقد سُمع دوي القذائف في مواقع مختلفة وسط الخرطوم وفي منطقة الخرطوم بحري.
وسمعت أصوات أسلحة ثقيلة وخفيفة بشكل متقطع في محيط القصر الجمهوري، كما حلقت طائرات حربية في سماء العاصمة.
لكن مدير مكتب الجزيرة أشار إلى أن بيانات الطرفين عن التطورات الميدانية أمس الأحد لم تتحدث عن اشتباكات لها نتائج جديدة على الأرض، وأضاف أن الجيش أعلن إلقاء القبض على ما قال إنها مجموعة من القناصة تابعة لقوات الدعم السريع في منطقة الخرطوم وسط.
وفي الأثناء، بحث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في أديس أبابا تطورات الأزمة في السودان، وأعرب عن قلقه إزاء تداعيات الأزمة على دول الجوار.
كما وصل مفوض الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث أمس الأحد إلى مدينة جدة لإجراء محادثات بشأن السودان.
وقالت المتحدثة باسم الأمم المتحدة إري كانيكو إن غريفيث "في جدة حاليا، وهدف زيارته هو بحث القضايا الإنسانية المتعلقة بالسودان".
وأكد مسؤول أممي أن غريفيث سيلتقي في جدة ممثلين عن طرفي النزاع، لكن ليس هناك أي مؤشر على إمكان مشاركته في المحادثات حول التوصل إلى هدنة جديدة، حسب قوله.
وكانت الولايات المتحدة والسعودية أعلنتا -في بيان مشترك مساء الجمعة الماضي- بدء "محادثات أولية" في جدة بين ممثلي القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع. وحث البلدان طرفي النزاع في السودان على "الانخراط الجاد" في هذه المحادثات حتى التوصل إلى وقف لإطلاق النار وإنهاء النزاع.
ومنذ اندلاع المواجهات يوم 15 أبريل/نيسان الماضي، تشهد العاصمة الخرطوم حالة من الفوضى.
وأسفرت المعارك المستمرة منذ 22 يوما عن سقوط 700 قتيل و5 آلاف جريح، حسب بيانات موقع "النزاعات المسلحة ووقائعها" "إيه سي إل إي دي" (ACLED)، فضلا عن نزوح 335 ألف شخص ولجوء 115 ألفا إلى الدول المجاورة.
ومع استمرار المعارك، تحذر الأمم المتحدة من احتمال أن يعاني 19 مليون شخص من الجوع وسوء التغذية خلال الأشهر المقبلة.
وقال فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، يوم الجمعة الماضي، إن برنامج الأغذية العالمي يتوقع أن "يرتفع عدد الأشخاص الذين يعانون فقدانا حادا في الأمن الغذائي في السودان إلى ما بين مليونين و2.5 مليون شخص".