افرجت جماعة الحوثي عن اللواء فيصل رجب المعتقل في سجونها منذ أكثر من ثماني سنوات من جانب واحد، بعد وصول شخصيات اجتماعية من محافظات ابين والبيضاء إلى العاصمة صنعاء لمطالبة زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي.

واعتقل اللواء رجب اثناء توجهه نحو محافظة لحج لقيادة المعارك ضد جماعة الحوثي أواخر شهر مارس/آذار من العام 2015، مع وزير الدفاع الأسبق اللواء الركن محمود الصبيحي، ورئيس الاستخبارات في عدن، لحج وأبين، اللواء ناصر منصور هادي، عندما نصبه قوات الحوثيين كمينا مسلحا بشكل منفصل لهم.

وبدأ اللواء فيصل رجب حياته من بلدة "المخزن" غرب مديرية خنفر، في محافظة أبين جنوب البلاد، وهو من مواليد عام 1954.

تلقى رجب تعليمه الأوليّ في خنفر، قبل أن ينهي مرحلة الإعدادية في مركز المحافظة زنجبار، حيث عاش في كنف "السلطة الفضلية" التي كانت تعدّ جزءا من "محمية عدن البريطانية".

اقرأ ايضا: كيف رد يمنيون على احتفاء الحوثيين بإطلاقهم سراح اللواء فيصل رجب؟

ووجد اللواء رجب نفسه منخرطا في السلك العسكري في أواخر الستينيات بفعل المتغيرات التي أفرزها رحيل الاحتلال البريطاني من جنوب اليمن عام 1967، والحالة المعيشية الصعبة التي واجهتها أسرته، ومع اقتراب تأسيس جيش نظامي لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (جنوب اليمن) المستقلة حديثا.

وفور عودة اللواء رجب بعد رحلة التعليم في موسكو عُيّن أركان اللواء 14 مشاة، بمكيراس، وظلّ بانضباطه يحصد الرتب، حتى أصبح لاحقًا قائدا للواء 30 بالمهرة، قبيل انفجار الأوضاع الدامية في عدن، في شهر يناير/كانون الثاني من العام 1986، بين شركاء السلطة.

وتدرج القائد العسكري الجنوبي في الرتب العسكرية إلى حين حصوله في عام 1980، على تأهيل في العلوم العسكرية بأكاديمية "فرونزا" في الاتحاد السوفييتي آنذاك، لمدة 5 أعوام.

وشارك كقائد للواء السادس مشاة من الفرقة الأولى مدرع إلى جانب قوات الرئيس الراحل صالح في حرب صيف العام 1994، وحروب الدولة الـ6 ضد الحوثيين في صعدة 2004 - 2010، كما قاد حربا شرسة ضد تنظيم القاعدة الذي أعلن محافظة أبين إمارة إسلامية بين عامي 2011 – 2012، وصولًا إلى مشاركته بشكل فاعل في إخماد تمرد قوات الأمن الخاص في عدن عام 2015.

وقاد رجب واللواء محمود الصبيحي، هجوم منسق من محورين نحو مدينة زنجبار، مركز محافظة أبين، في شهر سبتمبر/أيلول عام 2011، لكسر الحصار الذي كانت تفرضه عناصر تنظيم القاعدة على مقر اللواء 25 ميكانيكي، لفترة تجاوزت 3 أشهر متواصلة.

وهربًا من تبعات النزاع المسلّح المعروف هذا، قطع رفقة عدد من القيادات العسكرية من محافظة ابين مسافة طويلة مشيًا على الاقدام نحو محافظة البيضاء التابعة للجمهورية العربية اليمنية آنذاك، وصولا إلى محطته الرئيسية  العاصمة صنعاء، في وقت عين  قائدا للواء 119 مشاة ضمن قوات المنطقة العسكرية بمحور أبين في شهر أغسطس/آب عام 2012.