[ اللواء فيصل رجب لحظة الافراج عنه من سجون الحوثيين في صنعاء ]
في خطوة عدها يمنيون وقاحة ومسرحية هزلية، احتفت جماعة الحوثي في العاصمة صنعاء بإطلاق سراح القائد العسكري البارز في قوات الجيش الوطني اللواء فيصل رجب بعد زهاء ثمانية أعوام من الاخفاء القسري في سجونها.
وأعلنت الجماعة، اليوم الأحد، الإفراج عن اللواء رجب، في حفل توديع بميدان السبعين رفقة قيادات في الجماعة وشخصيات قبلية من محافظة أبين، كانت قد قدمت إلى صنعاء قبل أيام.
ويأتي إعلان مليشيا الحوثي الإفراج عن القائد البارز في الجيش الوطني، في هذا التوقيت، ضمن نهجها القائم على استغلال ملف الأسرى والمختطفين سياسيا وإعلاميا، حيث سبق وأن رفضت خلال مفاوضات سويسرا في مارس الماضي، إطلاق سراحه ضمن صفقة التبادل التي تمت منتصف الشهر الجاري.
يشار إلى أن اللواء فيصل رجب الذي كان يقود اللواء 119 مشاة، أُسر في أواخر مارس 2015م بمحافظة لحج، إبان احتلال الحوثيين للمحافظة، ومنذ ذلك الحين أخفته الجماعة في سجونها بصنعاء ورفضت كل الدعوات للإفراج عنه بما في ذلك قرار مجلس الأمن الدولي 2216 لعام 2015 والذي دعا الحوثيين لإطلاق سراحه إلى جوار القيادات المشمولة بالقرار.
وعُرف اللواء رجب، الذي ينحدر من أبين، كأحد أبرز القيادات العسكرية التي خبرت المعارك ضد الحوثيين في محافظتي صعدة وعمران (شمال)، على مدى قرابة عقدين من الزمن.
وأثارت عملية افراج الحوثيين عن رجب تندرا واسعا بين أوساط اليمنيين، إذ كيف بمجرم أن يختطف شخصا، ويخفيه ثمان سنوات، ثم يطلق سراحه ويحتفي بذلك أمام الشاشات والجماهير.
وفي السياق اعتبر الكاتب الصحفي أحمد الشلفي "إطلاق اللواء فيصل رجب بالمسرحية الهزلية.
وقال إن "إطلاق اللواء رجب بدا أشبه بمسرحية هزلية، وساطة ومكرمة وشكر على المكرمة ثم إفراج ألخ ، مع ذلك حمدا لله على سلامته".
الصحفي خليل العمري قال "فيصل رجب جنرال بطل وشجاع واجه كهنوت الهاشمية من صعدة وحتى العند وظل وفياً لمبادئه العسكرية حتى ساعة أسره، وبعدها في المعتقل حينما عرض عليه تسجيل فيديو مؤيد للكهنوت مقابل إطلاق سراحه".
وأضاف "هذا الجنرال الذي نفتخر به مش مثل جنرالات الخيانة والعار مثل مقوله ومحمد ناصر أحمد وغيرهم ممن يعرفهم اليمنيون جيداً". متابعا :الف حمداً لله على سلامتك نسر الجمهورية المعتقل في سجون الكهنوت منذ ثمان سنوات ..أما الحو/ثيه فهي فكرة إجرامية حتى لو لم تختطف ولم تعتقل أحد".
المحلل السياسي غمدان اليوسفي علق بالقول: هل شاهدت يوما مجرما يختطف شخص، ويخفيه 8 أعوام، ثم يطلق سراحه ويحتفي بإطلاق سراحه أمام الشاشات والجماهير؟
وقال: إن لم تكن قد شاهدت قصة كهذه فهذه حقيقة نفذها الحوثي اليوم.
الكاتب الصحفي عامر الدميني كتب "زمن مقلوب ومعايير مختلة: يختطف الحوثي فيصل رجب ويصادر من حياته ثمان سنوات، في حرب هو من فجرها داخل اليمن، ثم يظهر كصاحب جميل، وصانع مكرمة بالإفراج عليه".
وأضاف "في نفس الوقت تشن السعودية حربا في اليمن، وتحول البلد لجحيم، ويصبح مصير اليمنيين الشتات في كل دولة، وتنتهي دولتهم، ثم تقدم نفسها كصانعة عمل إنساني بتسهيل مرور البعض على أراضيها للنجاة بأنفسهم، والعودة إلى وطن أصبح جحيما بالنسبة لهم".
وطبقا للدميني "يتعامل الطرف المحلي والخارجي في النيل من اليمنيين اليوم، في ظل حكومة باتت أضعف، وأعجز من أن تقوم بمهامها للأسف".
في حين قال الإعلامي بشير الحارثي "مهما حاولتم استغلال إفراجكم عن القائد اللواء فيصل رجب وتسويقها، لن تتبدل الحقيقة أو تتغير بأنكم في نظره وكل اليمنيين مليشيات انقلابية سلالية بل هو أكثر من عرفكم وخبركم منذ حروب صعدة وحتى اعتقاله 8 سنوات في سجونكم".
وكتب "اللواء رجب قائد لم ولن يخن شرفه العسكري ويقبل بأحفاد الإمامة".
فيما قال المحامي ووكيل وزارة العدل فيصل المجيدي "الإفراج عن اللواء فيصل رجب حدث مهم، فالرجل مقاتل شرس ضد الكهنوت والإمامة القديمة والحديثة، والشعب اليمني كله يدرك مكانته".
وزاد "لا فضل للمجرم الذي سجنه كل هذه السنوات وهو كان يقوم بواجبه الدستوري في حماية الجمهورية والوفاء بالقسم الذي أداه بهذا الشأن"، مستدركا "المجرم الحوثي يجب أن يقدم للمحاكمة".
وكيل وزارة الإعلام عبدالباسط القاعدي يتفق ما كتبه الشلفي اذ وصف احتفاء الحوثي بالافراج عن رجب بالوقاحة والمسرحية الهزلية.
وقال القاعدي "وقاحة مليشيات الحوثي لا حدود لها، تعتقل اللواء فيصل رجب 8 سنوات وتقيد حريته وترفض الافراج عنه ضمن كل صفقات التبادل، ثم تؤلف مسرحية هزلية وتفرج عنه وتستثمر ذلك باعتباره انجاز".
وأضاف: كل منظفات الكون لن تغسل شيء من قبحكم ووقاحتكم يا أقذر خلق الله في الارض، "تقتل القتيل وتمشي في جنازته"
الصحفي والحقوقي محمد الأحمدي إن الحوثيين الآن يريدون ويُراد لهم أن يتطهروا بإطلاق اللواء البطل فيصل رجب بعد ثمان سنوات من احتجازه من خلال مسرحية سخيفة يحاولون من خلالها ادعاء أنهم جماعة تحترم قيم القبيلة وأن لديهم ذره شهامة أو مروءة أو معروف".
وأكد أن "هذه جماعة فاشية انقلابية طائفية لا فيها مروءة ولا أخلاق الجاهلية ولا تعاليم الإسلام".