[ صالح طالب ]
لاقى قرار رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي إنشاء هيئة للعمليات المشتركة تحت إشراف وزير الدفاع ومقرها في العاصمة المؤقتة عدن، جدلا واسعا في أوساط اليمنيين.
القرار قضى في مضمونه بأن يحدد وزير الدفاع مكوِّنات وأهداف ومهام الهيئة ولائحتها التنظيمية، وعقبه قرار يقضي بتعيين قائد عمليات قوات الانتقالي، اللواء الركن صالح علي طالب، رئيسا للهيئة، واللواء الركن يوسف الشراجي نائبا.
وحظي القرار بردود فعل واسعة، منهم من اعتبر القرار ايجابي، فيما ويرى البعض أن إنشاء الهيئة يعد مؤشرا على تعثر اللجنة العسكرية للقوات المسلحة التي أنيط بها إنهاء الانقسام ومعالجة أسبابه، وإنهاء جميع النزاعات المسلحة، وبناء عقيدة وطنية لمنتسبي الجيش والأجهزة الأمنية، وأي مهام يراها المجلس لتعزيز الاستقرار والأمن، وهو ما لم يتحقق حتى الآن.
وفي سياق ذلك يرى الصحفي والباحث عبدالسلام محمد أن قرار انشاء هيئة للعمليات المشتركة اعتراف بالأمر الواقع واقرار بفشل الدمج.
وقال "انتظرنا دمج كل القوات في إطار جيش وأمن واحد، فجاء قرار انشاء هيئة عمليات للتنسيق بين تلك المكونات، وهو قرار يعترف بالأمر الواقع ويقر بفشل الدمج".
وأضاف "من الواضح أن ما يحصل منذ 2017 إلى اليوم هو إعادة بناء الجيش الجنوبي السابق، وهيكلة وحداته تدريجيا، وكأن الهدف التمهيد لدولة مستقبلية بعيدة كل البعد عن ما يسمى الجمهورية اليمنية التي يشهد جيشها تفكيكا مستمرا".
وتابع محمد بالقول "أثناء الاجازة الخاصة للرئيس العليمي حصل لقاء مهم بالرئيس المصري، وإعلان تشكيل هيئة عمليات مشتركة. واعتبر ذلك دليلا على تخبط وعشوائية مكتب الرئيس، وقال إن الوضع الحالي للرئاسة ومجلس القيادة ضعيف ومشتت وهذا سينعكس سلبا على الأوضاع اليمنية السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية.
بدوره الصحفي سيف الحاضري تساءل قائلا: قرار العليمي بإنشاء هيئة العمليات المشتركة.. مشتركة مع من؟! من أطراف هذه الهيئة المشتركة؟! هل ستكون هي من تدير كل الوحدات العسكرية، (جيش، حزام أمني، حراس جمهورية، عمالقة، نخب، دعم الوطن، ومقاومة؟
وقال: إذا كانت كذلك فلماذا لم يتم تحديد مهامها بوضوح، وإذا لم تكن كذلك فما الهدف منها إذًا، هل يريدون سحب صلاحيات رئاسة هيئة الأركان؟!
وزاد: ماذا تريدون بالضبط، فالفشل في توحيد التشكيلات المسلحة لا يعني الذهاب لتعطيل مؤسسات الجيش، حد قوله.
المحلل السياسي ياسين التميمي كتب عن مغزى إعادة تشكيل هيئة العمليات المشتركة قائلا "خلال قضاء العليمي إجازة خاصة في القاهرة، عقد اجتماعا رسميا مع الرئيس السيسي، والذي أعقبه جدل بسبب اخفاء مضمون حديث السيسي عن وحدة الدولة اليمنية".
وأردف "أثناء هذه الإجازة صدر قرار رئيس مجلس القيادة بإعادة تشكيل هيئة العمليات المشتركة ونقل مقرها إلى مدينة عدن، وتعيين رئيس للهيئة ونائب له، مناصفة بين الشمال والجنوب".
وطبقا للتميمي فإن الهيئة كان يرأسها اللواء صغير عزيز إلى جانب كونه رئيساً للأركان وكان مقرها مأرب، مما يعزز الاعتقاد بأن هذه الخطوة تستكمل مخططاً لنقل القرار العسكري العملياتي بشكل كامل، من مأرب محمور ارتكاز المواجهة مع العدو إلى عدن المحاطة بحشد من الميلشيات الفوضوية ذات الأجندة المناطقية والانفصالية الممولة والموجهة من الخارج".
وذكر أن ثمة هدف آخر وهو وضع القرار العسكري تحت وصاية الطغمة الميلشياوية المتحكمة بالعاصمة المؤقتة عدن بحيث تبقى الهيئة وقيادتها منشغلة بأمنها الشخصي ومكانتها ومركزها اللذين سيتعرضا، كما جرت العادة، للابتزاز والمساومات والادعاءات المتكررة بان عدن ليست الا فندقا مؤقتا لضيافة الوافد الشمالي المغلوب على أمره.
وختم التميمي منشوره بالقول: لست أدري كيف ستنجح هيئة العمليات في القيام بدورها في مناخ أقل ما يقال فيه أنه معادي ومعطل لجهود استعادة الدولة، اذ لا فرق بين المشروع الانقلابي الإمامي والمشروع الانفصالي في التداعيات والتأثير على مستقبل الدولة الجمهورية اليمنية.
الصحفي علي الفقيه، غرد بالقول: اسألوا الرئيس العليمي أين وصلت اللجنة العسكرية المعنية بهيكلة ودمج الفصائل والتشكيلات المسلحة! وهل إنشاء هيئة العمليات المشتركة اليوم هو إعلان فشل اللجنة العسكرية وإيجاد هذه الهيئة كبديل مهمتها التنسيق بين الفصائل التي فشل دمجها في وزارتي الدفاع والداخلية حسب إعلان نقل السلطة؟.
فيما عبدالله العكيمي، شيخ قبلي، هو الآخر غرد بالقول "قرار رشاد العليمي إنشاء هيئة للعمليات المشتركة وتعيين المليشاوي صالح علي طالب رئيسا لها قرار عبثي".
وأضاف "المليشاوي صالح طالب عميل مزدوج، يعمل في النهار مع الانتقالي وفي الليل مع الحوثي"، مؤكدا أن تعيينه رئيسا لهيئة العمليات المشتركة يوضح لليمنيين الصورة القاتمة التي يرسمها العليمي لمستقبل اليمن.
الناشط محمد الهجامي، علق من وجهة نظر أخرى، إذ اعتبر القرار ايجابيا. وقال إن "انشاء هيئة للعمليات المشتركة خطوة ممتازة وخطورة في الطريق الصحيح، من أجل ربط كامل مسرح العمليات الحربية التابعة لمجلس القيادة الرئاسي".
وأعرب عن أمله بتحركات ربط الجبهات على أرض الواقع من أجل أن تكون للشرعية جبهة واحدة في مختلف المحافظات".