[ السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر يتوسط قيادات الحوثيين في صنعاء ]
أثارت تغريدة للسفير السعودي لدى اليمن، محمد ال جابر الذي يزور العاصمة صنعاء لأول مرة منذ اندلاع الحرب قبل تسع سنوات، حفيظة جماعة الحوثي.
وكان السفير السعودي قد أعلن في وقت سابق، لدى وصوله صنعاء، أن زيارته جاءت لتثبيت الهدنة، وبحث سبل الحوار بين المكونات اليمنية.
وقال ال جابر في تغريدة بحسابه على تويتر "استمراراً لجهود المملكة لإنهاء الأزمة اليمنية ودعماً للمبادرة التي قدمتها المملكة في 2021م، ازور صنعاء وبحضور وفد من سلطنة عمان الشقيقة بهدف تثبيت الهدنة ووقف إطلاق النار ودعم عملية تبادل الأسرى وبحث سبل الحوار بين المكونات اليمنية للوصول إلى حل سياسي شامل ومستدام في اليمن".
تغريدة ال جابر هذه لاقت هجوما من قبل قيادات جماعة الحوثي، التي تقول إن السعودية طرفا رئيسيا بالحرب، غير متناسين ما درمته المملكة بصواريخها وطائراتها طيلة فترة الحرب من بنى تحتيه واستهداف للمدنيين والأطفال.
استهجان حوثي
ونقلت قناة المسيرة الناطقة باسم الحوثيين عن جلال الرويشان القيادي في الجماعة قوله "من الغريب أن يتقمص الوفد السعودي دور الوسيط".
وأضاف الرويشان أن "شروط صنعاء لن تتغير ولن تتبدل ونحن اعتبرنا حضور الوفد السعودي إلى صنعاء خطوة شجاعة وعليه الاعتراف بالعدوان".
بدوره قال عضو المجلس السياسي الأعلى للحوثيين محمد علي الحوثي، إن الملف الإنساني لم يبرح الحوار المنعقد في صنعاء مع وفدي السعودية وعمان.
وأوضح الحوثي أن "المحادثات لم تبرح الملف الإنساني، وفي مقدمته الرواتب التي ظلّ قطعها أحد أسلحة التحالف لتدمير الدولة اليمنية ومعاقبة الشعب اليمني"، حد قوله.
أنتم طرفا بالحرب
حسين حازب القيادي في حزب المؤتمر جناح (صنعاء) غرد مخاطبا السفير السعودي بالقول "يا سعادة السفير.. التنفيذ للملف الذي يحمله الوسيط العماني بيننا وبينكم سيخرجكم انتم من حرب اكرهتونا عليها أولا".
وأضاف "نحن نعرف من اعتداء علينا ويحاصرنا ويحتل أرضنا ويدفع ببعضنا على بعض، وقد خبرناكم وخبرتونا، فاختاروا لكم من الشور أحسنه".
وتابع: إذا أنت وسيط ولم تكون الخصم والطرف المعتدي على اليمن يا ال جابر، فمن قصف مدننا وأسواقنا وقتل أطفالنا واستهدف صالات العزاء والاعراس؟
وأردف "لن تقتلونا وتمشوا في جنازتنا، وقيادتنا لن تفرط في حقوق شعبنا، فكن خصم كفو".
وطبقا لحازب "قولو ما شئتم فشعبنا يدرك ما حوله ويقرأ ويكتب"، حد زعمه.
اتهام حوثي بتصعيد سعودي في صعدة
وفي السياق ذاته اتهمت جماعة الحوثي السعودية بمقتل وإصابة 10 في قصف على عدد من المديريات الحدودية بمحافظة صعدة، معقل الجماعة شمالي البلاد، في تصعيد مفاجئ بالتزامن مع وصول الوفدين السعودي والعماني إلى صنعاء.
وذكرت وكالة سبأ بنسختها الحوثية، أن 10 قتلى وجرحى، سقطوا برصاص من وصفتهم بـ"العدوان السعودي" في مديرية منبه الحدودية، بمحافظة صعدة.
وبحسب الوكالة فإن قوات حرس الحدود السعودي فتحت نيران أسلحتها الرشاشة على منطقة "الرقو" في مديرية منبه الحدودية، ما ادى الى مقتل وإصابة 10 بينهم اثنين من المهاجرين الأفارقة.
ولم يصدر بيان رسمي من الجانب السعودي بشأن اتهامات الاحوثيين حتى لحظة كتابة الخبر.
والأحد، عقد وفدان من السعودية وسلطنة عمان، مباحثات مع قيادات بجماعة الحوثي في صنعاء، تناولت سبل إحلال السلام في اليمن.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) بنسختها الحوثية، أن "مهدي محمد المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى للجماعة استقبل في صنعاء الوفدين العماني والسعودي، بحضور رئيس فريق المفاوضات (الحوثي) محمد عبد السلام وقيادات أخرى".
وتأتي زيارة الوفدين المستمرة حتى اليوم الأربعاء وسط مساعٍ إقليمية ودولية لتجديد هدنة استمرت 6 أشهر وانتهت في 2 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي وتتبادل الحكومة الشرعية والحوثيون اتهامات بشأن المسؤولية عن فشل تمديدها.
إعادة تعريف المفاوضات
وفي الشأن ذاته دعا الخبير والباحث العسكري، علي الذهب، السعودية إلى إعادة تعريف مفاوضاتها من جديد مع جماعة الحوثي.
وقال الذهب في تصريح لـ "الموقع بوست" "اذا أصر الحوثي على توصيف السعودية طرفا في الحرب، فعلى السعودية الابتعاد عن الأوراق التفاوضية الخاصة بالحكومة، وإعادة تعريف مفاوضاتها من جديد مع الحوثي".
وأضاف "يجب على الحكومة الإعلان أنها في حل من أحكام الهدنة السابقة، وعن اتفاق ستوكهولم، وأن السعودية لم تعد طرفا في تحالف دعمها".
والجمعة، قال مسؤول حكومي يمني رفيع إن "الحكومة الشرعية وجماعة الحوثيين اتفقتا على تمديد الهدنة من 6 أشهر إلى سنة، على أن يعقب ذلك حوار سياسي مباشر لحل شامل لأزمة البلاد".