[ افراد من الجيش الوطني غربي تعز ]
يشكل تصاعد في القتال في محافظة مأرب اليمنية اختبارا لهدوء نسبي دام نحو عشرة أشهر، وهي أطول فترة متصلة من الهدوء، في حرب أهلية تدور رحاها منذ نحو ثماني سنوات، بموجب اتفاق هدنة بوساطة الأمم المتحدة انتهى أمده في أكتوبر تشرين الأول لكنه صامد إلى حد كبير حتى الآن.
وقال مصدران أحدهما من الحكومة والآخر من الجيش وأحد السكان لرويترز إن قوات الحوثيين شنت هجوما على مديرية حريب في المحافظة في ساعة متأخرة من مساء يوم الثلاثاء. وتسيطر حركة الحوثي على السلطات الفعلية حاليا في شمال اليمن.
وقال الثلاثة إن هناك عددا لم يتحدد بعد من المصابين والقتلى في الاشتباكات.
ولم يرد حتى الآن متحدث باسم الحوثيين على طلب للتعليق على هذا التصعيد.
وتقع مأرب على بعد نحو 120 كيلومترا إلى الشرق من العاصمة صنعاء وكانت جبهة القتال الأساسية قبل الهدنة التي تم إبرامها للمرة الأولى في أبريل نيسان الماضي. وصدت قوات من التحالف الذي تقوده السعودية تقدم الحوثيين الذين كانوا يحاولون فرض سيطرتهم الكاملة على محافظة مأرب وسط اليمن.
ويعاني اليمن من أعمال عنف منذ أجبر الحوثيون الحكومة المعترف بها دوليا على الخروج من العاصمة صنعاء في أواخر 2014 مما دفع التحالف بقيادة السعودية للتدخل في الصراع بعد ذلك بأشهر.
ومأرب هي آخر معقل في النصف الشمالي من اليمن للحكومة المعترف بها دوليا وبها المنطقة الوحيدة التي تنتج الغاز في البلاد وبها حقل نفطي كبير.
وجاء التصعيد في وقت عقدت فيه السعودية وحركة الحوثي مفاوضات مباشرة بالتوازي مع جهود من الأمم المتحدة لترسيخ واتفاق الهدنة وتوسيع نطاقه.
وعبر هانز جروندبرج مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن هذا الأسبوع عن أمله في أن تسير الأمور في "الاتجاه الصحيح" بالنظر إلى أحدث تطورات يشهدها ملف اليمن ومنها اتفاق تبادل للأسرى بين طرفي الصراع واتفاق بين السعودية وإيران على إعادة العلاقات بينهما.
ويُنظر للصراع على نطاق واسع على أنه حرب بالوكالة بين السعودية وإيران. وتسببت الحرب في اليمن في مقتل عشرات الآلاف ودمرت اقتصاد البلاد ودفعت الملايين إلى الجوع.