يعيش سكان العاصمة المؤقتة، عدن أوضاعا مأساوية، متفاقمة، جراء التدهور الشامل للخدمات الأساسية، وفي مقدمتها الكهرباء، حيث بلغت ساعات انقطاع التيار الكهربائي، 20 ساعة، مقابل 4 ساعات من توصيل التيار، خلال اليوم.
وتتضاعف معاناة الناس، جراء دخول فصل الصيف، المعروف بحرارته الشديدة، وارتفاع درجة الرطوبة، الأمر الذي يجعل من الكهرباء، ضرورة ملحة، لا يمكن الاستغناء عنها.
وفي هذا السياق، يقول الحاج عليا لناخبي، أحد سكان مدينة عدن، إنه لا يستطيع الجلوس في منزله، خلال فترة انقطاع التيار الكهربائي، بسبب الحر الشديد، وارتفاع درجة الرطوبة.
ويضيف، متحدثا لـ(الموقع بوست)، إن الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، حرمت المواطنين أبسط حق من حقوقهم، إذ صار من الصعب عليهم النوم في بيوتهم.
سكان محليون أكدوا لـ(الموقع بوست)، أن شخصين اثنين، على الأقل، يتوفيان يوميا في كل مديرية من مديريات عدن، جراء انقطاع التيار الكهربائي، حيث يتصدر كبار السن و مرضى القلب والضغط والسكري قائمة الوفيات، لعدم قدرتهم على تحمل درجات الحرارة المرتفعة والرطوبة المتزايدة.
وفي هذا السياق تقول الإعلامية غيداء علي في حديث مع (الموقع بوست)، إن أزمة الكهرباء تتفاقم بشكل متصاعد في عدن، الأمر الذي ينعكس سلباً على حياة المواطنين.
وأشارت إلى أن من يعانون من الأمراض المزمنة مثل الربو والالتهابات الرؤية، وكذا الحساسية يتواجدون بكثرة في المستشفيات التي هي بدورها لا تستطيع أن تقدم خدماتها بشكل طبيعي، أيضاً بسبب انقطاعات الكهرباء.
أزمة نفطية
ليست الكهرباء فقط هي ما يؤرق مضاجع المواطنين في عدن، إذ فوجئ سكان المحافظة، صباح أمس الأحد بإغلاق كافة محطات بيع المشتقات النفطية، مؤذنةً ببدء فصل جديد من مسلسل المعاناة، وهو ما يضاعف الأعباء على كاهل المواطنين.
وفي السياق قال مصدر مسؤول بمصافي عدن لـ(الموقع بوست)، إن أزمة المشتقات النفطية تفوق امكانيات مصافي عدن وشركة النفط، وتتطلب تدخلاً عاجلاً من الحكومة الشرعية.
وأضاف أن توقف مصفاة عدن عن تكرير النفط الخام، هو نتيجة عدم توفره، وكذا عدم تمكن شركة النفط من توفير السيولة المالية لشراء المشتقات النفطية المستوردة.
وأشار إلى أن هناك سفينة تحمل قرابة 35 ألف طن متري من المشتقات النفطية، موجودة في غاطس ميناء الزيت بالبريقة منذ منتصف إبريل المنصرم، وهي بانتظار دفع قيمتها، مؤكدا أن هذه الشحنة، تكفي لتغطية احتياجات السوق المحلية لفترة محدودة.
الجدير بالذكر، أن أزمتي الكهرباء والمشتقات النفطية، ألقت بظلالها، على الجانب الاقتصادي، حيث شهد قطاع المواصلات تراجعا قارب 65%، في الوقت الذي تتوقف عشرات الحافلات وسيارات التاكسي في طوابير طويلة أمام المحطات.