[ عناصر مسلحة تابعة للانتقالي أزالة لوحة النقابة ورغعت لوحة أخرى ]
لاقى اقتحام مليشيا الانتقالي الانفصالي المدعوم إماراتيا، مقر نقابة الصحفيين اليمنيين في العاصمة المؤقتة عدن (جنوب اليمن) تنديدا واسعا، بين أوساط اليمنيين والاتحادات الصحفية.
وفي وقت متأخر من مساء الثلاثاء،، اقتحم مسلحون من مليشيا الانتقالي مقر نقابة الصحفيين بعدن، وجرى استبدال لوحة النقابة بلوحة أخرى تحمل نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين وهي كيان تابع للانتقالي المطالب بالانفصال.
وأثار اقتحام مليشيا الانتقالي لمقر النقابة موجة غضب وانتقاد في الأوساط الصحفية والحقوقية، مطالبين بردع السلوك المليشياوي الذي ينتهجه الانتقالي وأتباعه في عدن.
ولم يصدر -حتى لحظة كتابة الخبر- أي موقف رسمي من الحكومة ممثلة بوزارة الإعلام، بشأن عملية اقتحام مقر النقابة في عدن.
وفي سياق التنديد دعت نقابة الصحفيين اليمنيين، مليشيات الانتقالي إلى سرعة إخلاء مقرها دون قيد أو شرط، بعد ساعات من اقتحامها لمقر فرعها في عدن والاستحواذ عليه وتهديد الصحفيين العاملين فيه.
وحملت النقابة -في بيان لها- مجلس القيادة الرئاسي والحكومة والسلطة المحلية والمجلس الانتقالي المسؤولية الكاملة عن هذا السلوك الخارج عن كل القوانين والأعراف، مطالبة بإعادة المقر للهيئة الإدارية للنقابة المنتخبة من أعضاءها في عدن، وضمان حماية كافة منتسبي النقابة وعدم تكرار هذه الحوادث.
من جانبه أدان الاتحاد الدولي للصحفيين، الاعتداء على مقر نقابة الصحفيين، ودعا السلطات إلى اتخاذ تدابير لضمان إعادة الممتلكات إلى أصحابها الشرعيين وتمكين الصحفيين من استعادة حقوقهم واستئناف عملهم.
واعتبر الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين أنتوني بيلانجر، ما تعرض له مقر نقابة الصحفيين اليمنيين في عدن هجوم مخزٍ على الحركة النقابية وحقوق الصحفيين والإعلاميين في البلاد.
وحث أنتوني بيلانجر، السلطات المحلية، على اتخاذ إجراءات ومحاسبة المسؤولين عن الاعتداء.
من جهته أكد الاتحاد العام للصحفيين العرب، تضامنه مع نقابة الصحفيين اليمنيين، مستنكرا بشدة ما قامت به قوات مسلحة تتبع الحزام الأمني في محافظة عدن للسطو على مقر النقابة.
وقال بيان صادر عن الإتحاد إن قوات الحزام الأمني قامت باقتحام مقر نقابة الصحفيين اليمنيين بمحافظة عدن وقامت بإرهاب العاملين في المقر وممارسة الوصاية المسنودة بالقوة العسكرية وكذلك لفرض اجندات لا علاقة لها بمهنة الصحافة.
وأكد البيان، أن اقتحام مقر النقابة المملوك لنقابة الصحفيين اليمنيين يشكل تعديا سافرا على الحياة النقابية بالرغم من وقوف النقابة اليمنية على مسافة واحدة من كل الأطراف باعتبارها منظمة مهنية هدفها حماية وصون الحريات.
وطالب الاتحاد العام للصحفيين العرب، بإخلاء مقر النقابة على الفور وإعادته، داعية المنظمات الإعلامية الدولية ومنظمات حقوق الانسان لإدانة ما تعرضت له نقابة الصحفيين اليمنيين والتضامن معها.
بدوره استنكرت دائرة الشئون القانونية وحقوق الإنسان بالأمانة العامة للحزب الاشتراكي اليمني، اقتحام مسلحين لمقر نقابة الصحفيين اليمنيين فرع عدن وتهديد الصحفيين والعاملين وطردهم بقوة السلاح.
وقالت في تصريح لـ "الاشتراكي نت" إن هذا الأمر يشكل تهديدا على العمل الصحفي والنقابي ويرسم صورة قاتمة لمدينة عدن موئل العمل النقابي والصحفي.
وأكدت أن ما حدث لا ينسجم مع معطيات المرحلة التي تستوجب الاصطفاف والتلاحم لمواجهة مليشيات الحوثي ، ولا تتناغم مع إرث عدن الثقافي والحضاري.
وطالبت السلطات في عدن بسرعة اتخاذ الإجراءات وردع المقتحمين وإعادة المقر وتمكين العاملين من استئناف عملهم .
وفي السياق قال مستشار وزارة الإعلام مختار الرحبي "عصابات الانتقالي المسلحة تقتحم مقر نقابة الصحفيين اليمنيين فرع عدن وتحتل المبنى وتطرد الموظفين وتتوعدهم بالتصفية ان حاولوا العودة إلى مقر عملهم".
وأضاف "تأتي هذه الجريمة في ظل سيطرة مليشيات الانتقالي على مؤسسات الدولة بقوة السلاح".
الصحفي أحمد الحاج مراسل وكالة "أسوشيتدبرس" قال إن "المسلحين الذين اقتحموا مقر نقابة الصحفيين في عدن لا يمكن اعتبارهم إلا عصابات مسلحة تعمل خارج القانون".
واعتبر ذلك عمل غير محسوب العواقب ويضر بالمجالس الانتقالي وسمعته، حتى وإن كانت قيادة الانتقالي لا تعلم بتلك الخطوة التي تمارسها غالبا عصابات ومافيا الأراضي المنتشرة في عدن.
في حين غرد الإعلامي أحمد الزرقة بالقول "لصوص الانتقالي الإماراتي يستعرضوا عضلاتهم على مبنى نقابة الصحفيين اليمنيين في عدن، وبهذا تكتمل أركان دولة المثلث العيدروسي".
يضيف "من مبررات المجلس الانتقالي لاقتحام مقر نقابة الصحفيين في عدن والسيطرة عليه أن كيانهم المسمى نقابة الصحفيين الجنوبيين حصل على ترخيص من وزارة الشئون الاجتماعية والعمل للجمهورية اليمنية، وأن معين عبدالملك اشاد بقرار تأسيس هذا الكيان"، وقال "لا اعتقد أن هناك ما هو أكثر غباء من هذا المبرر".
الكاتب الصحفي عامر الدميني علق على بيان نقابة الصحفيين الصادر اليوم عقب اقتحام مقر النقابة في عدن وقال إنه "بيان مسؤول وقوي اللهجة ولأول مرة يتحدث بالاسم عن الجهات المقتحمة، وخطورة ما يجري".
وطالب الدميني نقابة الصحفيين بالتصعيد والتحرك عربيا ودوليا، مشيرا إلى أن الرئاسة والحكومة معنية بوقف هذه التصرفات، وكل الصحفيين مطالبين أيضا بموقف واضح.