وصفت الناشطة اليمنية الحاصلة على جائزة نوبل توكل كرمان، التضامن والتعاطف الشعبي العربي مع تركيا في كارثة الزلازل بأنه "جيد للغاية، وليس مستغربا".
وقالت كرمان، في مقابلة مع الأناضول حول التعاطف الشعبي العربي: "الى حد كبير، كان التضامن جيدا للغاية، بشكل عام، هناك تعاطف شعبي وتضامن كبير أبدته الدول العربية، وهذا ليس بمستغرب، إذ ما يجمع العرب والاتراك أكثر مما يفرقهما".
وفجر 6 فبراير/ شباط الجاري، ضرب زلزال جنوبي تركيا وشمالي سوريا بلغت قوته 7.7 درجات أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجات تبعهما مئات الهزات الارتدادية العنيفة ما خلف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين.
* استجابة إنسانية
وعن دور مؤسسة "توكل كرمان" بإغاثة المنكوبين، قالت الناشطة اليمنية، إنه يأتي "ضمن الاستجابة للجهود الإنسانية المحلية والدولية التي تسعى للتخفيف من أضرار الكارثة ومساعدة من فقدوا منازلهم وأحباءهم وباتوا في العراء بكل وسائل الدعم".
وفي سبيل ذلك، تسعى المؤسسة، وفق كرمان، إلى "بناء خمسين وحدة سكنية، تسلم بعد الانتهاء منها إلى هيئة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد)".
كما تسعى إلى "إيصال المواد العينية وحشد الموارد والجهود لسد الاحتياج، أسوة بغيرها من منظمات المجتمع المدني والعمل الإنساني".
وعن المساعدات التي ستقدمها، قالت إنها تشمل "بطانيات وفُرُش وملابس شتوية ومواد غذائية، وبعض المواد الصحية وأدوات النظافة الشخصية".
وأوضحت أنها "ستسيّر الحملة بالتنسيق مع الجهات الرسمية التركية، إلى الريحانية بمحافظة هطاي، التي لجأ إليها كثير من النازحين، إضافة إلى مناطق أخرى في جنوب تركيا".
وعن جهود المؤسسة الخيرية لدعم المناطق السورية المتضررة من الزلزال، قالت كرمان إنها "ستقدم تبرعا ماليا لدعم المؤسسات العاملة في الشمال السوري".
* تضامن يمني
وفيما يتعلق بالتعاطف والتضامن الواسع مع المنكوبين، قالت كرمان إن "الشعب اليمني لديه عاطفة أخوية تجاه الشعبين السوري والتركي، وعبّر عن تضامنه معهما تجاه الزلزال الكارثي".
وأضافت: "تفاعل اليمنيون في تركيا مع ما حدث، وقاموا بما يجب أن يقوم به أي شخص مسؤول، فأسهموا في تقديم التبرعات للمناطق المتضررة بحسب إمكانياتهم، كما تبرع كثير منهم بالدم".
ووصفت التضامن العربي بأنه "إلى حد كبير كان جيدا للغاية، لكن لا ينبغي أن ننسى أن هناك ضعف عام في التجهيزات والاستعدادات الخاصة بمواجهة الكوارث الطبيعية".
وأكدت أنه "بشكل عام، هناك تعاطف شعبي وتضامن كبير أبدته الدول العربية، وهذا ليس بمستغرب، إذ ما يجمع العرب والأتراك أكثر مما يفرقهما".
ومنذ الزلزال، عبر ناشطون عرب على مواقع التواصل الاجتماعي عن حزنهم وتضامنهم مع المنكوبين في كل من تركيا وسوريا، كما انتشرت دعوات إلى جمع تبرعات عينية ومالية لإغاثة المتضررين.
وتفاعل ناشطون في تونس، ومصر، وقطر، والكويت، والسعودية، والصومال، مع كارثة الزلزال، بين معبّر عن تضامنه مع الشعبين، ومتطوع لجمع تبرعات وإيصالها للمنكوبين.
** إدارة جيدة
وعن إدارة السلطات التركية للأزمة، قالت الناشطة اليمنية: "لنعترف أن الكارثة كبيرة جدا، ومع ذلك يبدو أن ردة فعل الحكومة والأجهزة التركية جيدة".
وأوضحت: "كان هناك سرعة في عمليات الإنقاذ والإخلاء والإيواء، وتوفير المستلزمات الضرورية للمحتاجين".
"إضافة إلى أن تعهدات الحكومة بإعادة ما تهدم، وتقديم المساعدة للمتضررين، تشير إلى أنها ملتزمة بتخفيف المعاناة عن المناطق المنكوبة"، وفق كرمان.
والسبت، تعهد الرئيس التركي للمنكوبين بإعادة إعمار منازل المتضررين في غضون عام، مؤكدا إصداره التوجيهات اللازمة إلى وزير البيئة والتطوير العمراني مراد قوروم.
وانتقدت كرمان الاستجابة الدولية وجهود المجتمع الدولي، فقالت: "من خلال ما يُنشر من أخبار، هناك استجابة دولية، لكن لا أتصور أنها كانت بحجم الكارثة".
وأوضحت أنه "ينبغي أن يكون هناك اهتمام أكبر من قبل المجتمع الدولي تجاه الكوارث الطبيعية حول العالم".
وأكدت أنه "يمكن العمل بجد على إيجاد وسائل معينة ثابتة ومرنة، تساعد في المساعدة في التخفيف من الأضرار الناتجة عن الكوارث الطبيعية".
وختمت الناشطة اليمنية بالقول: "هذه إحدى المشكلات التي ينبغي مواجهتها من قبل العالم، وليس من قبل الدول المتضررة".