أحيا ناشطون يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي #يوم_الوعل_اليمني بعد أن اختاروا الثاني والعشرين من يناير/كانون الثاني مناسبة للاحتفاء به كل عام.
وتحتضن محافظتا تعز ومأرب يومي السبت واليوم الأحد، فعاليات فنية وخطابية بمناسبة يوم الوعل اليمني، وبحضور ومشاركة فنانين وشعراء ومسؤولين محليين.
ودعت اللجنة التحضيرية في القومية اليمنية أقيال -في بيان لها- إلى حضور فعالية جماهيرية في مأرب وتعز.
وبدأ اليمنيون بإحياء يوم الوعل، الحيوان الذي يحمل رمزية تاريخية، منذ العام الماضي، وقد شرع نشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية، إلى نشر صوره في الملفات الشخصية والصفحات، بالإضافة إلى نشر اعمال فنية غنائية.
ومثّل الوعل في حضارات اليمن القديمة رمزية خاصة، إذ ظل مرتبطاً بأذهان القدماء الذين خلّدوه عبر التماثيل والنقوش التي وجدت في الصخور.
وحيوان الوعل نوع من الثدييات البرية التي تسكن الجبال، وكان رمزاً لإله القمر في عهد "بلقيس" ملكة حضارة سبأ، ورُسم رأسه ذو القرون المعقوفة، على نقود معدنية قديمة وعلى شكل تماثيل ورسوم على حيطان المعابد.
وأطلق ناشطون وسم #يوم_الوعل_اليمني على مواقع التواصل الاجتماعي، للتذكير بالرمزية التاريخية والقومية للوعل في حضارة اليمن، والمطالبة بحماية هذا الحيوان الذي تناقصت أعداده بشكل كبير.
وبالتوازي ظهر تيار شبابي على منصات التواصل الاجتماعي باسم القومية اليمنية "أقيال"، يدعو لإحياء الهوية اليمنية التاريخية والقومية وفق أبجدياته في مواجهة نعرات "طائفية وسلالية" باتت سلوكاً علنياً في إدارة جماعة الحوثيين للمدن الخاضعة لسيطرتها.
ويرى ناشطون أن حركة أقيال فكرة جامعة وضرورة مرحلية للم شمل اليمنيين تجاوزا للخلافات الحزبية والمذهبية والطائفية والجهوية والمناطقية.
وقال الصحفي طلال الشبيبي إن "الوعل كرمزية في الحضارة اليمنية من آلاف السنين، فهو رمز عثتر المقدس ويمثل إله المطر والصواعق والخصب والإنماء عند أجدادنا اليمنيين القدماء".
وأضاف "الوعل رمز عريق وجد على الرسوم الصخرية منذ فترة العصر الحجري الحديث وحتى عهد قيام ممالك اليمن القديم وقد كان ايضا هو إله الحرب".
وبحسب الشبيبي فإن اليمنيين القدامى كانوا على اعتقاد بأن الوعل فأل خير وحرزا ضد الشر وكانوا يضعون قرون الوعل على أركان منازلهم كحرز ضد الأعين والصواعق الرعدية وغيرها من الشرور.
ويرى أن حركة أقيال فكرة جامعة وضرورة مرحلية لتجاوز الخلافات الحزبية المذهبية والطائفية والجهوية والعقائدية.
وقال الإعلامي عبدالله إسماعيل "الهوية اليمنية تعبر عن ذات اليمنيين من قبل الإسلام بآلاف السنين، وحين جاء الإسلام تعامل اليمنيون معه على أنه دين هداية فتمسكوا به وحملوه إلى كل اصقاع الدنيا".
وأضاف "الهوية اليمنية في مواجهة الهوية الفارسية".
وكتب الإعلامي عمر العمقي "الوعل وسد مأرب والبُن والبخور العدني وسبأ ومعبد أوام وقصر غمدان وحصن الغويزي وشجرة دم الاخوين والبالة والجنبية وأوسان وحمير والحناء الحضرمي والبرع والزامل والدان وسقطرى وصنعاء القديمة وصهاريج عدن وعسل جردان ومعين وقتبان واللغة المهرية وإرم والستارة والمصر والساري والربابة والقنبوس والطربي والعصيد والسبايا والملوح وباخمري وقحطان وملوك تبع وشبوة وريمة وميون، ليست سوى جزء من هويتنا اليمنية".
عبدالخالق سيف مدير مكتب الثقافة بمحافظة تعز يقول "سنحتفي بالهوية اليمنية في تعز وبالمسند والوعل، سنحتفي بالتاريخ العظيم لنا رغم أنف القبح السلالي الدخيل".
وأضاف "سنحتفي بمهرجان الوعل والتاريخ وهو المهرجان الأول على مستوى الوطن بمناسبة يوم الوعل اليمني ويوم الهوية اليمنية ولن يسبقنا أحد إلى ذلك الانتصار لتاريخنا".
الناشطة شفاء الناصر غردت بالقول "الاحتفال بيوم الوعل اليمني استدعاء مشرف لسيرة ألاجداد والأقيال الفاتحين بالسيف والقلم في القارات الثلاث"
في حين قال محمد المخلافي "يمتاز الوعل بأنه حيوان غير وحشي رغم نمط عيشه البري، لكنه شرس ولا يستسلم بسهولة عند محاولة افتراسه، وهذه شخصية اليمني المعروفة عبر التاريخ، حيث يمتاز بالسلم، لكن عند تعرضه للخطر لا يلين، ويدافع عن أرضه وحياته ومكتسباته بشراسة وعنفوان".
كذلك عمر شهبين قال "من تغيظه مثل هذه الفعاليات القومية إنما هو زنبيل وإن أظهر خلاف ذلك، فاستعادة اليمنيين لهويتهم وارثهم الحضاري كفيل بهزيمة وسحق الامامة وتوابعها ومخلفاتها".
وأضاف "كنا حسب كلام المأزومين وأبناء الرايات مجرد ظاهرة فيسبوكية واليوم أصبحنا حق وحقيقة في كل بيت وجبل وسهل ووادي وصحراء وجزيرة، في مواقع التواصل وعلى الأرض في الجبهات والقاعات والمدن والارياف".
وختم شهبين منشوره بالقول "تحية قومية لكل أقيال اليمن الذين بسواعدهم سنستعيد جمهوريتنا وأرضنا وننتزع أكباد بني هاشم وزنابيلهم".