كشفت وكالة أسوشيتدبرس عن محادثات سعودية حوثية "خلف أبواب مغلقة" لدعم الهدنة في اليمن الذي يشهد حربا منذ ثمان سنوات.
ونقلت الوكالة عن مسؤول أممي قوله "إنها فرصة لإنهاء الحرب، إذا تفاوضوا بحسن نية، مشيرا إلى أن المحادثات ضمت أطرافا يمنية أخرى.
كما نقلت عن دبلوماسي سعودي قوله إن بلاده طلبت من الصين وروسيا الضغط على إيران والحوثيين لتجنب التصعيد. وقال الدبلوماسي إن إيران، التي أطلعت الحوثيين والعمانيين بانتظام على المحادثات، أيدت حتى الآن الهدنة غير المعلنة.
لكن الدبلوماسي السعودي قال إن سداد رواتب العسكريين مشروط بقبول الحوثيين لضمانات أمنية، من بينها إنشاء منطقة عازلة مع المناطق الخاضعة لجماعة الحوثي على طول الحدود اليمنية السعودية.
وقال الدبلوماسي السعودي إن الجانبين يعملان مع المسؤولين العمانيين لتعديل الاقتراح ليكون "مرضيا لجميع الأطراف"، ومن بينها الأطراف اليمنية الأخرى.
وقال مسؤول حكومي يمني "التصعيد سيكون مكلفا على جميع الجبهات. الجميع مستعد للجولة التالية (من الحرب) إذا انهارت جهود الأمم المتحدة والمحادثات السعودية الحوثية".
من جانبه قال، عبد الباري طاهر، المعلق اليمني ونقيب الصحفيين السابق، إن إحدى العراقيل هي أن المحاولات السابقة لحل المشكلة أعاقتها المصالح المتضاربة للقوى المشاركة في الحرب - السعودية والإمارات وإيران.
وأضاف "لن تؤدي هذه المحادثات إلى نتائج ملموسة إن لم تشارك جميع الأطراف اليمنية في العملية".
وقال محمد عبد السلام، المتحدث باسم الحوثيين وكبير مفاوضيهم، إن زيارات المسؤولين العمانيين إلى صنعاء تظهر جدية الحوثيين.
وأضاف عبد السلام "هناك أخذ ورد مع أطراف أخرى"، في إشارة واضحة إلى السعودية.
وأفاد مسؤول بالأمم المتحدة أن الرياض وضعت "خارطة طريق مرحلية" للتسوية أيدتها الولايات المتحدة والأمم المتحدة.
وأضاف المسؤول أن التحالف قدم في هذه الخارطة عددا من الوعود الرئيسية، من بينها إعادة فتح مطار صنعاء، وتخفيف الحصار المفروض على مدينة الحديدة.
ويطالب الحوثيون التحالف بسداد رواتب جميع موظفي الدولة - وبينهم جنود وضباط الجيش - من عائدات النفط والغاز، وكذلك فتح جميع المطارات والموانئ الخاضعة للحوثيين.
وقال مسؤول حوثي مشارك في المحادثات للوكالة إن السعوديين وعدوا بسداد جميع الرواتب.
وأضاف أنه يجب على الحوثيين أيضا رفع حصارهم عن تعز، ثالث أكبر مدينة يمنية.
كما ذكر أن الرياض تريد أيضا من الحوثيين الالتزام بالانضمام إلى المحادثات الرسمية مع الأطراف اليمنية الأخرى.
وقال المسؤول الحوثي إن جماعته لم تقبل أجزاء من الاقتراح السعودي، خاصة ما يتعلق منها بالضمانات الأمنية، وترفض استئناف تصدير النفط من المناطق التي تسيطر عليها الحكومة قبل سداد الرواتب.
وذكر أن الحوثيين اقترحوا توزيع عائدات النفط وفق "ميزانية ما قبل الحرب".
وأكد مسؤول حكومي يمني لأسوشيتد برس أن ما يجري حاليا جعل الحكومة المعترف بها دوليا "بلا صوت".
وأضاف أن المجلس الرئاسي الحكومي يخشى أن تقدم السعودية "تنازلات غير مقبولة من أجل التوصل إلى اتفاق".
لكن التحالف اليمني المناهض للحوثيين لا يزال يشهد انقسامات داخلية، لذلك ليس لديه مجال للمناورة.
وقال المسؤول اليمني "ليس لدينا خيار سوى الانتظار حتى نرى ما ستسفر عنه هذه المفاوضات".