في طابور طويل على ممر وسط مستشفى محمد هايل بمدينة مارب يتزاحم مرضى حمى الضنك المنتشر بالمحافظة بشكل واسع لتلقي الوصفات الطبية واخراج فحوصاتهم المقرة من قبل طبيبين في المستشفى الذي يقدم خدمات الأمومة والطفولة .

مناطق سكان المدينة المختلفة ومخيمات النازحين تشهد انتشار لحمى الضنك منذ أكثر من خمسة أشهر بحسب الترصد الوبائي بمكتب الصحة بمارب والتي سجلت فيه وفاة ثمانية مواطنين و إصابة حوالي الف حالة بفيروسات حمى الضنك  ,هذا في الوقت الذي يوجد أيضا في المدينة أطباء يخطئون في تحديد دواء مرضاهم ما يؤدي إلى مضاعفات واسعة في أوساط مرضى حمى الضنك بحسب تقارير صحفية .

البعوض سبب الانتشار

وبحسب منظمة اطباء بلا حدود أن السبب الرئيسي لمرض حمى الضنك هو البعوض المنتشر في برك وبقايا المياه الذي يلدغ نهارا الاجساد المكشوفة من الجسم مما يعمل على نقل فيروس حمى الضنك بين البشر ويساعد على اتساع الاصابات .

وللوقاية من الاصابة بحمى الضنك تشير منظمة اطباء بلاحدود أن ارتداء الملابس ذات الأكمام الطويلة والسراويل الطويلة من اهم عوامل الوقاية إضافة إلى ، طاردات الحشرات، واستعمال شبكات البعوض (الناموسيات) موضحتا أن البعوض الناقلة تلدغ خلال النهار فقط .

اضافة الى ذلك القضاء على مواقع تكاثر البعوض مثل التجمعات الصغيرة للمياه في إطارات السيارات وجوار المنازل ومساكن الناس.

ألف إصابة

وسجل مكتب الصحة بمارب خلال اقل من خمسة اشهر انتشر فيها حمى الضنك حوالي الف حالة مصابة فيما توفي ثمان حالات بفعل حمى الضنك بالمدينة في الوقت الذي لم يسجل فيه مكتب الصحة كل الحالات المصابة بالحمى وان تلك الاحصائيات هي الناتجة عن ما وصل الى المشافي الحكومية فقط .

فيما سجل مستشفى الشهيد محمد هايل في المدينة وهو اكثر المشافي اقبالا من المواطنين سجل اصابة 130   مريض وصلوا الى المستشفى خلا شهر ديسمبر فقط فيما سجل خلا الاشهر الثالثة التي سبقت ديسمبر الماضي اكثر من 500 مواطن مصاب بحمى الضنك بحسب احصائيات مستشفى الشهيد محمد هايل.

مخيمات بلا خدمات صحية

في الوقت الذي تتزايد فيه معاناة المرضى وارتفاع أعداد المصابين بالفيروسات تفتقد الكثير من مخيمات النزوح للوحدات الصحية حيث تقول وحدة إدارة النازحين بمأرب إن مخيمين اثنين فقط (2)من أصل 194 مخيم يوجد فيها وحدات صحية ثابتة، بينما بقية المخيمات تفتقر للوحدات الصحية ولا تحصل على الدواء في وقته المناسب والسريع. وإن أكثر من 56 مخيم لم تصله أي وسيلة خدمات صحية على الاطلاق بحسب ادارة النازحين بمارب.

 مشيرة إلى أن 26102 فرد في مخيمات النازحين مصابون بأمراض معدية مثل الملاريا وحمى الضنك والإسهال المائي والأمراض الجلدية بنسبة ( 6% ) من عدد النازحين.

ويقوم مكتب الصحة بحملات رش ضبابية لمكافحة انتشار البعوض في مناطق مختلفة من المدينة الا أنها جهود تبدوا متأخرة جاءت بعد انتشار حمى الضنك بين النازحين وبذلك تكون جهود قد تأخرت كثيرا لمكافحة الوباء المتسعة رقعته .