[ انتهاكات في شبوة ]
كشف تقرير حقوقي عن حجم الانتهاكات ارتكبتها مختلف أطراف النزاع في محافظة شبوة الخاضعة لسيطرة مليشيا الانتقالي المدعومة من الإمارات خلال العام المنصرم 2022.
وبحسب التقرير الصادر عن مؤسسة ضمير للحقوق والحريات فإن أطراف النزاع المسلح بشبوة المتمثلة بقوات الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا وقوات مدعومة من المجلس الانتقالي وجماعة الحوثيين والقوات المشتركة المدعومة من التحالف العربي خلال العام 2022 ارتكبت انتهاكات ومازالت ترتكب انتهاكات لحقوق الإنسان وانتهاك للقانون الإنساني الدولي.
وأشارت إلى أن جميع أطراف النزاع باليمن استمروا في ارتكاب انتهاكات للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان لعدم وجود آليات للمساءلة والعقاب وضمان عدم الإفلات من العقاب.
ولفتت إلى أن مسار النزاع المسلح في شبوة تغير في السنتين الاخيرتين في سبتمبر 2021 بدأ بتغيير مسار النزاع المسلح بمحافظة شبوة عندما سيطر الحوثيون على مناطق جديدة بمديريات بيحان وعسيلان وعين غرب العاصمة عتق وفي نهاية العام 2021 شهدت هذه المناطق نزوح جماعي لما يقارب (400 ) اسرة وفقا لتقارير المنظمة الدولية للهجرة، مما ضاعف من الأعباء على السكان المدنيين بشبوة.
وقالت إن في يناير من العام 2022 سيطرت قوات العمالقة ودفاع شبوة على مديريات بيحان الثلاث بيحان العلياء وعسيلان وعين حتى مديرية حريب بمحافظة مأرب وتم انسحاب قوات أنصار الله الحوثيين إلى الجبال المطلة على حريب وبيحان في مديريات ناطع ونعمان التابعة لمحافظة البيضاء.
وذكرت أن مسار النزاع تغير في 6 أغسطس 2022 بالعاصمة عتق حيث تمت مواجهات مسلحة استخدم فيها طرفي النزاع من قوات الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا وقوات العمالقة ودفاع شبوة المدعومة من التحالف بمساندة كتائب المقاومة الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي مختلف الأسلحة الثقيلة بما فيها الدبابات والمدفعية وقذائف الهاون وتحليق الطيران المسير في الأحياء السكنية بالعاصمة عتق.
وأفادت بمقتل وإصابة في هذا النزاع ضحايا مدنيين بما فيهم الأطفال والنساء كما تأثرت منازل وأعيان مدنية ودور للعبادة بسقوط مقذوفات عليها في انتهاك للقانون الدولي الانساني وحقوق الانسان وقد تأثر المدنيين بنتائج هذا النزاع وبما خلفته الحرب من ضحايا مدنيين.
اقتحامات ونهب منازل
ووفقا للتقرير تم توثيق مقتل 7 أطفال وإصابة 12 طفلا خلال العام 2022 في محافظة شبوة، مقتل واصابة 60 من المدنيين بقصف طيران وصواريخ كاتيوشا ومقذوفات على 35 منزل بما فيها 3 مساجد ومدرسة للتعليم الأساسي وخزان للمياه ومستشفيات والتي يحميها القانون الإنساني الدولي.
يشير التقرير إلى أنه تم توثيق اقتحام ونهب 25 منزل بمديرية عسيلان وبيحان واعتقال 31 مدنيا اشترك أطراف النزاع في هذه الانتهاكات خلال المدة الزمنية من يناير وحتى ديسمبر 2022.
وقال إن "تكرار هذه الانتهاكات بحق المدنيين يؤكد عدم اتخاذ أطراف النزاع أي تدابير لحماية المدنيين وفقا للقانون الإنساني الدولي وهذا ما يدعو للعمل لتقديم مرتكبي هذه الانتهاكات للمسألة وعدم الإفلات من العقاب".
ودعت مؤسسة ضمير المجتمع الدولي ومجلس الأمن والاتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية إلى منح الاولوية وبصورة عاجله لتشكيل آلية مساءلة جنائية دولية لجمع الادلة وحفظها وتحليلها وإعداد ملفات القضايا والتواصل مع ضحايا الانتهاكات والجرائم الخطيرة بما في ذلك الضحايا من الاطفال والنساء والاختفاء القسري والقصف للأهداف المدنية تمهيدا لمحاسبة الجناة.
وأوضح أن محافظة شبوة عانت من الآثار السلبية للنزاع باليمن ولم تكن المحافظة بعيدة عن تأثيرات النزاع خلال الفترة من 2011 وحتى اليوم مرورا بسيطرة جماعة الحوثي على شبوة في اواخر مارس 2015 ثم سيطرة قوات الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا على شبوة مرورا بصراع أقطاب الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي في أغسطس 2019 ثم الصراع الأخير بين قوات الجيش والأمن الخاص التابع لوزارة الدفاع و الداخلية بحكومة الشرعية وقوات العمالقة ودفاع شبوة المدعومة من قبل التحالف العربي والتي انتهت بسيطرة قوات العمالقة ودفاع شبوة المدعومة من التحالف العربي.
وأكد أن هذه النزاعات والصراعات التي تعاقبت على محافظة شبوة تركت آثار سلبية على المدنيين ووضع حقوق الإنسان والأوضاع الإنسانية للمدنيين وخاصة النساء والأطفال وهم من الفئات الأضعف بالمجتمع وازدادت معدلات النزوح الى مناطق اكثر امنا في شبوة بحسب تقارير الوحدة التنفيذية لادارة مخيمات النازحين.
طيران مسير
وتابع "قام طيران مسير تابع لجماعة الحوثي بقصف أحد السفن التي كانت تقوم بإفراغ محروقات في ميناء قناء بمديرية رضوم، كما تم توثيق إطلاق صواريخ من جماعة الحوثي على منازل ومحطات لتعبئة الوقود بمديرية عسيلان بشبوة وسقوط مدنيين بينهم أطفال في يناير 2022.
ولفت إلى تحليق طائرات مسيرة في سماء مدينة عتق تابعة للتحالف العربي الذي تقوده السعودية والامارات في9اغسطس2022اثناء المواجهات على الارض بين قوات اللواء21 والقوات الخاصة التابعة للحكومة الشرعية المعترف بها دوليا وبين قوات العمالقة المدعومة من التحالف.
كما وثق التقرير قصف طيران التحالف لمدرسة7يوليو بمديرية عين بمحافظة شبوة وقصف لمنزل في منطقة الصفحة بعسيلان وقصف باص هايس ينقل عمال بناء بمفرق الدهولي مديرية بيحان.
وأكد أن تكرار سقوط مدنيين في هذه الضربات الجوية الخاطئة بما فيهم أطفال يدعوا إلى العمل من المجتمع الدولي لإنشأ أليات دولية للتحقيق والمسألة لمحاسبة مرتكبي هذه الانتهاكات وضمان عدم الافلات من العقاب لمرتكبي انتهاكات حقوق الانسان .
اعتقال تعسفي وإخفاء قسري
وثقت مؤسسة ضمير للحقوق والحريات اعتقال وإخفاء 6 من المدنيين بمديرية عسيلان من قبل القوات المشتركة المدعومة من التحالف العربي في 13 فبراير 2022، إلى جانب احتجاز مدنيين من منازلهم ومزارعهم في مديرية عسيلان محافظة شبوة حسب تأكيدات أقاربهم وتم نقلهم الى جهة غير معروفة حيث أفرج عن ثلاثة منهم بعد شهرين من الاعتقال بينما لا يزال ثلاثة من المعتقلين رهن الاحتجاز
ولفتت إلى أن قوات للعمالقة في 16 يوليو اعتقلت 5 إعلاميين بينهم مدير عام بالسلطة المحلية وأمين عام المجلس المحلي بعتق ومعهم أربعة مصورين ورسام تشكيلي، وتم احتجازهم أثناء تصوير فيلم وثائقي بالقرب من منطقة الشبيكة مديرية عتق بمحافظة شبوة قبل أن يطلق سراحهم بعد أربعة أيام من الاحتجاز.
كما وثقت المؤسسة اعتقال شخصين مدنيين من قبل القوات المشتركة وقوات العمالقة ودفاع شبوة في سبتمبر 2022 حيث تم احتجازهم في أحد السجون خارج المحافظة التابعة للتحالف العربي قبل أن يفرج عنهم بعد شهرين من الاعتقال.
وافادت باعتقال الناشط هادي جمعان وابو امير المصعبي وهما عاملين بمجال تبادل الجثث بمنظمة يمنية محلية في 30 يناير 2022 حيث تم احتجازهم من قبل قوات العمالقة بمديرية عسيلان وتم احتجازهم في منزل بمنطقة النقوب عسيلان قبل أن يفرج عنهم، وكذلك اعتقال عوض صالح لقور وعبدالقادر لقور من قبل قوات الأمن العام التابعة للحكومة الشرعية المعترف بها دوليا.
واعتبرت المؤسسة سقوط ضحايا من الأطفال انتهاكات جسيمة تتحمله أطراف النزاع المحليين وقوات الحكومة المعترف بها دوليا والقوات المشتركة المدعومة من التحالف وقوات المجلس الانتقالي و الداعمين الدوليين التحالف العربي وإيران.
سجون غير رسمية
يفيد التقرير أن أطراف النزاع بشبوة تعاقبت في استخدام السجون غير الرسمية والتي لا يتم مراقبتها او الاشراف عليها من القضاء، مشيرا إلى حجز مدنيين في سجون غير رسمية لا تتبع وزارة الداخلية ومصلحة السجون ولا تخضع لأي إجراءات قانونية رسمية بإشراف النيابة العامة ولا تخضع لتعليمات النائب العام وسلطات القضاء.
وأوضحت مؤسسة ضمير أنها أجرت مقابلات مع سجناء تم الافراج عنهم من سجن معسكر الشهداء التي كان يتبع للقوات الخاصة السابقة التابعة للأمن العام لحكومة الشرعية حسب المعلومات وتداول نشطاء وجود سجن بمطار عتق التابع لقوات دفاع شبوة وسجن معسكر مره التابع لقوات العمالقة المدعوم من التحالف العربي وسجن معسكر حنيشان في العاصمة عتق وسجون اخرى في مديريات بيحان وعين وعسيلان.
النازحون
ووفقا للتقرير شهدت شبوة موجة نزوح كبيرة في مناطق النزاعات في مديريات عسيلان وبيحان وعين أثناء الاشتباكات والمواجهات المسلحة بين أطراف النزاع في يناير من العام 2022 وتركز النزوح بمناطق مديرية عسيلان وبيحان القريبة من خطوط المواجهات.
وأوصت المؤسسة في ختم تقريرها إلى دعم الجهود المتعلقة بتحقيق المساءلة ووقف انتهاكات القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان التي ترتكبها كافة أطراف النزاع، وضمان محاسبة جميع المسئولين عن انتهاكات القانون الدولي والجرائم المرتكبة في سياق الحرب المستمرة في اليمن.
ودعت جميع الأطراف لضمان احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية في جميع أنحاء البلاد، وفقًا للقوانين الوطنية والمعايير الدولية لحقوق الإنسان.