[ القيادي بالجيش الوطني أحمد فاضل، ]
في موكب جنائزي مهيب، شيع الالاف من ابناء مدينة تعز، الأربعاءـ جثمان القيادي بالجيش الوطني أحمد فاضل، الى مقبرة الشهداء بعد الصلاة عليه في مسجد السعيد بمنطقة عصيفرة شمالي المدينة.
وتقدم مراسيم التشييع العديد من القيادات العسكرية والامنية والسلطة المحلية، بحضور جمع كبير من زملاء ومحبي الفقيد.
وكان قد توفي فاضل يوم امس الثلاثاء، بعد اسبوعين من اصابته بحمى الضنك ما أدى الى تدهور صحته ودخوله العناية المركزة.
ومثل رحيل القيادي أحمد فاضل، فاجعة كبيرة على أبناء تعز، خصوصا المنتمين للجيش الوطني حيث كان احد القادة الميدانين في الجبهة الشمالية لمدينة تعز، وقاد المعارك العنيفة ضد جماعة الحوثي منذ الوهلة الأولى للانقلاب.
وشارك الفقيد الراحل في قيادة تحرير عدد من المناطق في مدينة تعز وخصوصاً جبهة الزنوج والجبهة الشمالية لمدينة تعز.
وقال العديد من افراد وزملاء "فاضل" بأنه كان متميز بالجندية والقيادية ويقدم نفسه على زملائه وافراده لافتين إلى انه "لم يكن مجرد قائد في الجبهة الشمالية لمدينة تعز بل كان الاب الحنون لأفراده في الجيش الوطني، وبرحيله خسر الوطن والجيش الوطني أحد الرجال الذين كان لهم بصمات في الدفاع عن مدينة تعز والوفاء للقسم العسكري" حد وصفهم.
وخلال مراسيم التشييع أشاد وكيل أول محافظة تعز الدكتور عبدالقوي المخلافي بـ "تضحيات الفقيد أحمد فاضل الذي عاش وفياً مخلصا للوطن والجمهورية وعرفناه وعرفه كل رفاقه شجاعا، في مواجهة المشروع الحوثي الايراني الدخيل على اليمن" حد قوله.
وأكد المخلافي أن المواقف البطولية التي سطرها "فاضل" في ميادين العزة والكرامة ستظل حاضرة في ذاكرة وجدان كافة زملاءه وابناء الوطن، وستبقى سيرته العطرة ومواقفه الشجاعة فخر واعتزاز لكل ابناء القوات المسلحة.
وأفاد عدد من محبي الفقيد بأن رحيل "فاضل" خسارة لتعز واليمن ككل، مؤكدين أنه كان بالإمكان إنقاذه، لولاء اهمال السلطة المحلية والحكومة التي تركته يواجه مصيره في مستشفى الثورة بمدينة تعز، ولم تستجب للمناشدات والمطالب بضرورة نقله إلى خارج الوطن.
وعقب الرحيل الفاجع، انهالت بيانات النعي وبرقيات التعازي ولكنها لا تعوض تعز والوطن خسارة قيادي جسور ومناضل عتيد، حيث كان الحجر الصلبة في جبهات القتال خلال قيادته المعارك في ميادين الشرف والبطولة في مواجهة جماعة الحوثي.
وفي هذا السياق ، نعت قيادة محور تعز فقيدها البطل، صاحب الكلمة والبندقية، أحمد عبدالله فاضل القدسي، لافته إلى أن الفقيد قدم خلال مشواره، نموذجا مشرفا للرجل المثابر المجتهد، وللجندي المخلص لوطنه، والقائد البطل المخلص، وضرب أروع الأمثلة، في صلابة الموقف والنضال في كل المراحل، ودوّن في صفحات التاريخ مواقفه وتضحياته الجليلة في مختلف المجالات، لأجل تعز والوطن والجمهورية .
وقال بيان محور تعز بأن الفقيد أحمد فاضل، "رحل وهو في أوّج عطاءه وشبابه، مقاتلاً صادقاً، ومجاهداً مناضلاً يعمل لأجل تعز وجبهاتها، ويشقّ طريق إمدادها وتعزيزها بكل ما يملك مسطراً بذلك مواقف عظيمة ضد عصابات الحوثي الإجرامية".
وتعهدت قيادة محور تعز امام فاجعة الرحيل بأنها ستمضي على "درب العطاء والكفاح والنضال، حتى استكمال التحرير وتحقيق النصر الكبير".
قائد اللواء 22 ميكا العميد محمد المحفدي، أكد أن "المناضل والقائد الميداني احمد فاضل من أبرز القادة الذين اذاقوا مليشيا الحوثي العذاب في مواقع الشرف والكرامة على امتداد تعز، وكان من أوائل الرجال الابطال والشجعان في مواجهة المشروع السلالي المقيت" حد قوله.
الشاعر فؤاد الحميري كتب راثياً الفقيد على صفحته بالفيسبوك قائلاً : احمد فاضل ، القائد البطل، الكاتب الشجاع، الصديق النبيل، رجل السيف والقلم، الصارم الساخر، احمد فاضل ألِفَته ميادين الرجولة وأحبته متارس البطولة، خافته القذائف وهابته الرصاصات وتحاشته النيران، جمع بين المواقع الحقيقية فكان حارسها، والمواقع الافتراضية فكان فارسها، صارع الطغاة، وحارب البغاة الغزاة، دافع عن المقاومين، وفضح (المقاولين)، وحين عزّ على الجبهات أن يرحل عنها، قبلت المستشفيات أن يغادر منها، فغادر ظَهر تعز لكن إلى بطنها، ورحل عن رفاقه لكن إلى الرفيق الاعلى".
وأضاف الحميري: "رحمك الله أيها الفاضل المناضل حيا وميتا، وطبت شاهدا وشهيدا، وإن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا أحمدنا ذِكْرا لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا لله وإنا إليه راجعون".
ومن جانبه قال عنه الناشط الاعلامي محمد التويجي: "ماذا يمكن للكلمات ان تقول وكيف للحروف ان تعبر ما الذي بمقدور اللغة فعله لتنسج من نفسها عبارات نعي وجمل عزاء في رحيل احمد فاضل فارس المتارس والكلمة والموقف، والبطل الذي عرفته جبهات العزة منذ بدايات المقاومة".
واضاف التويجي: "ظل يحرس مدخل المدينة الشمالي من أوبئة السلالة وأمراض المليشيا وعلل الانقلاب منذ ثمان سنوات، لم يغادر احمد فاضل مواقع الزنوج منذ ان بدأ التعرف عليه، نشأت بينهما علاقة وثيقة علاقة الروح بالجسد، لكن روحه تلتحق اليوم بالسماء بعد ان صارعت لأيام وباء أوصله بعد معاناة لهذا الخبر الفاجع ليغادرنا احمد بكل ضعف الانسان وعجزه ويرحل بهدوء..".
وبحسب التويجي فإن خسارات كثيرة سيتركها هذا الرحيل ليس لأسرته الصغيرة فقط بل لجبهات المقاومة ومتارس القتال ولكل من عرفه خصوصا ولتعز كلها، مؤكدا أن هذا "الغياب عصي على التعبير لكنها أقدار الله التي نؤمن بها ولا نملك في مواجهتها الا الإنحناء والقبول والرضا بكل تفاصيلها".