أثارت وثائق رسمية تكشف تصدر أبناء المسؤولين في الحكومة الشرعية قائمة المنح الدراسية الممنوحة لليمن في الخارج، جدلا وتنديدا واسعين على منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام.
وأظهرت وثاق كشوفات التابعة للتعليم العالي استحواذ أبناء مسؤولين في الحكومة الشرعية ابتداء من رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي ورئيس الحكومة معين عبدالملك ورئيس مجلس النواب سلطان البركاني وكذلك قيادات الأحزاب على قائمة المنح الدراسية.
وتسابق المسؤولون في الشرعية على سرقة المنح الدراسية المقدمة للطلاب المستحقين للتعليم (المتميزون) ومنحوها لأولادهم في فساد لا يمكن تبريرهُ، يكشف مدى الفساد والعبث بكل مؤسسات الدولة حتى المنح الدراسية المقدمة لأبناء الفقراء، لم تسلم من الاستحواذ عليها.
وباتت المنح الدراسية تذهب بعيدًا عن الطلاب أصحاب الدرجات العالية وأصحاب الخبرات الكبيرة والذين سيعودون بالنفع على اليمن لو أعطوا هذه المنح بعيدا عن اعطاها أبناء المسؤولين والوزراء في الحكومة.
ولاقت الوثائق تنديدا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي بالعديد من المنشورات الغاضبة من منحِ أبناء المسؤولين في الدولة منحاً دراسية في الخارج على حساب منهم في الوطن وأصحاب الدرجات العالية.
وفي السياق قال الأكاديمي يحيى الأحمدي :مثلما وفر الحوثي مستنقعا لهؤلاء اللصوص، وفرت التعيينات مستنقعات لملفات فساد مرعبة، مضيفا "كل فضيحة وانتكاسة وهزيمة وراءها قرار تعيين".
وقال من سيفتح ملف التعيينات؟ فهذه الكشوفات ستصبح مجرد فتات، أنتم شعب لا يستمر غضبه لأكثر من 6 ساعات ومن ثم يدخل في حالة سكر مع أول عودي.
الكاتب الصحفي عامر الدميني قال "الفساد منظومة متكاملة في جسد الحكومة، سواء المقيمون خارج اليمن، أو العاملون من الداخل في مناطق سيطرة الحكومة".
وقال "جميعهم حولوا الدولة لمغنم، وأثبتت كشوفات المنح الدراسية التي جرى تسريبها أن ما توصف بالحكومة ليسوا سوى مجموعة لصوص وعصابات".
وتابع "من الواضح وجود عدة لوبيهات تتصارع داخل الحكومة، لكن ذلك لا يشير سوى لحقيقة واحدة أن هناك فساد واسع، تخطى كل الحدود".
من جانبه قال الكاتب الصحفي عبدالعزيز المجيدي "مسؤولون ومعارضون أيضا راكموا أموالا ضخمة من أيام عفاش، ثم جاء عهد اللجنة الخاصة والحرب، فتحولوا إلى أباطرة بمصادر متعددة، تبدأ بالتجارة ولا تنتهي بالعلاقات العابرة للحدود مع الدول والأنظمة وحتى العصابات".
وزاد "مع هذا يتمسكون باللصوصية حتى آخر قطرة خجل ويصرون على الإستحواذ على فرص البسطاء في زمن حرب لم يعد الناس يمتلكون قوت يومهم".
واستدرك "ليس هناك من يضاهي فساد ضمير المسؤول اليمني إلا مسؤول آخر يحمل نفس الجنسية يسمى حوثي".
الإعلامي سمير النمري، قال "أولاد قيادات الإصلاح كان لهم نسبة كبيرة من المنح الدراسية في الخارج، بينما بقي السذج من أبناء الفقراء المنتمين للحزب في الجبهات".
وتابع "وكلاء الوزرات يستلموا آلاف الدولارات كرواتب شهرية وهم يدرسوا ماجستير ودكتوراه في الخارج على حساب الحكومة والمواطن الفقير الساذج في الجبهة يدافع عن ما يسمى بـ "الوطن والعقيدة والدين".
الناشط الإعلامي محمد مهيوب أحمد علي قال "سرقونا عيال (...) تقاسموا المناصب والوظائف وكملوا بالمنح المخصصة للفقراء".
وأضاف "مسؤولو دولة وقيادات أحزاب لصوص ونهابين وسرق"، وقال "اقرأ الاسماء للمنح الدراسية كيف وزعوها، ستجدون أولاد قيادات الاصلاح والناصري والاشتراكي والمؤتمر وأولاد الوزراء والوكلاء والمحافظين وحتى الرئيس رشاد العليمي لديه منحتان لأحفاده في مصر وثلاث لأولاده في كندا".
وتابع "ابطالنا يموتون في الجبهات ونحن المواطنين في جوع وشتات وعذاب وهم سرقوا علينا كل شي ، المال والمنح ويتربعون المناصب فوق ظهورنا".
الأكاديمي عبده القادري نشر خمسة من أولاد وأحفاد رشاد العليمي ضمن قائمة المنح الدراسية.
وكتب "بعد تسريب كشوفات وزارة التعليم العالي بحكومة الشرعية والكشف عن فضيحة تقاسم المنح الدراسية للطلاب المبتعثين في الخارج بين المسؤولين وقيادات عسكرية وأبنائهم بينما أبناء الفقراء في الجبهات رصدت لكم هذه الفضيحة كذلك".
1- الطالب / رشاد محمد رشاد العليمي ( كندا ) إدارة إعمال ـ مبلغ المساعدة 1800 دولار
2- الطالب سام عبدالحافظ رشاد العليمي ( كندا ) إدارة أعمال ـ 1800 دولار ( إبن نجل رشاد العليمي)
3 ـ الطالب عمرو رشاد محمد العليمي ( كندا ) إدارة أعمال ـ 2100 دولار
4 ـ مصطفى عبدالقادر محمد الجنيد ( كندا) 1800 دولار
5ـ روان خلدون ياسين سعيد نعمان (كندا) جرافيك 1800 دولار
6- مصعب سلطان سعيد البركاني ( نجل رئيس مجلس نواب الشرعية) 2100 دولار
الصحفي وديع عطا بدوره غرد بالقول "قيادات كرتونية أدعياء للورع والنزاهة، ما تلبث الأيام حتى تكشف زيفهم، تستحوذعلى حق أبناء البسطاء من المنح والاستحقاقات" مضيفا "يا لكم من أنذال".
في حين كتب الصحفي محمد الجرادي "هكذا يتم تقاسم المنح الدراسية ويحرم المستحقين، يتم الاعلان عن فتح باب الترشح للمنح في التعليم العالي وعلى أساس يتقدم الطلاب لاختبارات التنافس على المقاعد، لكن الذي يتم لاحقا يتم اختيار مجموعة بسيطة جدا من المتفوقين في اختبار التنافس، ثم تذهب نسبة لا تقل عن 75% من المنح للمسؤولين في الدولة والسفارات".
وأضاف "للأمانة المسؤول ليس الوزير وحده ولا اللجنة المختصة بهذا الملف، بل الحكومة نفسها، فهذا الوزير يأتي بتوجيهات من رئيس الحكومة وهذا السفير بتوجيهات من وزير الخارجية وهذا النائب من مكتب الرئيس، وهذا الشيخ بوساطة المحافظ وهذا النافذ لأنه يقدم خدمات معينة وهكذا تدار الأمور، الفساد منظومة وشبكات مصالح، الجميع في خدمة الجميع".
وتابع الجرادي بالقول "الأمر الأكثر دناءة أنه يتم إرسال كشف بالأسماء الصحيحة للجهات التعليمية في الدول التي سيذهب إليها الطلاب المرشحين بينما يتم نشر اسمائهم في موقع التعليم العالي بعد تغيير الالقاب للتحايل وعدم إثارة الضجيج،، وعلى حساب المتفوقين الذين يحرمون من فرص تعليمية يستحقونها بجدارة".
وأردف مخاطبا المسؤولين "أنت مسؤول لخدمة الناس وليس لخدمة عائلتك وأفراد أسرتك على حساب الآخرين، لكنك بلا ضمير وإذا لم تجد من يحاسبك في الدنيا هناك نهاية حتمية وستسأل عن إساءة استخدام منصبك أيها الرئيس والوزير والسفير".
وأشار إلى أن هناك مسؤولين كبار ووزراء يعيشون في الرياض والقاهرة وأولادهم موزعين في منح دراسية في أكثر من دولة، كندا أمريكا الصين المانيا وهكذا، لا يوجد مسؤول واحد بريء في هذا الفساد الخاص تحديدا بملف المنح الدراسية.
فيما الصحفي عبدالرزاق العزعزي فقال "حتى الإعلاميين متورطين بهذه الفضيحة، لصوص المنح"، مضبفا "الله المستعان يا سلطة رابعة".