كشف تقرير حقوقي عن تورط هيئات ومكاتب الأمم المتحدة بدعم جماعة الحوثي لزرع الألغام في اليمن منذ بداية الحرب.
شهدت مدينة مأرب، صباح اليوم، فعالية إشهار تقرير حقوقي يرصد ويوثق تورط هيئات ومكاتب الأممم المتحدة بدعم جماعة الحوثي لزرعم الألغام في اليمن بعنوان دعم الموت - شراكة في الجريمة.
وبحسب التقرير الصادر عن -الهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات "هود" فريق إقليم سبأ، بالشراكة مع منظمة شاهد للحقوق والتنمية، ويمن رايتس للحقوق والتنمية ومنظمة حريتي للتنمية وحقوق الإنسان، ومنظمة عين لحقوق الإنسان- فإن التقرير استمد معلوماته من قاعدة بيانات شاملة وكاملة فيه احصائيات بالخسائر البشرية والأضرار المادية التي خلفتها جريمة زراعة الألغام والعبوات المزروعة من قبل جماعة الحوثيين.
وتضمن التقريرالنزول الميداني ومقابلة الضحايا والشهود رصد التقرير 60 نشاطاً وفعالية نفذتها جماعة الحوثي بتمويل من اليونسيف وجهات أممية أخرى خلال الفترة التي يغطيها التقرير، وتوزعت بين 46 دورة تدريبية لعناصر حوثية تحت مسمى حملات التوعية بمخاطر الألغام، و14 حملة توعوية في 12 محافظة هي (صعدة، حجة، الحديدة، امانة العاصمة، صنعاء، تعز، ريمة، المحويت، البيضاء، مأرب، عمران، الجوف).
وفي الكلمة التي ألقاها رئيس منظمة هود الحقوقية سليم علاو أوضح من خلالها أن التقرير فيه رصد وتتبع دقيق تكشف حجم الدعم والأموال التي تلقتها جماعة الحوثي خلال الفترة ذاتها من بعض الهيئات التابعة للأمم المتحدة وفي مقدمتها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) ومكتب أونمها (UNMHA) ومنظمة اليونيسف (UNICEF) ومكتب مفوضيتها السامية لشؤون اللاجئين (UNHCR) وشريكتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر (ICRC) تحت غطاء إزالة الألغام.
وأضاف علاو أن التقرير أيضاً استند إلى عملية بحث وتقصي بشأن الجهود المزعومة لجماعة الحوثي في مجال نزع الألغام خلال المرحلتين الأولى والثانية من مشروع (مكافحة الألغام) الممول من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) والمنفذ عبر ما تسمى بـ(الهيئة الوطنية للتعامل مع الألغام) ومركزها التنفيذي بصنعاء التابعتين لجماعة الحوثي، وكشف زيف الادعاءات وحجم المغالطات والتناقضات في الارقام والاحصائيات المتعلقة بكميات الألغام المنزوعة والمتلفة على ضوء التقارير المرفوعة من الجهة المنفذة مقارنة بما هو حاصل على أرض الواقع.
وأكد وجود استدلالات تثبت الدور المشبوه للأمم المتحدة في تأجيج الصراع الدائر وعلاقة الشراكة بينها وبين جماعة الحوثي سواء فيما يتعلق بصناعة وتمويل الموت الذي يتجرعها الأبرياء من أبناء الشعب اليمني أو الشراكة الأممية مع الجماعة في قضايا الفساد المالي وغسل الجرائم الذي يعد أكثر خطورة من غسل الأموال، وذلك عبر التماهي الأممي اللامحدود إزاء الانتهاكات والجرائم الحوثية اللامتناهية.
وفي ختام الفعالية طالب الحقوقي علاو، الأمم المتحدة بالتوقف الفوري عن دعم جماعة الحوثي والضغط عليها لتسليم خرائط زراعة الألغام حتى يتسنى نزعها من قبل الفرق الهندسية المتخصصة.
وشدد على ضرورة فتح تحقيق عاجل مع كل موظف أو مبعوث أممي في اليمن ثبت تورطه بإرتكاب أي قضايا فساد مالي أو إداري أو تواطؤ مع أحد أطراف النزاع وكان لذلك الفعل تأثيرا سلبياً على عملية السلام أو أضر بمصالح المواطنين أو المصالح العليا للبلاد. داعياً الحاضرين من الحقوقيين والنشطاء والإعلاميين والمهتمين، بضرورة الانضمام للوقفة الاحتجاجية إلى جانب عدد من ضحايا الألغام التي زرعتها جماعة الحوثية والمشاركة في الحملة الإلكترونية التي تنطلق مساء اليوم.