[ جانب من الجناح التركي الذي يعرض أحجارا كريمة متنوعة (الجزيرة) ]
نظمت مكتبة قطر الوطنية اليوم الخميس المعرض الثقافي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا، لتسليط الضوء على تراث الأمم في هذه المناطق عبر برنامج حافل بالفقرات والفعاليات واللقاءات الحوارية والأنشطة اليدوية، وذلك ضمن فعاليات العام الثقافي "قطر-الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا 2022".
وتضمن المعرض -الذي يستمر يوما واحدا، بمشاركة دول السودان واليمن وتونس وتركيا وسريلانكا- فعاليات تشمل سرد القصص والحكايات، وأنشطة فنية ويدوية مثل أنشطة تلوين الإيبرو أو التلوين المرمري على الورق والزخرفة والرسم، بالإضافة إلى لقاء حواري مع شخصية روائية عربية مشهورة.
وقالت اختصاصية المكتبات بمكتبة قطر الوطنية رنا العاني للجزيرة نت إن المعرض يأتي ضمن مشاركة المكتبة في العام الثقافي "قطر-الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا 2022″، وهو عبارة عن سلسلة من الأنشطة والفعاليات التي تعزز التبادل والإثراء الثقافي بين الأمم، خاصة بين الدول المشاركة هذا العام، وهي تونس والسودان وتركيا واليمن وسريلانكا.
وأضافت أن المعرض يهدف إلى تعزيز وإثراء التبادل الثقافي بين الشعوب، مشيرة إلى أن كل دولة حرصت على اختيار النشاط الذي يعرّف بوضوح بثقافتها؛ فالمشاركة اليمنية -على سبيل المثال- تضمنت حكايات وقصصا تركز على الفلكلور اليمني، كما ركزت مشاركة سريلانكا على تنظيم أنشطة فنية وأشغال تقليدية.
الاستفادة من البيئة متعددة الثقافات
وأكد السفير التركي لدى الدوحة محمد مصطفى كوكصو أنه يحضر لأول مرة مثل هذه الفعالية في دولة قطر، التي تعد فى حد ذاتها فعالية مهمة؛ إذ يوجد في قطر المئات من الثقافات المختلفة نظرا لتنوع عدد السكان بها، ومن ثمّ لا بد من العمل على الاستفادة من هذه البيئة.
وأضاف للجزيرة نت أن هذا الأمر يكون من خلال التعرف على ثقافات الآخرين وعرض ثقافتنا أيضا للآخرين، فضلا عن العمل على حفظ التراث والثقافة التركية بين الجالية التركية التي تعيش في الدوحة، حيث قد يكون كثير منهم لا يعرف شيئا عن تراث وثقافة بلاده بسبب الاغتراب والبعدين المكاني والزمني، وبالتالي فهي فرصة جيدة للغاية لتعريفهم بهذه التفاصيل الثقافية عن بلادهم.
وتابع كوكصو "تنظيم الفعالية في المكتبة يعد فكرة ذكية للغاية، فهي تبرز للجمهور قيمة المكتبة ومكانتها، فهي تأتي بالجمهور إلى مكان الكتاب، الذي يحصل منه على العلم والمعرفة، وحينما يوجد معرض بهذا الشكل أيضا فهو يسهم بلا شك في زيادة المعرفة للجمهور الذي قد يرغب في الاطلاع على تاريخ وثقافات الدول المشاركة من خلال البحث والاطلاع على الكتب في المكتبة".
وضم الجناح التركي في المعرض العديد من الفعاليات، مثل التلوين على الماء وعرض كثير من الأحجار الكريمة التي يصل عددها إلى 50 نوعا مختلفا.
كما ضم الجناح التركي شاشة لعرض فيديوهات وثائقية، كان أحدها عن مركز "يونس أمره" (المركز الثقافي التركي في الدوحة) الذي افتتح عام 2015، ويهدف إلى التعريف باللغة التركية والتاريخ والفن التركيين وتقوية العلاقات وزيادة التبادل الثقافي وبناء الجسور الثقافية بين تركيا ودولة قطر بشكل خاص ودول العالم بشكل عام.
فعالية حوار مع مؤلف
من جانبه، أشاد السفير السوداني لدى الدوحة أحمد عبد الرحمن سوار الذهب بالمعرض الذي يثري المعرفة بتراث الأمم والشعوب، ويعد منصة للتعبير عن التراث السوداني وإيصاله إلى الآخرين، موضحا أن مشاركة السودان في المعرض تأتي من خلال فعالية حوار مع مؤلف، حيث تم اختيار أحد الروائيين السودانيين المشهورين، وهو الدكتور أمير تاج السر، وذلك لإثراء المعرفة بالأدب السوداني في مجال الرواية.
وتابع أن الدكتور أمير تاج السر ألف العديد من الروايات التي لاقت رواجا في المجتمع العربي بشكل عام، ومن ثمّ فالمعرض يعد فرصة رائعة له لسرد جزء من رواياته ورؤيته للأدب العربي.
وأوضح أن من أهم أعمال الدكتور أمير تاج السر رواية "مهر الصياح"، التي يقدم فيها فكرة شاملة عن الثقافات المتعددة التي استوطنت السودان، وشكلت تاريخها وحضارتها، ويخص بالذكر دارفور وتاريخها في القرن 18، مشيرا إلى أن مثل هذه الروايات تعد عاملا مهما في إلقاء الضوء على التراث والتاريخ السوداني، وهذا هو دور الأدب والثقافة في التواصل مع العالم الآخر.
مشاركة فنية تونسية
من جانبه، قال مسؤول الأنشطة بالمدرسة التونسية بالدوحة الهادي بريني للجزيرة نت إن المدرسة تشارك في المعرض ممثلة لدولة تونس، وذلك من خلال طلاب بالمرحلة الابتدائية في ورشة رسم، ويحاول الطلاب من خلالها التعبير عن دولة تونس وكيف يراها الآخرون من خلال رسومهم المتعددة.
وأضاف أن المشاركة في المعرض تتضمن أعمالا فنية من خلال الرسم والأشغال اليدوية التي تعبر عن التراث والمجتمع التونسيين، والتي يمكن للجميع من خلالها أن يتعرفوا على قليل من كثير حول تونس وعاداتها وتقاليدها، وهو الهدف من المعرض الذي يركز على نشر المعرفة.