[ توكل كرمان: حرب اليمن تضع الأطفال أمام مستقبل مجهول ]
قالت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، إن الحرب في اليمن منذ ثماني سنوات تدمير للحاضر وتضع الأطفال أمام مستقبل مجهول.
وأضافت توكل -في المؤتمر الدولي بكزاخستان عن الأطفال ومستقبلهم في مناطق الحروب والنزاعات المسلحة- أن رعب الحرب والصدمة بعالم العنف يجعل الاطفال اكثر تضررا من الحرب والنزاعات الأهلية المسلحة.
وتابعت "القصف والقنص وضرب المناطق السكنية، النزوح ، وانعدام الغذاء ، انهيار المؤسسات التعليمية والصحية، هذه عينة من العناوين لحياة الأطفال في المدن الواقعة في مناطق الحرب والنزاعات العنفية".
واستدركت كرمان إن "الحرب آلة تحطيم للمجتمع كله، رجاله ونساءه وحاضره ومستقبله، لكن الأطفال هم أكثر من يعاني منها ومن آثارها"، مشيرة إلى أنه قبل أسابيع توفي 10 أطفال في مستشفى بمدينة صنعاء بعد أن اعطيت لهم علاجات منتهية ، فيما آخرين يعانون من آثار هذه العلاجات بعد نجاتهم من الموت.
وأفادت أن هؤلاء الاطفال مصابون بالسرطان، ويتلقون العلاج منه في ظل أوضاع صحية سيئة بعد ثمان سنوات من الحرب. وقالت "هذا مثال لما يعانيه الأطفال في اليمن".
واستطردت "المليشيات الحوثية تتحمل مسؤولية الإهمال، ولا يكفي القاء التهمة على الحصار المفروض على اليمن وعدم السماح بدخول الأدوية".
وأكدت أن انهيار التعليم في اليمن جراء الحرب يتخذ مظاهر عديدة مادية ومعنوية، لافتة إلى توقف التعليم لسنوات وتسرب اكثر من مليوني طفل من المدارس، وعجزت آلاف الأسر عن ارسال ابناءنا لتلقي التعليم في مناطق أخرى لم تصلها نيران الحرب.
ومضت كرمان في كلمتها بالقول "دمرت مؤسسات التعليم، واستأنفت الدراسة في ظل سيطرة مليشيات تستخدم المدارس أماكن للتعبئة وتجنيد الأطفال، ومنصات لفرض أفكارها المتطرفة. تم تغيير المناهج وأصبحت المدارس مراكزاً لنشر ثقافة العنف والكراهية والتعبئة ضد كل من هو خارج دائرة المليشيات وثقافتها".
وزادت "المليشيا استخدمت المراكز الصيفية لنشر الفكر المتطرف وتجنيد الاطفال والزج بهم في جبهات الحرب ، وتتضمن تقارير المنضمات الدولية معلومات عن الاف الاطفال قتلوا في الجبهات ، والمئات منهم وقعوا في الأسر وخضعت اعدادا قليلة منهم لدورات اعادة تأهيل قبل اطلاق سراحهم في عمليات تبادل الأسرى".
وأكدت أن الاطفال هم أكثر شريحة مجتمعية تحتاج لاعادة تأهيل بعد انتهاء الحرب، لا أولئك الذين جندوا وشاركوا في الحرب فحسب بل كل الاطفال الذين عاشوا سنوات الحرب وطالتهم اثارها المادية والمعيشية والنفسية.
وقالت الناشطة اليمنية "ملايين الأطفال في اليمن يعيشون في مناطق تشهد مواجهات مسلحة، ومئات الآلاف من الأطفال نزحوا من منازلهم ، واجمالا يعيش اطفال اليمن في مدن انهارت فيها الدولة وانهارت فيها خدمات الصحة والتعليم ، وانقطعت مرتبات الموظفين مما ضاعف من أزمة الأطفال وعائلاتهم وحرمهم من الحصول على الحد الأدنى من احتياجاتهم الغذائية والمعيشية".
تواصل "الحرب وانهيار الدولة يقذف بملايين الأطفال في اليمن إلى العراء ليواجهوا مصيرهم مجردين من كل حماية، والأطفال -بنظر توكل- هم أكثر فئات المجتمع تضررا من الحرب وانهيار الدولة".
تضيف "العمل على إنهاء النزاعات وعودة الاستقرار وحكم القانون اتجاه أساسي لحماية الأطفال ومجتمعاتهم على حد سواء ويتطلب إلى أن يتكامل مع الجانب الإنساني جنبا الى جنبا وأن لا يكون حضور احدهما مغيّبا للآخر".
ولفتت إلى أنه في المدن اليمنية عانى الأطفال خلال سنوات الحرب من سلسلة من الآثار طالت حياتهم ، وأثرت على حياتهم. وتعرضت التجمعات السكانية المدنية داخل المدن لقصف طيران التحالف من الجو، وقذائف المدفعية التي تطلقها المليشيات من الأرض.
في مدينة تعز المحاصرة منذ ثمان سنوات ذكرت أنه لم تتوقف عمليات القنص واطلاق القذائف داخل الأحياء السكنية ، وقضى عشرات الأطفال نتيجة عمليات القنص، فيما قتل المئات اثناء عمليات التصعيد الحربي والمواجهات.
وفي ختام كلمتها قالت كرمان إن "الانسداد في إيجاد حل لإنهاء الحرب وعودة الدولة في اليمن لا يمنع من ممارسة المجتمع الدولي لضغوط حقيقية على المليشيات للسماح لجهود الاغاثة الدولية بممارسة عملها باستقلالية تمكنها من الوصل للمتضررين والمحتاجين والفئات السكانية التي تعاني من الحرب والصراع".