[ تعمد مليشيا الحوثي على تطييف المناهج التعليمية في مناطق سيطرتها ]
أثارت صورة لما يسمى بالشاعر معاذ الجنيد جدلاً واسعاً ظهرت بأحد الكتب المدرسية في صنعاء تمت طباعته مؤخرا من قبل جماعة الحوثي ضمن التغييرات التي استحدثتها على المناهج المدرسية لغرس أفكار وأيديولوجية الجماعة.
وكان كتاب الشعر والأدب يتضمن نبذة عن شعراء اليمن الكبار أمثال البردوني والزبيري ولطفي جعفر أمان والمقالح قبل ان يتم استبداله مؤخرا بصورة للجنيد وقيادات في الجماعة.
وتوالت ردود فعل اليمنيين بالسخرية والتندر على تلك الصورة كون الجنيد من الشعراء الشباب الذين لا محتوى شعري جيد لديهم، إلى جانب كونه عنصري يمجد فكر الجماعة السلالي.
وخلال السنوات الأخيرة أجرت المليشيا تغييرا جذريا لغالبية مواد المناهج التعليمية في تعمّد منها لتلغيم عقول الأطفال على العنف والجهاد والقتال في صفوفها. بالإضافة إلى الأنشطة المدرسة من طابور وإذاعة مدرسية، لغسل أدمغة الأطفال ونشر فكرها الضال.
وفي السياق قال وكيل وزارة الإعلام عبدالباسط القاعدي "لصوص ومجرمون وقتلة في المنهج الدراسي لطلاب المدارس بمناطق سيطرة الحوثي".
وأكد أن تطييف المنهج وتسميم العقول ينذر بكارثة ستلقي بظلالها على مستقبل اليمن".
من جانبها الصحفية والحقوقية سامية الأغبري سخرت بالقول "الله يرحم أيام ما كنا ندرس قصائد المتنبى وأبو تمام وابن الفارض ودرويش".
وأضافت "تطييف وتدمير التعليم كان ينقصه شاعر أيش يسووا ؟ ومن شاعرهم الفذ؟ أكيد معاذ ما غيره، قاموا جابوه وحسبوه على الطلاب وعلينا شاعر".
وتابعت "يا جماعة هو ذا مستوى الحوثي وامكانياته الثقافية، بس ما هو ذنب التلاميذ ينكبهم بعفنه ومستواه الرديء؟
الصحفي محمد الجرادي قال "كان ناقص صلاح الدكاك هو يكتب قصائد قرآنية أيضا ويمدح في الولي والولاية".
وتابع "استهداف طلاب المدارس بهدف الحصول على جيل جاهل يؤمن بالخرافات الدينية ويمكن أن يدفع مستقبله وحياته بسهولة ثمناً لها".
الناشط السياسي محمد المقبلي غرد بالقول "حذفوا علم اليمن الخالد الشاعر عبد العزيز المقالح وقصيدته الجمهورية الخالدة عن صنعاء الجمهورية ووضعوا علم السلالة وقصيدته بدلا لذلك".
وتساءل: هل استوعب الذين لم يستوعبوا إلى الآن طبيعة المعركة كما استوعبها المدركين؟
من جهته يحيى أحمد ابوالرجال علق بالقول "هكذا تثبتوا أنكم لا يمكن أن تنتموا لليمن واليمنيين أبدا".
وقال ساخرا: هذه مناهج طائفتكم فقط، حتى من يناصرونكم من غير الطائفة حقكم ليسوا معكم وإلا لماذا لم تضعوا مصطفى المومري مع الجنيد في منهجكم هذا؟
الناشط عصام الأحمدي هو أيضا قال "إلى العقلاء وأصحاب الضمير الحي والحس الوطني، حان الوقت لوقف الخطوات الممنهجة لتغيير عقيدة وهوية المجتمع اليمني من خلال مناهج الحوثي التي تم تعديلها وفقاً لأسس طائفية مستوردة لا تمت للمجتمع اليمني ولا للدين الإسلامي القويم بأي صلة".
ولفت إلى أن هناك تعميم جديد من مكتب التربية والتعليم بأمانة العاصمة للمدارس الأهلية بأن الامتحانات من الصف السادس إلى الثامن ستكون مركزية حتى يتم التأكد أن المناهج المعدلة من قبل المليشيات تدرس أم لا.
بدوره علي السعداني كتب "هؤلاء هم أعظم من وجدوا منهم لكي يستبدلوهم بعظماء وشعراء وعباقرة اليمن في المناهج الدراسية".
يضيف "لن يستطيعوا محو تاريخ اليمن العظيم بمجموعة من العاهات السلالية".
عبدالوهاب الشرفي قال "لا قبول بأي تغييرات تمت على المنهج الدراسي على الإطلاق وتحت أي مبرر ولا مجال لنقاشها ابتداء بأكثر من رفضها وهو عمل تخريبي مرفوض و مدان".
وأضاف "المنهج الدراسي لا يجب الاقتراب منه إلا في ظل استقرار مؤسسات الدولة كعمل وطني يشمل كل اليمن".
وتابع الشرفي مخاطبا الحوثيين "معكم وسائل أخرى عبر المنشورات والكتيبات والمجلات أي وسيلة غير المنهح الدراسي، اما التغييرات في المنهج الدراسي لجزء من البلد فهو عمل تخريبي ولا يمكن أن يكون ايجابيا على الاطلاق".
وقال "أعرف أنكم لن تلتفتوا لكل ما يكتب ولكل نقد لهذه الخطوة الكارثية لكن نحن نسجل رفضنا لها وكما هي العادة تصرفوا من موقع الغلبة لكن في الأخير ستخسرون ويخسر الوطن ولن يصح إلا الصحيح".
في حين قال الإعلامي أحمد الكبسي إن تعميما من مكتب التربية والتعليم بأمانة العاصمة للمدارس الأهلية بأن الامتحانات من الصف السادس إلى الثامن ستكون مركزية بحيث يتم التأكد أن المنهج يدرس فعلا وفق ما تم تغييره في المناهج".
وأكد أن الموضوع هام لدى السلطة التي تعمل كل ما بوسعها على تغيير عقيدة وهوية جيل قادم بشتى الوسائل.