أكد قادة جبهات القتال من الجيش الوطني والقادة الميدانيين في المقاومة الشعبية في محافظة تعز٬ الواقعة إلى الجنوب من العاصمة صنعاء٬ جاهزيتهم لردع أي تقدم للميليشيات الانقلابية في تعز والتصدي لها٬ وتطهير المحافظة منها.
كما اتهم قادة الجيش والمقاومة ميليشيات الحوثي وحليفتها قوات المخلوع صالح باستمرارها في «التنصل من الهدنة واستخدامها غطاء لإعادة التموضع والانتشار وحشد الآليات العسكرية والمقاتلين باتجاه محافظة تعز».
جاء ذلك خلال لقاء محافظ محافظة تعز٬ علي العمري٬ بقائد محور تعز العميد الشراجي وعدد من قادة الجبهات والقادة الميدانيين في المقاومة الشعبية في المحافظة.
وقال المحافظ إن «مصلحة تعز تقتضي الترفع عن الخلافات وتجاوز الضغائن لمواجهة الميليشيات المعادية٬ وإن تعز انحازت لمبادئ الحرية والكرامة وحق الدفاع عن النفس في مواجهة عدوان غاشم يستهدف كل مظاهر الحياة في المدينة».
وأضاف أن «من قرر أن يدافع عن تعز والوطن فعليه أن يتعايش مع كل الظروف ويعمل وفق الإمكانات المتوفرة». وواصلت الميليشيات الانقلابية شن هجماتها وقصفها العنيف وبشكل هستيري على مواقع الجيش الوطني
والمقاومة٬ وكذلك الأحياء السكنية وسط المدينة٬ حيث طال القصف باب المندب وغرب تعز وحي البعرارة وحي الروضة وتبة الوكيل٬ إضافة إلى مناطق الجبالي وميلات في الضباب.
واحتدمت المواجهات العنيفة بين قوات الشرعية في شارع الثلاثين شرق معسكر اللواء 35 مدرع٬ غرب المدينة٬ ومحيط المعسكر والسجن المركزي٬ في محاولة من الميليشيات لاستعادة المعسكر والسجن وعدد من المواقع٬ في حين تمكنت عناصر الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من التصدي لهجمات الميليشيات الانقلابية.
على السياق ذاته٬ كشف تقرير أعدته منظمة السلم الاجتماعي والتوجه المدني٬ بمدينة تعز٬ تدمير ما يزيد على 27 ألف منزل ومنشأة خلال الحرب الدائرة في اليمن٬ منذ 30 يونيو (حزيران) من العام الماضي وحتى 30 ديسمبر (كانون الأول) من نفس العام.
وقال التقرير الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه٬ إن «عدد المنازل والمنشآت السكنية التي تضررت جراء الحرب بلغت ٬20996 تم تفجير 348 منزلاً منها٬ أما عدد المرافق التعليمية المتضررة فقد بلغ 1477 مرفًقا٬ وإجمالي ما تم رصده من المرافق الصحية المتضررة وصل إلى 1199 مرفًقا٬ فيما تعرض69 معلًما أثرًيا للتدمير والنهب والتمترس٬ كما تضررت 665 من دور العبادة».
وأضاف التقرير أن فريق الرصد التابع للمنظمة «وثق 94 طريًقا وجسر عبور دمرتها الحرب في اليمن٬ وكانت تشكل شريان الحياة الذي يربط معظم مناطق اليمن٬ الأمر الذي ضاعف من معاناة السكان المدنيين في تلك المناطق لا سيما الواقعة تحت الحصار المسلح٬ كما هو الحال في تعز وبعض المناطق الواقعة على خطوط التماس في الجبهات التي ما زالت مشتعلة في البلاد».
وطالب القائمون على التقرير بضرورة التحقيق في انتهاكات وجرائم الحرب التي تشهدها اليمن٬ وفتح تحقيق عاجل وشفاف فيما يتعلق بجرائم استهداف الأعيان المدنية وتقديم مرتكبيها للعدالة. كما شددت على السلطات الشرعية في البلاد ضرورة تشكيل لجنة حصر لحجم الأضرار والخسائر التي لحقت بالمدينة وخصوًصا (الممتلكات الخاصة)٬ وفي مقدمتها منازل ومصادر دخل المدنيين الذين لا ناقة لهم ولا جمل في هذه الحرب وتعويضهم التعويض العادل.