كشف الكاتب الصحفي حسين الوادعي عن أسباب وصف الحوثيين لمؤسس الجماعة، حسين بدر الدين الحوثي الذي لقي مصرعه في سبتمبر عام 2004 على أيدي القوات الحكومية بـ(القرآن الناطق).
وقال الوادعي في منشور له بصفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك ":"ربما تفاجأ الكثيرون بوصف الحوثيين لقائدهم الراحل بـ(القرآن الناطق)"، مبينا أن جذور هذه النظرة معروفه ومنشوره في وثائق الحوثيين، وفي مرويات الشيعة بشكل عام، خاصة فيما يتعلق بالمساواة الوجودية بين "القرآن والعترة".
وأضاف: "إن القرآن في الأدبيات الشيعية أقرب ما يكون إلى ملكية خاصة بآل البيت، وفي هذا الخصوص تم اختراع مرويات عددية عن الرسول وعن علي، مثل: عن علي عليه السلام قال: (نزل القرآن على أربعة أرباع، ربع فينا، وربع في عدونا، وربع في فرائض وأحكام، وربع سنن وأمثال، ولنا كرائم القرآن!)".
وأشار الوادعي إلى أنه في الوثيقة الفكرية والثقافية للحوثيين، يتحدثون عن القران وآل البيت كشيء واحد، لافتا إلى أنه بموجب ذلك، فإن آل البيت ليسوا "ورثة القرآن"، ولكنهم "قرناء القرآن"، والشيء لا يقرن إلا بما يتساوى معه في المرتبة، حسب قوله.
ويتابع الوادعي: "وبحكم أن القرآن ميراث خاص بآل البيت وحدهم من جدهم الأعلى (محمد)، فهم وحدهم من يمتلك القدرة على فهمه وتفسيره، أما التفسيرات الاخرى من غير آل البيت فلا حجية لها".
واعتبر الوادعي أن هذه النظرة الكهنوتية السلالية تتجاوز بدرجات احتكار الكنيسة للعلم والاسرار الكنسية في العصور الوسطى، مضيفا: "فإذا كانت الكهنوتية المسيحية مفتوحة لكل شخص ينجح في دخول السلك الكنسي والصعود عليه، فان كهنوتية آل البيت أشد قتامة اذ انها كهنوتية مغلقة على سلالة معينه".
وأشار الوادعي إلى أن الحوثيين يفسرون حديث "كتاب الله وعترتي"، تفسيرا يجعل التمسك بالقرآن غير كاف لصحة إسلام المرء ما لم يرتبط بالتمسك بالعترة، مضيفا أن حجية الكتاب وحجية آل البيت متلازمتان ولا يمكنك أن تتبع القرآن فقط دون إتباع آل البيت، حسب قوله.
وقال الكاتب الصحفي حسين الوادعي: "لا يمكنك التفريق بين القرآن وآل البيت في كثير من فقرات الوثيقة، مستدلا على ذلك بالمثال الآتي:" آل البيت ليسوا متبعين للقرآن فقط، بل هم "قرآن" من نوع آخر، وإذا كان القرآن هو الوحي المنقطع فإن آل البيت هم الوحي المستمر".
وتقول الوثيقة، حسب الصحفي الوادعي:"أن نهج الهداية والنجاة والأمان من الضلال هو التمسك بالثقلين " كتاب الله"، والثقل الأصغر عترة رسول الله وهداة هذه الأمة وقرناء الكتاب إلى يوم التناد ...".
ويضيف الوادعي أن من أمثلة التي يروج لها الحوثيون أيضا قولهم: "لأن القرآن وحي منقطع، وآل البيت وحي مستمر، تنتقل العملية تلقائيا من المساواة إلى التفضيل، أي التفضيل المضمر لآل البيت على القرآن، فالقرآن وحي منته وصامت، بينما آل البيت وحي مستمر وقرآن ناطق".
وختم الوادعي حديثه بالقول: "هذه هي الخلفية الايديولوجية لمقولة القرآن الناطق، وللشعارات التي تعتبر استهداف حسين الحوثي استهدافا للقرآن".